رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" اتجاه وزارة الدفاع الأمريكية المتزايد إلى استخدام الذكاء الاطناعى، وتساءلت عما إذا كانت شركات التكنولوجيا الكبرى ستلعب دورا فى هذا الأمر.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن البنتاجون يمضى على ما يبدو فى طريقه ويبحث عن طرق لتعزيز روابطه بالباحثين فى مجال الذكاء الاصطناعى، لاسيما فى وادى السيليكون حيث يوجد حذر كبير بشأن العمل مع الجيش ووكالات الاستخبارات.
ففى يونيو الماضى، أعلن البنتاجون إنشاء مركز الذكاء الاصطناعى المشترك أو ما يعرف اختصارا باسم JAIC. ولم يكشف مسئولو الدفاع عدد الأشخاص المكرسين للبرنامج الجديد أو أين سيعملون عندما يبدأ عمله الشهر المقبل. ويمكن أن يكون له عدة مكاتب فى الولايات المتحدة.
وتريد وزارة الدفاع الأمريكية تحويل 75 مليون دولار من ميزانيتها السنوية إلى المكتب الجديد وإجمالى 1.7 مليار دولار على مدار خمس سنوات، بحسب ما قال شخص مطلع على الأمر رفض الكشف عن هويته.
وستكون مهمة المركز تسهيل عشرات مشروعات الذكاء الاصطناعى عبر وزارة الدفاع، ويشمل هذا مشروع "مافين" والذى يهدف لصنع تكنولوجيا لتعريف الأشخاص والأشياء فى لقطات الفيديو التى يتم التقاطها بالطائرات بدون طيار، وهو ما يمثل الفجوة الإيديولوجية بين الحكومة الأمريكية ووادى السيليكون.
وكان وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس، قد كتب فى مذكرة بمايو الماضى يناشد الرئيس دونالد ترامب إنشاء استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعى. وقال إن الولايات المتحدة لا تحافظ على نفس وتيرة الخطط الطموحة للصين ودول أخرى فى هذا المجال، واقتبس فى مذكرته ما كتبه وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كسنجر فى مقال بأن "إلهام جهد دولة بكاملها سيضمن أن تكون الولايات المتحدة قائدة ليس فقط فى شئون الدفاع ولكن أيضا فى التحول الأكبر للوضع الإنسانى".
ورأت "نيويورك تايمز"، أن هذه المذكرة التى لم يكشف عنها من قبل تعكس شعورا متناميا بالإلحاح بين مسئولى الدفاع بشأن الذكاء الاصطناعى.
وفى الوقت الذى كتبه فيه ماتيس مذكرته، كان الآلاف من موظفى جوجل يحتجون على مشاركة شركتهم فى مشروع مافين. وبعدما أصبح الاحتجاج علنيا، انسحبت جوجل من المشروع.
وربما كانت الاحتجاجات مفاجأة لمسئولى البنتاجون بما أن كبريات شركات التكنولوجيا لديها متعاقدين فى الدفاع. وهناك مفارقة فى رفض أى صناعة للعمل مع الجيش فى الذكاء الاصطناعى، نظرا للمسابقات البحثية التى ترعاها ذراع وزارة الدفاع الأمريكية التى تسمى "داربا"، والتى بدأت العمل على التكنولوجيا التى تدخل فى المركبات ذاتية الحكم، التى تحاول شركات التكنولوجيا التسويق لها الآن.
لكن فى نظر بعض الباحثين، فأن اختراع سيارات أتوماتيكية وتطوير أسلحة روبروتية مختلف تماما، ويخشون من أن الأسلحة ذاتية التحكم تمثل تهديدا غير عاديا للبشر.
وتقول إلسا كانيا، الخبيرة فى مركز الأمن الأمريكى الجديد، إن هذه لحظة فريدة حيث يأتى نشاط كبير من وادى السيليكون، بعضه معروف بسبب الوضع السياسى لكنه يعكس أيضا قلقا عميقا إزاء عسكرة التكنولوجيا وأيضا تطبيقاتها فى المراقبة.
ويأمل المسئولون أن يساعد مركز "جايك" فى إغلاق تلك الفجوة.
ويقول بريندان ماكورد، ضابط البحرية الأمريكى السابق الذى سيقود المركز، إن أحد نقاط القوة الوطنية العظمى لأمريكا هو الابتكار والمهارة فى القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والتى يساعد على تمكينها المجتمع الحر والمفتوح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة