75 عاما من العلاقات المصرية الروسية.. أصدقاء الأوقات الحرجة

الأحد، 26 أغسطس 2018 06:14 م
75 عاما من العلاقات المصرية الروسية.. أصدقاء الأوقات الحرجة الرئيس السيسى وفلاديمير بوتين
موسكو (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتصاف العقد الثامن للعلاقات المصرية الروسية لا يجعلها العلاقات الأقدم فى تاريخ الدبلوماسية المصرية، فلمصر علاقات أقدم مع العديد من الدول ولكن خلال تلك الفترة يمكن اعتبار روسيا خلال الـ75 عاما الماضية صديقة الأوقات الحرجة، وفقا لتقرير خاص نشرته وكالة أنباء سبوتنيك الروسية.

ولفت التقرير إلى الشواهد التاريخية التى تؤكد على متانة العلاقات بين البلدين ، مستشهدا بما جاء فى نص الإنذار الذى وجهه الاتحاد السوفيتى لدول العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 "تجد الحكومة السوفياتية نفسها مضطرة إلى لفت نظركم إلى الحرب العدوانية التى تشنها بريطانيا وفرنسا ضد مصر والتى لها أوخم العواقب على قضية السلام ، ترى كيف كانت بريطانيا تجد نفسها إذا ما هاجمتها دولة أكثر قوة تملك كل أنواع أسلحة التدمير الحديثة ؟ هناك دولة الآن لا يلزمها إرسال أسطول أو قوة جوية إلى سواحل بريطانيا بل يمكنها استخدام وسائل أخرى مثل الصواريخ ، إننا مصممون على سحق المعتدين وإعادة السلام إلى نصابه فى الشرق الأوسط عن طريق استخدام القوة ، إننا نأمل فى هذه اللحظة الحاسمة أن تأخذوا حذركم، وتفكروا فى العواقب المترتبة على ذلك".

الإنذار السوفيتى الذى اشتهر باسم إنذار بولجانين صدر فى الخامس من نوفمبر 1956 وكان تأثيره كالسحر ، إذ أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا وقف الحرب فى السابع من نوفمبر أى قبل انقضاء 48 ساعة عليه بينما لم تتوقف موسكو عن تهديدها وتأكيد موقفها حيث نشرت وكالة (تاس) الرسمية بيانها الشهير الذى أكد أن قيادة الاتحاد السوفيتى تؤكد أنه فى حال عدم سحب فرنسا وبريطانيا وإسرائيل لقواتها من الأراضى المصرية فإن الهيئات السوفيتية لن تتردد فى السماح بالسفر للمتطوعين من المواطنين الروس للقتال إلى جانب الشعب المصرى ودعمه فى نضاله من أجل الاستقلال.

فالموقف السوفيتى بالنسبة لدولة حديثة الاستقلال تواجه قوتيين عظميين ، كان بمثابة طوق نجاة من أزمة كانت لتعيد مصر إلى ما قبل الاستقلال، وحصل هذا فيما كانت العلاقات بين القاهرة وموسكو والتى بدأت رسميا فى 26 أغسطس 1943 ، حديثة للغاية فلم يكن مر عليها 15 عاما ولكن هذا الموقف جعلها أمتن من علاقات أخرى ضاربة فى القدم.

وربما كان موقف موسكو إلى جانب مصر هو الأقوى لكنه لم يكن الموقف الوحيد الذى ساندت موسكو فيه القاهرة فى ظل أزماتها ، ففى كل مرة كانت تواجه مصر تعنتا وضغوطا من الغرب كان يأتى الدعم من الشرق سواء بقبول موسكو توريد السلاح لمصر مقابل القطن عام 1955، أو بتوجيه قيادة موسكو الأوامر لسفن القمح للتوجه إلى ميناء الإسكندرية لمواجهة منع القمح الأمريكى عن مصر عام 1964.

ولكن إعادة تسليح وبناء الجيش المصرى فى أعقاب حرب 1967 كان الأبرز فى تاريخ العلاقات بين القاهرة وموسكو، فعلى مدار ست سنوات تمكن الجيش المصرى من استعادة قدراته القتالية وإتمام استعداده لخوض حرب تحرير سيناء بدعم غير محدود من مخازن الجيش السوفيتى ، حتى اعتبرت حرب أكتوبر 1973 حربا ليس فقط بين مصر وسوريا من ناحية وإسرائيل من ناحية أخرى بل بين السلاح الروسى والسلاح الأمريكى الذى حارب به الجيش الإسرائيلى كانت الحرب علامة فارقة فى دور وسائل الدفاع الجوى الروسى وخاصة صواريخ سام 6 وسام 7 فى مواجهة طائرات الفانتوم الأمريكى وقتها.

وشكلت العلاقات بين القاهرة وموسكو فى خمسينات وستينات القرن العشرين تحالفا صلبا فى مواجهة القوى الاستعمارية، واعتبرت موسكو ملاذا للقاهرة ضد ضغوط واعتداءات الغرب.

وشهدت زيارات السيسى منذ أن كان وزيرا للدفاع ترحيبا روسياً خفف الضغوط عن القاهرة ، واستمرت تلك الزيارات بعد توليه الرئاسة ولكن مع المزيد من التعاون العسكرى والاقتصادى والتجارى والذى انتقل إلى مرحلة جديدة بتوقيع اتفاقية مشروع بناء محطة للطاقة النووية فى منطقة الضبعة بمصر، وإنشاء منطقة صناعية روسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس فى إشارات واضحة إلى عودة التعاون بين البلدين لمستوى التحالف الاستراتيجي.

ويرى وزير الخارجية المصرى الأسبق النائب فى البرلمان محمد العرابى أن العلاقات المصرية الروسية تعبر بالفعل حاليا عن تحالف استراتيجى.

وقال العرابى ، فى تصريح لوكالة سبوتنيك ، "يمكن بالفعل اعتبار العلاقات المصرية الروسية حاليا تحالفا استراتيجيا ، فحجم التعاون الاقتصادى والسياسى والعسكرى يرتقى بالفعل لهذا المستوى ، كذلك تطابق وجهات النظر حول القضايا الإقليمية المركزية يعبر عن مستوى راق من التحالف، كذلك تقدير مصر لمكانة روسيا فى الشرق الأوسط".

وأضاف : "أعتقد أن آفاق العلاقات المصرية الروسية حاليا أرحب حتى من فترة الستينات ، فبداية العلاقات المصرية الروسية كانت فى ظل الاتحاد السوفيتى والذى كانت تتحكم فى علاقاته الخارجية الاعتبارات العقائدية والإيديولوجية، أما الآن فروسيا أكثر مرونة فى العلاقات الخارجية بعد أن تحررت من الاعتبارات العقائدية، وأصبحت المصالح المشتركة والتعاون والشراكة أساس العلاقات والتحالفات، وهو ما يدعم العلاقات بين بلدين يحتاج كلا منهما للآخر".









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة