"نساء صنعن التاريخ" كان عنوان قسم جديد استحدثه المجلس القومى للمرأة عبر موقعة الإلكترونى، ليجسد تاريخ ونضال المرأة المصرية عبر التاريخ ويبعث برسالة للعالم بما قدمته ولازالت تقدمه المرأة المصرية عبر تاريخها ورسالة أيضا للأجيال الحالية بقدرتهن على استكمال مسيرات النجاح التى بدأته المرأة من قديم الزمن.
ولاشك أن التاريخ المصرى حافل بالإنجازات العظيمة للمرأة المصرية، عبر العصور المختلفة وحتى العصر الحالى، مما يؤكد على أن نجاح المرأة المصرية يمتد جذوره منذ العصور القديمة، وفى مختلف المجالات، هذا ما أكدته الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة، مؤكدة أن هذا القسم يستهدف توثيق قصص نجاح المرأة المصرية فى صناعة التاريخ.
وأضافت رئيسة المجلس أن هذا القسم سوف يعد مرجعاً هاماً لجميع الباحثات والباحثين المهتمين بتاريخ المرأة المصرية، كما يعد حافزا لفتيات اليوم ونموذجا ملهما لهن فى الكفاح والطموح والعمل والنجاح، مشيرة إلى أن هذه الشخصيات النسائية سوف يتم إعادة نشرها أيضا على الصفحة الرسمية للمجلس على الفيس بوك.
وعن تاريخ المرأة المصرية الحافل عبر التاريخ، يستعرض "اليوم السابع" عددا من النماذج الناجحة لنساء مصر اللاتى سطرن التاريخ ليس فقط على مستوى مصر والوطن العربى ولكن على مستوى المحافل الدولية، وحرص المجلس القومى للمرأة على استعراض تاريخها عبر صفحته الرسمية.
ميريت نيت.. أول ملكة إمرأة تحكم في تاريخ العالم
ميريت نيت
تعد ميريت نيت أول سيدة تحكم فى تاريخ مصر والبشرية، حيث حكمت مصر حوالى 10 سنوات “2939 ـ 2929 ق.م”، ويعنى اسمها “محبوبة نيت” كانت بنت الملك جر وزوجة الملك واجيت وأم الملك “دن”، هى امرأة من طراز فريد فما زلنا فى مهد الحضارة وأوائل التاريخ، وتمكنت من حكم مصر بعد وفاة زوجها، ثم شاركت ابنها الملك “دن” فى الحكم الذى ورث أبيه طفلاً صغيرًا يجب أن يكون تحت الوصاية، ولهذا تعد أول سيدة حكمت مصر وفى تاريخ البشرية.
كانت الملكة مريت ـ نيت، امرأة ذات طموح للسلطة فلم تمكن أحد من شئون الحكم وقامت هى بالوصاية على العرش برغم بلورة الصول والتقاليد الدينية المقيدة للحكم آنذاك، وأن الحاكم هو حورس الذكر على أرض، فكان هذا اللقب “الحورى” هو أول الألقاب الملكية الذى اتخذه ملوك مصر منذ عصر مؤسس الأسرة الملك نعرمر.
وما أن مكنت “مريت ـ نيت” لابنها “دن” الحكم حتى انسحبت من المشهد السياسى كملكة مشاركة فى الحكم بل وصاحبة القرار فيه، إلى دور الملكة الأم التى تعضد حكم ابنها وتقف خلفه بالمشورة والنصيحة وبالمشاركة فى الرأى أن تطلب الأمر لذلك، وكان ابنها “دن” بذلك من أسعد الملوك الذين حظوا بدعم أم قادرة ذكية قامت على تربيته وتنشئته تنشئة تليق بمن سيحكم مصر، فكبر وأصبح أحد أهم ملوك العصر العتيق.
عباسية فرغلى.. أول سيدة مصرية تحصل على رخصة قيادة
عباسية فرغلى
ومن بين النماذج أيضا للمرأة المصرية التى يخلدها التاريخ تأتى عباسية فرغلى.. أول سيدة مصرية تحصل على رخصة قيادة، وهى شقيقة محمد أحمد فرغلى باشا الذى لقب بملك القطن – فى مدينة ابو تيج بصعيد مصر لأب يعد من أكبر رجال الأعمال فى مصر قبل ثورة 23 يوليه، وينتمى لطبقة رجال الأعمال الوطنيين الذين كانوا يهتمون بتحسين اقتصاد مصر عن طريق التجارة.
تلقّت تعليمها الابتدائى فى مدرسة الجيزويت الفرنسية فى الإسكندرية وبعدها دخلت فيكتوريا كوليج وبعدها سافرت إنجلترا، واستقرت مع شقيقها لسنوات فى فرنسا، وهناك حصلت على رخصة قيادة، صادرة من فرنسا، بتاريخ 24 يوليو عام 1920، ثم حصلت من وزارة الداخلية المصرية على رخصتها فى القيادة وذلك عام 1928، لتكون أول سيدة مصرية تحصل على رخصة قيادة.
«حميدة خليل».. أول شهيدة مصرية فى تاريخ النضال النسائى برصاص الإنجليز
أما الفتاة الثائرة (حميدة خليل) من حى الجمالية بمدينة القاهرة، كان سقوطها بالرصاص الإنجليزى وهى تشارك فى الصفوف الأولى أثناء تظاهرة أمام مسجد الحسين، هو المفجر الأساسى لثورة 1919.
ومن أمام مسجد الحسين انضمت إلى صفوف الثوار الذين أعلنوا غضبهم من استمرار الاحتلال الإنجليزى لمصر، خلف برقعها الأبيض وضحت عيونها الواثقة وانطلقت هتافاتها التى حركت الجميع من الصفوف الأولى فى الثورة، رفعوا شعارات التنديد بالاحتلال والاستعمار الإنجليزى ومطالب بعودة زعيم الأمة من المنفى كان الهتاف واحد “سعد سعد يحيا سعد، يحيا الهلال مع الصليب”.
لم يكن أحد يعرف اسمها بعد، واحدة من ضمن عدد قليل من السيدات اللاتى قررن الخروج للإعلان عن رفضهن للاحتلال الإنجليزى، ولكن بعد ساعات قليلة فى 16 مارس 1919 كانت دمائها التى سالت برصاص الاحتلال الإنجليزى تكتب التاريخ وتضعها كأول شهيدة فى صفوف الثائرات المصريات، ويتناقل خبرها الجميع لتتحرك الثورة ويعم الغضب فى ربوع البلاد.
فى 16 مارس 1919، وقعت حميدة خليل شهيدة برصاص الاحتلال الإنجليزى، خلال مشاركتها فى المظاهرات النسائية الأولى، التى كانت تدعم سعد زغلول فى منفاه. كانت حميدة واحدة ضمن 300 سيدة أخرى قررن التخلى عن الصمت، والوقوف أمام التقاليد والممنوعات ليقلن قولة حق بقيادة رائدة الحركة النسائية هدى شعراوى، متمنيات أن يكون مستقبل بلدهن أفضل، وأن يحل الإنجليز عنها، ولكن لم تستطع حميدة أن ترى حلمها يتحقق، بعد أرداها الرصاص قتيلة غارقة فى دمائها. منذ استشهادها أمام منزل سعد زغلول، ويتم الاحتفاء بيوم 16 مارس كيوم للمرأة المصرية، وكان فقدانها شرارة لنساء مصر للمطالبة بحقوقهن، فتظاهرن مرة أخرى فى 20 مارس بعد أيام من الواقعة، وبأعداد أكبر قدرت بـ 1500 سيدة، ليعلن للمجتمع عن وجودهن وعن أهمية دورهن، لتتوالى بعدها نجاحات نساء مصر فى إثبات تفردهن وقدرتهن على الاشتراك فى صنع مستقبل هذا البلد.
أمينة الحفنى.. أول فتاة مصرية تتخرج في كلية الهندسة
أول فتاة تتخرج فى كلية الهندسة
أمينة الحفنى من مواليد المنيا التحقت بفصل شعبة رياضيات بمدرسة السنية الثانوية للبنات وقدمت أوراقها لكلية الهندسة فرفض طلبها لأنها فتاة ولم تكن قد التحقت فتيات للدراسة بها من قبل ولكنها بذلت محاولات بمساعدة والدها د. محمود أحمد الحفنى فالتحقت بالكلية عام 1945 لتصبح أول فتاة تلتحق بها.
وحصلت على البكالوريوس قسم هندسة كيميائية (1950) من جامعة الملك فؤاد (القاهرة) ماجستير فى الهندسة الإدارية من أمريكا (1961) دبلوم العلوم الاقتصادية والاجتماعية من جنيف، دكتوراه من المانيا عن قياس ورقابة الكفاءة الإنتاجية للجهاز الحكومى (1970) عملت بعد تخرجها فى إدارة الكهرباء والغاز.
وبعد الدكتوراه عملت بالإدارة المركزية للتنظيم والتدريب بوزارة الخزانة، استقالت لتعمل خبيراً استشارياً، أصبحت أميناً عاماً لجمعية الهندسة الإدارية، وعضواً برابطة خريجى المعاهد الألمانية، رئيسة نادى سيدات ليونز القاهرة، من مؤلفاتها كتاب عن الهندسة الإدارية، شقيقة د. رتيبة الحفنى ود. أنيسة الحفنى.