عقدت فرنسا، اليوم الاثنين، المؤتمر السنوى الـ26 لقمة سفراء فرنسا فى العالم، المنعقد فى قصر الإليزيه، فى باريس، وألقى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الكلمة الافتتاحية للقمة السنوية، التى تناول فيها محاور سياسته الخارجية لعام 2019 وموقف باريس تجاه الملفات الدولية والشرق الأوسط، إضافة إلى توضيح الأولويات والدور الذى لعبته الدبلوماسية الفرنسية فى الدفاع عن مصالح الجمهورية وتعزيز قيمها فى سياق التحول الجيوسياسى.
وقال الرئيس الفرنسى، إن فرنسا تدافع عن مصالحها وتعمل من أجل إشاعة السلامة والبيئة والتعليم والصحة وحقوق الإنسان فى العالم، مشيرًا إلى أن بلاده تواجه خطر التطرف والقوميات، لافتًا إلى أنه سيطرح أهداف سياسته للعام المقبل، والتى يتعلق بعضها بالفرنسيين فى الخارج، قائلًا: "أريد أن أشير إلى التسهيلات المتوقعة من قبل مواطنينا الذين يعيشون فى الخارج، والمتعلقة بالإجراءات الإدارية والتصويت عبر الإنترنت".
توافد سفراء فرنسا على الإليزيه
وأضاف ماكرون، "نحن بحاجة لبذل مساع دبلوماسية اقتصادية، وخصوصا تركيز عملنا الجماعى على استراتيجية لتصدير ETI والشركات الصغيرة والمتوسطة، التى وحدها ستخفض العجز التجارى لدينا، وتابع: "إن النظام المتعدد الأطراف الموروث من القرن الماضى يواجه تحديات من قبل اللاعبين الرئيسيين والقوى السلطوية التى تزداد إثارة للدهشة"، متسائلًا: "يجب أن نستسلم؟"، ثم أجاب "لا، نحن بحاجة إلى اتخاذ مبادرات جديدة وبناء تحالفات جديدة".
وعن مواجهة التطرف، قال "إن مواجهة التطرف لا يدعونا إلى التخلى عن موقفنا، ونحن ندفع لعدة عقود أوروبا التى ضعفت ولم تقدم مقترحات بما فيه الكفاية، لذا علينا مضاعفة جهودنا، لأن أمننا يفرض استقرار الشرق الأدنى والشرق، ولا يمكن بناء هذا الاستقرار إلا بالتعددية العرقية والدينية والسياسية والعمل مع جميع أصحاب المصلحة".
إيمانويل ماكرون فى قمة سفراء فرنسا حول العالم
وفيما يتعلق بملف اللاجئين، قال "من استفز هؤلاء الملايين من اللاجئين؟ من ذبح شعبه؟ ليس من حق فرنسا أن تحدد قادة المستقبل فى سوريا، لكن من واجبنا ومصلحتنا ضمان أن يكون الشعب السورى فى وضع يسمح له بذلك"، وأضاف "عندما قصف النظام السورى سكانه بالأسلحة الكيماوية، ضربنا العديد من منشآته فى ليلة 13 و14 أبريل مع حلفائنا البريطانيين والأمريكيين، وسنستمر فى القيام بذلك، إذا استخدمت هذه الأسلحة بفعالية".
وعن أوروبا أشار إلى أن أمور الدفاع لم تتقدم بسرعة فى عدة ملفات منها، تعزيز سياستنا الدفاعية المشتركة منذ صيف 2017، وإنشاء صندوق دفاع لتمويل مبادرات ملموسة، وإبرام اتفاقيتين استراتيجيتين (للدبابات والمقاتلات النفاثة) بين فرنسا وألمانيا، واتفاقية مع 8 دول أعضاء أخرى فى مبادرة التدخل الأوروبية التى اقترحتها فى سبتمبر 2017 لتعزيز "روح الدفاع" بين الأوروبيين.
كلمة الرئيس الفرنسى أمام سفراء بلاده
وتابع الرئيس الفرنسى: "لا تستطيع أوروبا أن تعول إعادة أمنها على الولايات المتحدة وحدها، والأمر متروك لنا اليوم لأخذ مسؤولياتنا وضمان الأمن، وبالتالى السيادة الأوروبية"، مضيفًا: "أولئك الذين آمنوا بظهور شعب معولم كانوا مخطئين للغاية، لقد عادت الهوية العميقة للشعوب فى كل مكان فى العالم، وهذا فى الأساس أمر جيد".
واستطرد: "السؤال الحقيقى هو ليس إن كنت سأمسك بذراع دونالد ترامب فى القمة المقبلة، ولكن كيف سنقوم بفهم جماعى للحظة التحولات الكبرى التى نعيش فيها ومجتماعاتنا"، وشدد "ستبقى المعركة من أجل كوكب الأرض فى قلب سياستنا الخارجية، ويجب أن يؤدى ذلك إلى التفاوض بشأن اعتماد ميثاق عالمى جديد للبيئة، والذى أعتقد أنه هدف له أولوية وإعداد نشط للغاية للمفاوضات الرئيسية بشأن التنوع البيولوجى فى عامى 2019 و2020".
المؤتمر السنوى لسفراء فرنسا حول العالم
ماكرون يلقى كلمة افتتاح قمة سفراء فرنسا
الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة