خبراء: الانتشار الأمنى وارتفاع معدل الخطورة وراء اختفاء "النشالين"

السبت، 25 أغسطس 2018 05:47 م
خبراء: الانتشار الأمنى وارتفاع معدل الخطورة وراء اختفاء "النشالين" جرائم النشل - أرشيفية
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شكل انتشار النشالين فى فترة من الفترات أزمة وصداع فى رأس الأجهزة الأمنية، دفعت وزير الداخلية الأسبق اللواء النبوى إسماعيل لتشكيل إدارة مكافحة جرائم النشل، وخلال السنوات القليلة الماضية اختفى النشالون بشكل كبير من المواصلات العامة ومناطق الزحام وهى المناطق المفضلة لهم من أجل ممارسة نشاطهم، ويكشف الخبراء الأمنيون سر النجاح الأمنى الذى أدى إلى اختفاء النشالين من الشوارع والمواصلات العامة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع".

 

مساعد وزير الداخلية الأسبق: النبوى إسماعيل أنشأ إدارة لمكافحة النشالين مع ازدياد نشاطهم فى السبعينيات

يقول اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن نشاط النشالين ظهر بشكل كبير خلال نهاية سبعينيات القرن الماضى وحتى أوائل الثمانينيات، وكانوا يحملون معهم أسلحة بيضاء سواء "موس" أو "مطواة"؛ لتسهل عملية هروبهم فى حالة اكتشاف جريمتهم، قبل اختفائهم من مسرح الأحداث، وكانوا يعتمدون على نشل محافظ الرجال وسرقة شنط السيدات بنظام المغافلة، وكانوا يعتدون على الضحايا فى حالة محاولة الإمساك بهم حتى يتمكنوا من الهرب.

وتابع "نور"، أنه فى عهد وزير الداخلية الأسبق اللواء النبوى إسماعيل، والذى تولى ترأس وزارة الداخلية فى الفترة ما بين عام 1977 وحتى 1982، ارتفع معدلات النشل بشكل كبير، مما دفعه إلى تشكيل شرطة لمكافحة جرائم النشل فى المواصلات العامة، وخلال تلك الفترة اعتدى بعض النشالين على رجال الشرطة وأصابوهم بإصابات بالغة قبل القبض عليهم.

وأضاف "نور" أن تلك الواقعة دفعت اللواء "إسماعيل" إلى عقد اجتماع مع القيادات ورجال الشرطة، وطلب منهم ضرورة التصدى بما يمليه عليهم القانون فى حالة التعرض لأذى من جانب هؤلاء النشالين، وبعدها بدأت معركة حامية الوطيس بين النشالين ورجال الشرطة، حتى تمكن الجهاز من القبض على عدد كبير منهم وصدرت أحكام قضائية رادعة ضدهم.

انخفاض العائد المادى وارتفاع معدل الخطورة والقبضة الأمنية أدت لاختفاء النشالين

وعن اختفاء النشال فى الفترة الحالية يقول "نور"، إن النشالين لم يختفوا ولكنهم غيروا نشاطهم، فقديمًا كان النشال يسرق 10 جنيهات من داخل محفظة أو شنطة يد، وربما يسرق محفظة ويتبين له فيما بعض خلوها من أى مبالغ مالية، وذلك رغم ارتفاع معدل الخطورة الذى يتعرض له خلال عملية النشل، والتى قد تلقى به فى يد المواطنين الذين يفتكون به ضربًا قبل أن يسلموه لأجهزة الشرطة، ويتنقل بين ساحات القضاء ويصدر عليه حكمًا بالسجن يصل لـ 3 سنوات، وكل ذلك من أجل حفنة جنيهات.

ويقول "نور"، إن هناك عوامل أخرى ساهمت فى الحد من جرائم النشل، من بينها الجهود الأمنية المكثفة للقبض على المتورطين فى تلك القضايا وملاحقتهم أمنيًا، فضلًا عن تطور وسائل النصب والنشل والاحتيال، والتى لم تعد تقتصر على عمليات السرقة والنشل داخل المواصلات ووسائل النقل، وتخطتها لتشمل وسائل أخرى ذات معدل منخفض من الخطورة، كالنصب الإليكترونى والاحتيال وغيره من الجرائم.

اللواء عبد الرحيم سيد: "المجرم مش هيخاطر بحياته علشان 10 جنيه"

فيما يقول اللواء عبد الرحيم سيد الخبير الأمنى، أن النشال هو شخص يقوم باختلاس المال من صاحبه خفية، لذلك هو شخص صاحب موهبة وقدرة فائقة على السرقة والنشل وخفة اليد وهو أشبه بالساحر، أما مناطق عمله فهى المواصلات المزدحمة ومناطق التجمعات، وفى الفترة الحالية فإن معظم ركاب المواصلات العامة التى تتسم بالازدحام من الطبقات الفقيرة والمعدمة التى لا تملك شيئا يستحق السرقة، والمجرم لن يعرض نفسه للخطر من أجل حفنة جنيهات.

وتابع "سيد"، أن هناك وسائل أخرى لجأ إليها النشالون تزامنت مع التطور الذى شهده العالم وتأثرت به مصر خلال العقدين الماضيين، فظهر قطاع الطرق والنشالين الذين يستخدمون منطق القوة فى الحصول على ما في يد الغير، وهو ما يعرف حاليًا بالـ"سرقات بالإكراه"، وبعض النشالين اتجهوا إلى أنشطة أخرى أكثر ربحية من عملية النشل، كالنصب والاحتيال وسرقة السيارات وغيرها من العمليات غير المشروعة التى تدر عليهم مبالغ مالية كبيرة، لا يمكن مقارنتها بالمبالغ الزهيدة التى يحصلون عليها جراء عمليات النشل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة