تتحرك أنغام الموسيقى فيدور معها "إياد" حاملاً "التنورة" فتنفصل روحه عن العالم وتحلق فى السماء، تزداد حركات الصغير سرعة فيرتفع معها تصفيق الجمهور في حالة من الدهشة لحرفيته التى لا تتناسب مع سنواته الـ 11.. تلمحه يهدئ من خطواته فيهدأ معه نبض المتفرجين ثم يسحب "شاله" المختبئ في طيات "التنورة" ويضعه على وجهه لتتصاعد روحه ونبض الحضور مرة أخرى وكأنه ممسكًا بخيوط ماريونيت يحرك بها مشاعر الجمهور.
سطح المنزل ورؤية "خاله" وهو يلف بالتنورة، هو المشهد الذي حُفِر في ذهنه قبل أن يتم الـ 5 سنوات، فما كان منه إلا أن يلف مثلما رأى خاله، ومن هنا بدأت حالة العشق بين الطفل والتنورة لما وجده بها من اختلاف وصفاء للروح، لم تمر أيام كثيرة حتى أصبح "إياد" أصغر راقص تنورة بالإسماعيلية.
"بقالى 5 سنين برقص بالتنورة وخالى اللى حببنى فيها" هكذا بدأ "إياد" حديثه لـ "اليوم السابع"، عن بدايته مع التنورة مؤكدًا أنه تعلق بها ووجد فيها شيئًا مختلفًا لم يره فى لعب الأطفال حينها خاصة أن عمره فى ذلك الوقت لم يتخط الـ 5 سنوات، وأضاف "خالى علمنى ازاى ألف بيها مرة واحدة بس، وبعدين انا بقيت بلف لوحدي"، مشيرًا إلى أن تعلم اللف بالتنورة صعبًا فى البداية لكن من يحبها سيجدها ممتعة وبسيطة.
بنبرة لا تخلُ من الفخر الممزوج ببراءة الأطفال قال "باخد فى الفرح أو الحفلة 150 أو 200 جنيه وبشيلهم فى البنك" مشيرًا إلى فرحته العارمة لاستطاعته أن يدخر أموال مكنته من شراء "عجلة" و "ملابس" له ولإخوانه، وأضاف "مش بتكسف إن أصحابي يشوفونى وانا برقص وعادى جدًا لو لفيت بالتنورة فى الشارع".
الإصرار وطموح الأطفال صفات ظهرت فى كلمات "إياد" حينما قال "نفسي أطلع لاعيب كرة وأدخل كلية هندسة وأفضل أرقص تنورة" الحياة الوردية التى رسمها الصغير لمستقبله، لم تخلُ من الهدف الذى يسعى نحو تحقيقه بخطوات ثابتة تحدث عنها وقال "بذاكر كويس جدًا وبحب أطلع من الأوائل وماما وبابا بيساعدونى أوفق بين الدراسة والتنورة".
كلمات بسيطة حملت كثير من النضج والشعور بالمسئولية، تنم عن موهبة "إياد" الذى بدأ طريقه فى تعلم الحياة قبل أن يتلقى أول درس له فى المدرسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة