"بأى ذنب قتلت" ليسوا آباء ولم تدخل فى قلوبهم رحمة يوما ما، أمهات فى صورة وحوش لم تعلم شيئا عن الرحمة.
أب يقتل طفليه بالدقهلية
أثارت قضية مقتل طفلى الدقهلية محمد وريان على يد أبيهما، بمحافظة الدقهلية جدلا واسعا وغضب أهالى المحافظة من تلك الجريمة البشعة، التى أقدم عليها الأب بقتل أطفاله بإلقائهم داخل إحدى الترع بناحية مدينة فارسكور.
واستمعت النيابة إلى أقوال محمود نظمى السيد والد الأطفال محمد وريان، بحضور سكرتارية النيابة الكلية محمد السيد، وواجه رئيس النيابة المتهم بجميع دلائل إدانته والفيديوهات المسجلة له بمحطة البنزين، وتفاصيل مكالمته لزوجته الصادرة من تليفونه المحمول بمحافظة دمياط، فانهار الأب المتهم واعترف بتفاصيل الجريمة، والتى قام بتمثيلها فى مسرح الجريمة.
وقد كشفت مباحث مديرية أمن الدقهلية، تورط الأب فى الحادث، بعد أن تبين وجود تناقضات فى أقواله، كشفت كذب الرواية التى ادعى من خلالها قيام أحد الأشخاص بمقابلته داخل ملاهى ميت سلسيل، وافتعل حجة المعرفة السابقة له، وتم خطف الأولاد أثناء اللعب من على الأرجوحة.
كما أثار اختفاء الأب من جنازة أولاده الشكوك أكثر، وتم التوصل إليه وتبين أنه داخل أحد الفنادق بمحافظة دمياط، وتم ضبطه وبمواجهته ببعض الحقائق وتضييق الخناق عليه، انهار واعترف بارتكاب الواقعة، لمروره بظروف نفسية سيئة، وقد تم نقل المتهم إلى نيابة المنصورة الكلية فى حراسة مشددة للتحقيق معه، وسماع تفاصيل الواقعة.
أم تلقى بطفليها فى بحر يوسف بالمنيا
نجا طفل رضيع فيما غرق شقيقه الأكبر، وذلك بعدما ألقتهما الأم داخل ترعة بحر يوسف بعزبة الشيخ عيسى، التابعة لقرية صفط الخمار بمركز المنيا، بسبب خلافات مع زوجها.
أفادت التحريات الأولية، أن هناك خلافات عائلية بين ربة منزل وزوجها ويدعى "رجب - ض" 33 عامًا، وأنها دائمة الشكوى من معاملته السيئة، حيث يرفض أن تذهب لزيارة أسرتها.
تم إيداع جثة المجنى عليه "محمد ضاحى" الطفل الكبير بمشرحة مستشفى المنيا العام، تحت تصرف النيابة التى باشرت التحقيقات بإشراف المستشار أحمد الفولى المحامى العام الأول لنيابات جنوب المحافظة.
الطب النفسى وقتل الأطفال
من جانبه يقول الدكتور فتحى محمد، أخصائى الطب النفسى، إن هؤلاء الآباء الذين يقدمون على قتل أطفالهم يعانون من أمراض الأنانية والتوحد، لا يشعرون بالآخرين حتى وإن كانوا أقرب إليهم من أنفسهم، فلا ينظرون إلا فى راحة أنفسهم فقط، حتى فى الموت يروا أن موت أطفالهم سواء كان معهم أو بمفردهم سيريحه من هموم الدنيا، موضحا أن بعض الآباء يحكم على أطفاله أن الموت سيريحه من الفقر وما شابه وكأنه آله على الأرض يعلم غيب ما ينتظر هؤلاء الأطفال.
وأضاف محمد، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن قتل الأب لأبنائه وزوجته ناتج عن أمراض عقلية شديدة، يتسم صاحبها بالشخصية النرجسية الأنانية التى لا تفكر إلا فى ذاتها فقط، مؤكدا على ضرورة أن تتحرك جميع مؤسسات الدولة كالإعلام والأزهر والدراما والسينما، للتوعية بدور الأسرة وأهميتها، بالإضافة لأهمية أن يكون هناك تأهيل نفسى لكل الأسر.
الأزهر : يجب معاقبة هؤلاء القتلة بالإعدام فورا
ويقول الدكتور عبد العزيز النجار، مدير إدارة الوعظ بالأزهر الشريف، إن هناك غيابًا شديدًا للوازع الدينى داخل الأسرة المصرية فى الآونة الأخيرة، مما أدى لابتعاد الآباء والأبناء عن السلوك السوى الذى يأمر به الدين والقرآن.
وأضاف النجار، أنه يجب معاقبة هؤلاء القتلة بأقصى عقوبة، ويرى الجميع هذه العقوبة بشكل سريع ومباشر، مؤكدا أن حكم هؤلاء الآباء على أبنائهم بالموت لرحمهم من الفقر والضيق، ما هو إلا افتراء وتجرؤ على الله لا يؤيده أى دين كان فما بالك بالإسلام والرحمة التى يدعو بها خاصة للأطفال والنساء.
عقوبة الإعدام
من جانبه يقول الدكتور يوسف عمارة الخبير القانونى، إن عقوبة القتل فى القانون المصرى تنقسم إلى 3 أنواع تختلف كل واقعة منها عن الأخرى من حيث الأسباب والدوافع والعقوبة.
وأضاف عمارة فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ويكون فيه المتهم بيت النية وعقد العزم وإحضار أداة الجريمة ثم أرتكبها وتصل فيه العقوبة للإعدام شنقا، بينما فى جرائم القتل التى يقوم فيه المتهم بالقتل فى لحظتها بدون تحضير نية مسبقة تصل فيه العقوبة للمؤبد.
وتابع الخبير القانونى، أنه فى حالة القتل الخطأ دون قصد كما فى حوادث السيارات أو فى جرائم قتل الآخرى لم يكن يقصد فيه المتهم قتل المجنى عليه تصل العقوبة من شهر إلى سنة مع غرامة مالية.