الحياة تحت سطح الماء قمة المغامرة ومتعة اكتشاف كل ما هو جديد، إنه الغوص فى أعماق البحار، حيث تجد من الأسرار ما لم تراه من قبل، تلك الرياضة التى أصبحت مصر تشتهر بها عالميا، ويأتى إليها السائحون من كل حدب وصوب لممارستها، فقط خذ نفس عميق واستعد لرؤية تفاصيل الحياة البحرية عن قرب.
ليس مهما أين ستقضى إجازتك فأينما ذهبت ستجد تحت شواطئ مصر كنوزا لا مثيل لها فى العالم، حيث أصبحت أغلب منتجعات البحر الأحمر فى الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم والجونة وطابا توفر البرامج التى يستمتع فيها الزوار برياضة الغوص على مدار العام بفضل درجة الحرارة المعتدلة التى تتميز بها، ولا تقلق فحتى إذا كنت لم تمارس رياضة الغوص من قبل أو من المبتدئين أو المتمرسين فيها، فمن المؤكد أنك ستجد البرنامج المناسب لك.
أسراب الدلافين فى محميات الجزر الشمالية
إذا كنت تبحث عن شعاب مرجانية مميزة تصل أعمارها لملايين السنين، وأسماك ملونة وأسراب الدلافين فعليك بمحميات الجزر الشمالية والتى تحتوى على أكثر من عشرة مواقع غطس، وتم إعلانها محمية طبيعية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم رقم 1618لسنة 2006، ومن بينها أبو النحاس، وسيول الكبير، وسيول الصغير، وشعاب الفنادير، والفانوس.
الغردقة و27 موقع مختلف للغوص
وإذا كنت تقضى إجازتك فى الغردقة فشواطئها مليئة بمواقع الغوص المتنوعة والمتعددة المزايا، وتمتلك الغردقة وحدها ما يقرب من 27 موقع للغطس، ونصحت هيئة تنشيط السياحة عبر موقعها بعدد من المواقع فى مقدمتها شعاب كارلس رييف، والتى قالت عنها أنها أحد أجمل مواقع الغطس فى الغردقة، بفضل الغابات المرجانية الكثيفة فيه وأصناف الأسماك الكثيرة، كذلك أبو رماد والذى يحمل اسم حوض الأسماك المائى، والذى يسهل الوصول إليه من الغردقة أو شرم الشيخ عن طريق قارب للرحلات الطويلة، وبيت الدولفين فى الجونة اسم على مسمى، فموقع الغطس هذا هو فى الواقع بيت يضمّ عددًا هائلاً من الدلافين، هذا إضافة إلى مواقع آخرى منها شعاب سابينا، عرق سابينا، أبو منقار الجفتون الكبير والحفتون الصغير.
أما إذا كنت فى دهب فلا شك أن الثقب الأزرق أو "البلو هول" أشهر أماكن الغطس عالميا ستكون فى متناولك، ففيه تشكيلات مرجانية ساحرة، وبأشكالها المروحية وأسماك الإنكليس الجميلة والعشرات من أنواع الأسماك التى تتكاثر فيه، فضلا عن العمق المذهل للثقب ما يشكل مشهدا بالغ الروعة.
فى مرسى علم فرصة رؤية أنواع سمك القرش
وفى مرسى علم، فأنت على موعد مع المغامرة والمتعة، حيث يوجد أكثر من موقع غوص آخطرها الفنستون لوجود أسماك قرش بها، وتقع على مسافة 20 كلم داخل شاطئ مرسى علم، ويبلغ طول الشعاب 300 متراً وتمتد إلى أعماق مدهشة تزيد عن 100 متر، وتتنوع الحياة البحرية من أسماك البركودة وأسماك الملاك وأسماك الكوشر وأسماك الموارى، وتشمل الأسماك التى تزور المكان لفترة محدودة، القرش ذو الزعنفة البيضاء وقرش الشعاب الرمادية وقرش المطرقة.
أعماق البحر الأحمر شاهدة على الحرب العالمية الثانية
أما إذا كنت تبحث عن التاريخ والكنوز فستجد ما تبحث عنه أيضا فى البحر الأحمر، حيث تُمثل السفن الغارقة رصيدا كبيرا يٌضاف الى البحر الأحمر، حيث هناك حوالى 20 موقعا لسفن غارقة تحولت بعد عقود إلى مزارات هامة يأتى إليها السياح من شتى بقاع العالم.
ولأن مصر كانت مسرحا من مسارح الحرب العالمية الثانية وشهدت بحارها على المعارك الدامية، فستجد السفينة الحربية "ثيستلقورم" وكانت مخصصة للنقل، وتم ضمها للجيش البريطانى وتعرضت للغرق فى أكتوبر 1941 إبان الحرب العالمية الثانية، وأصبحت الآن واحدة من أهم مواقع الغوص فى العالم.
وهناك حطام أربعة سفن غرقت فى منطقة "أبونحاس" وتعد من أشهر مواقع الغطس، وهى حطام سفن "إس إس كارناتيك" التى تعرضت للغرق عام 1896، وكيمون إم وغرقت عام 1978، وتشريسولا كيه وغرقت عام 1981، وغيانيس دى وغرقت عام 1983.
الغوص فى البحر الأبيض رحلة عبر التاريخ
ليس البحر الأحمر وحده الملئ بالكنوز بل إن شواطئ البحر الأبيض المتوسط لها سحر خاص، فإذا كنت تقضى إجازتك بالإسكندرية وتهوى الغطس فيمكنك القيام برحلة عبر التاريخ تحت مياه المتوسط، حيث تتمتع مدينة الإسكندرية بسياحة الغوص فوق الآثار الرومانية الغارقة فى قاع البحر.
ويقع قبالة شواطئ الإسكندرية ما يعتقد أنه قصر كليوباترا، الملكة المصرية الأشهر، وحطام مدينة "هيرقليون"، وهو الاسم الذى أطلق على مدينة أبوقير القديمة، التى غاصت فى مياه خليج أبو قير، وكذلك مدينة الإسكندرية القديمة التى أسسها الإسكندر الأكبر بقصورها الملكية ومعابدها.
وتتمثل الآثار الغارقة فى أطلال معبد "هرقليون"، الذى كان مخصصًا لـ"آمون" و"هرقل-خونسو"، كما عثروا أيضًا على تماثيل ضخمة للآلهة وللملوك البطالمة، وزوجاتهم وآنياتهم وجواهرهم، والعديد من السفن الخشبية المحطمة، فضلًا عن مئات آنية "الأمفورا" اليونانية والرومانية، وبالإضافة إلى الآثار الغارقة يوجد أيضا موقع الايت هوس ويحتوى على حطام سفن من الحربية العالمية الثانية وهى عبارة عن طائرة حربية ومدافع كانت تستعمل فى الحرب.
