حرب الفضاء بين واشنطن وموسكو.. ترامب يأمر بتشكيل "قوة فضائية".. وروسيا ترد بتطوير طائرات وأسلحة قادرة على تدمير الأقمار الصناعية.. مخاوف من تحويل الأقمار لأسلحة فتاكة .. وتاريخ المواجهة بدأ منذ عهد ريجان

الإثنين، 27 أغسطس 2018 12:19 م
حرب الفضاء بين واشنطن وموسكو.. ترامب يأمر  بتشكيل "قوة فضائية".. وروسيا ترد بتطوير طائرات وأسلحة قادرة على تدمير الأقمار الصناعية.. مخاوف من تحويل الأقمار لأسلحة فتاكة .. وتاريخ المواجهة بدأ منذ عهد ريجان ترامب VS بوتين
كتب مؤنس حواس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ربما لم تعد عبارة  "حرب الفضاء" مجرد مصطلح شيق تناقشه دوريات وأفلام الخيال العلمى والسينما العالمية،  بل أصبحت أمرا وشيك الحدوث، وأقرب للواقع، فتقدم الحروب عبر التاريخ حمل معه تطورا كبيرا فى  القدرات والوسائل والإمكانيات العسكرية، والتى يعد أحدثها "أقمار التجسس العسكرية"، التى يمكنها أن تراقب فى وقت قصير وسريع وبشكل دقيق كل معالم الأرض والحركة عليها، الأمر الذى يتيح للدول التى تتحكم فى هذه الأقمار تعزيز قدرتها التجسسية والاستخباراتية فى النهاية، وهنا يمثل الصراع الأمريكى الروسى الظاهرة الأبرز فيما يتعلق بحرب الفضاء، حيث تتسابق كل منهما للسيطرة على الفضاء وبسط أقمارها الصناعية.

 

حرب الأقمار الصناعية:

إضافة إلى الاستخدامات العلمية للأقمار الصناعية، فهناك العديد من الاستخدامات العسكرية أيضا والتى يأتى على رأسها جمع المعلومات عن مناطق التمركز الرئيسية للقوات المعادية، إضافة إلى رصد أعمال إعادة التمركز والانتشار، مع تدقيق إحداثيات المواقع والأهداف بدقة عالية واحتساب وتقدير كميات الذخائر المطلوبة للمدفعيات والصواريخ لتدمير المواقع المعادية، والتعرف على طبيعة الأرض لاختيار القوات المناسبة وغيرها من الأمور، إلا أن الاتجاه الحديث مؤخرا لجأ لاستخدام الأقمار الصناعية نفسها كأسلحة فتاكة فى النهاية.

 

تاريخ حرب النجوم

بدأ سباق التسلح فى الفضاء منذ سبعينات القرن الماضى، عندما أعلن الرئيس الأمريكى "رونالد ريجان" عن وضع برنامج للدفاع الصاروخى فى الفضاء، والذى كان يحمل اسم "مبادرة الدفاع الاستراتيجى"، الأمر الذى دفع الاتحاد السوفيتى والصين لتطوير واختبار أسلحة مضادة للأقمار الصناعية، إذ تمكن الاتحاد من تطوير الطائرة الاعتراضية "ميج - 31" التى دخلت فى الخدمة فى عام 1981، وكانت قادرة بصاروخ نوعى على تدمير أقمار تحلق على مدارات منخفضة، إضافة إلى نظام الدفاع الصاروخى S-400 القادر على تدمير الأجسام فى الفضاء القريب.

 

- ترامب والقوة الفضائية:

 أمر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزارة الدفاع فى 18 يونيو الماضى، بتشكيل ما سماه "قوة فضائية"، بهدف أن تصبح الذراع السادسة فى الجيش الأمريكى، مؤكداً أن تلك القوة ستضمن "الهيمنة الأمريكية" على الفضاء، إذ أكد ترامب أن الولايات المتحدة لديها قوة جوية، وستكون لديها قوة فضائية، ومضيفاً أن القوتين ستكونان منفصلتين ولكن متساويتين.


أمريكا تدخل حرب الفضاء:

وكانت شركة "لوكهيد مارتن" قد أطلقت فى شهر إبريل الماضى، بالتعاون مع شركة "بوينج للفضاء"، صاروخاً من طراز "أطلس 5" إلى الفضاء، حاملاً معدات عسكرية، ضمنها أقمار صناعية متعددة الاستخدامات والتى تدعم الاتصالات العسكرية، وهو ما اعتبره مراقبون دخولاً عملياً للولايات المتحدة الأمريكية إلى ساحة حرب الفضاء التى كانت المنافسة فيها حتى وقت قريب بين كل من روسيا والصين.

 

روسيا تسبق الولايات المتحدة

ولعل اهتمام الولايات المتحدة بحرب الفضاء ظهر بشكل قوى فى 2014، بمجرد أن أطلق الروس قمراً صناعياً تم وصفه بالغامض، إذ كان يتحرك القمر الذى يحمل اسم "Object 2014-28E" بشكل غير طبيعى فى مداره، مما أثار مخاوف المختصين فى علوم الفضاء وقتها من أن تكون موسكو تسعى لتجربة سلاح مستقبلى فى الفضاء بهدف السيطرة على الأقمار الصناعية الأخرى غير الروسية أو تدميرها، خاصة وأنه جرى نقل الصاروخ للفضاء فى عملية إطلاق سرية لم تعلن روسيا عن أهدافها الحقيقية بشكل رسمى، حتى يومنا هذا.

Object 2014-28E

فمن المعروف أن روسيا هى أكثر دولة تطلق أقمارا صناعية للفضاء سواء لحسابها أو لصالح دول أخرى، وأن صواريخ الفضاء الروسية تنقل وحدها أكثر من 60 % من الأقمار الصناعية للفضاء.

 
فيما كشفت روسيا مؤخرا أنها تطور طائرة جديدة يمكنها تعطيل الإلكترونيات على الأقمار الصناعية الأمريكية، وستكون طائرة الحرب الإلكترونية "قادرة على إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية المثبتة على الأقمار الصناعية العسكرية" ، وفقًا لما ذكرته سبوتنيك نيوز الروسية.
 

أقمار روسيا VS أمريكا

وتمتلك فى الوقت الحالى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا المئات من الأقمار الصناعية ذات الاستخدامات المتعددة، بما فى ذلك الأقمار الصناعية العسكرية التى تقوم ببث مباشر للصور الفضائية لمناطق عديدة فى العالم، فعلى سبيل المثال أطلقت الولايات المتحدة الامريكية فى 2012 العديد من الأقمار العسكرية  والتى تتصف بقدرة تمييز عالية جدًا "وقد تفوق الميليمترات فقط"، منها قمر  " WGSF4 " مسئول عن تأمين الاتصالات الضرورية للقوات العسكرية فى منطقة الشرق الأوسط، ويقوم بتحسين روابط البيانات للطائرات دون طيار، و "MUOS" ومسؤول عن تأمين المعلومات التكتيكية عبر مراقبة الاتصالات الهاتفية والرسائل الإلكترونية، إضافة إلى قمرى USA237 و USA234 المصنف قمر تجسسى، و AEHF2 والذى يستطيع أن يؤمن الاتصالات بالقوات البحرية والجوية الأمريكية أينما كانت فى العالم.

أما روسيا فقد أرسلت أيضا العديد من الأقمار الصناعية العسكرية فى العام 2012 مثل Meridian 6 "قمر تجسسى وCosmos2479 " وهو قمر للإنذار المبكر يغطى نصف الكرة الأرضية" وCosmos2481 وانضم إلى الشبكة الروسية المؤلفة من حوالى 70 قمر تجسسي.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة