على عمق أكثر من 50 كيلو فى البحر الأحمر بالزعفرانة، استطاع مهندس بترول مصرى، أن يحول ناقلة بترول إلى جنة خضراء بنظام الهيدروبونيك أو الزراعة بدون تربة خلال شهرين فقط، ويزرعها نباتات عطرية وخضروات مساحتها 3،5 متر مربع، كنموذج بئى ناجح، يحارب التلوث بتكلفة مالية بكل مشتملاته ونقله لناقلة الزعفرانة قدرها 3000 جنيه فقط، لنشر ثقافة اللون الأخضر وزراعة خضروات أورجانيك، وتوفير حوالى 90% من المياه.
والمهندس عمر الديب، كتب قصة نجاح مصرية مختلفة، بحلم مختلف لأنه جديد ومفيد، ولم يكن تحقيقة سهل بالتأكيد، وهو مهندس صحة وسلامة فى شركة بترول مصرية، ورئيس قسم السلامة والصحة والبيئة بكبرى شركات البترول، وليس لديه وقت لعمل أى شيء فى حياته بسبب عمله وطبيعته، فقرر أن يخرج خارج الصندوق بشكل يفيد كل الناس حالياً ومستقبلياً.
"اليوم السابع" إلتقى المهندس عمر الديب، ليتعرف منه على تجربته فى زراعة الناقلة، وكيف فكر فى تحويل مسار ناقلة بترول يعرف عنها كصناعة إنها ملوثة للبيئة، وقال عمر، "اشتريت كافة المستلزمات من السبتية ومنطقة تحت الربع فى باب الخلق، وهى مواسير صرف 4 بوصة، وكيعان بلاستيك وطبات، وأكواب بلاستيك خاصة للزراعة، وتربة بيتموس وبيرليت، ومحاليل مغذية من المعمل المركزى للمناخ بالدقى، وبذور وشتلات خضروات ونباتات عطرية ونقلتها من القاهرة للزعفرانة".
ويكمل عمر، "الشركة بعد ما كانت بتتريق على اللى بعمله أو بعض المديرين، أصبحوا مشجعين لى بعد مالقونى ناجح فى زراعة آلاف الأشجار والبلكونات والأسطح، وعملت العديد من الندوات وتعاون وزير البيئة السابق فى أكتر من فعالية لى، ولم يتطلب الأمر بعدها الحصول على أى موافقات، والشركة قالتلى "شجرها ياعمر براحتك"، وساعدنى رئيس الشركة ومدير العمليات، ومدير الحقول، وزملائى فى شركة "جمسة" للبترول وأعضاء فريق شجرها".
وعن فلسفة عمر فى اللون الأخضر وثقافته، وإيمانه بنشر الفكر الإيجابى، بعيدا عن الدوران فى دائرة التخصص، قال، "أنا خريج هندسة بترول السويس تخصصى مهندس سلامة وصحة مهنية، وحماية البيئة، وإيمانى بحل مشكلة التلوث الذى أصبح بلا حدود، ومشاكله كبيرة جدا، وللأسف الثقافة البيئية تقريبا منعدمة عند معظمنا، وتلوث الهواء من أخطر الأنواع، أنا عندى ولد اسمه "ريان" عنده سنتين ونص، كنت زارع بيتى بنظام الهيدروبونيك، وكان ممتاز فى الحى التاسع، لحماية مستقبل إبنى ومستقبل بلدى، لان البداية الحقيقة لابد أن تكون مننا كأفراد، ولا ننتظر حلول تهبط من السماء فجميعنا شركاء فى المسؤلية والبحث عن حلول".