"حشرة الثاقبات" يبدو أن هذه الحشرة هى اسم على مسمى، بعد أن تداولت الأخبار مؤخراً حول خطورة انتشار هذه الحشرة والأضرار الناجمة عنها خاصة على محصولى قصب السكر والذرة الشامية، وما تسببه من أمراض للمحاصيل الزراعية الحيوية التى يعول عليها كثير من المزارعين وتصيب أراضيهم بالبوار.
وحول خطورة هذه الحشرة الزراعية، تحدث لـ"اليوم السابع" عدداً من المزارعين وخبراء الزراعة والمسئولين بمحافظة أسوان لتوضيح الأضرار الناجمة عنها وطرق مقاومتها ومكافحتها أثناء زراعة محصول قصب السكر بأسوان، وقبل البدء فى موسم كسر القصب وإنتاج السكر والمقرر انطلاقه فى شهر ديسمبر المقبل.
أراضى قصب بأسوان
محمد الدسوقى، مهندس زراعى، ورئيس قسم المكافحة الزراعية بإدارة دراو بأسوان، افتتح بدوره الحديث حول التعريف بـ"حشرة الثاقبات" قائلاً: "هى الحشرات التى تتغذى على امتصاص عصارة النباتات سواء على الأوراق أو السيقان أو الأزهار أو الثمار، مما يسبب تجعد واصفرار وضعف النباتات، وقد تنقل إليها أمراض فيروسية أو حدوث إفرازات تسبب تلوث الأوراق والثمار بما يسمى بالندوة العسلية أو وجود نسيج عنكبوتى على الأوراق أو البراعم، مضيفاً أن حشرة الثاقبات الزراعية تتغذى فى الغالب على محاصيل الذرة الشامية وقصب السكر، وإن كان يكثر انتشارها بالذرة الشامية، وتسبب لهذه المحاصيل أمراض فيروسية، ويتم مقاومتها حالياً.
وعن معاناة المزارعين بسبب هذه الحشرة، اشتكى سيد أبو الوفا، أحد مزارعى محافظة أسوان، من الأضرار الناجمة عن حشرة الثاقبات، خاصة فى ظل انتشارها بشكل كبير فى الآونة الأخيرة داخل الأفدنة الزراعية بمحافظة أسوان، التى تشتهر بزراعة محصول قصب السكر والذرة الشامية أيضاً، مؤكداً أن هذه الحشرة تهدد بوار آلاف الأفدنة بالمحافظة.
أراضى قصب
وتابع سيد أبو الوفا الحديث: "انتشار هذه الحشرات يتمثل فى انتشار الديدان التى تهاجم السلاميات، وأخرى تحفر فى "الزعزوة" وهى قمة النبات أو قبلها بقليل، وتؤدى لموت أعواد القصب، كما يظهر "السوس" وهو اللون الأحمر داخل العود، نتيجة دخول الفطريات والبكتيريا للأماكن المصابة، مما يؤدى لنقص شديد للمحصول ونقص نسبة السكروز، وكل ذلك يكلف مزارعى القصب خسائر فادحة.
وأشار المزارع، إلى أن استخدام البحوث الزراعية لطفيل "الترايكوجراما" كنوع من المقاومة لهذه الحشرة والذى يتطفل على بيض الثاقبات، لا يمثل حلاً جذرياً لأنه لم يجدى نفعاً، مناشداً وزير الزراعة والمسئولين بالبحوث الزراعية ضرورة إيجاد حلول تتمثل فى مبيدات ليست بالضارة تقضى على هذه الحشرات، لافتاً إلى أن هذه الحشرة تهدد مستقبل محصول حيوى وقومى وهو القصب الذى ينتج منه السكر فى واحدة من أكبر المحافظات التى تنتج السكر فى مصر وهى أسوان.
المهندس محمد أبو طالب، مدير إدارة دراو الزراعية بأسوان، أوضح بأن طرق مكافحة الحشرة الثاقبة طبقاً لتوصيات الزراعة هى مقاومة حيوية غير مضرة بالنبات ويشترك فى عملية المقاومة عدة جهات وهى "مديرية الزراعة وإدارة البحوث الزراعية وشركة السكر"، موضحاً بأن طرق المكافحة تتمثل فى نشر طفيل "الترايكوجراما" خلال الفترة قبل غروب الشمس بقليل وتحديداً فى نحو الساعة الخامسة مساءً لتناسب درجة الحرارة فى وضع البيض للطفيل ثم يفقس ثم يتغذى على العائل لـ"الثاقبات".
الحشرة
ولفت مدير إدارة دراو الزراعية، إلى أن الفدان الواحد يحتاج إلى 4 كروت مقاومة، ويتم توزيعها على أراضى المزارعين بالمجان، وقيمتها يتم تحصيلها من مجلس المحاصيل السكرية، وكروت المقاومة هى عبارة عن كارت مبطن بداخله بيض الحشرة الذى يتم نثره، لافتاً إلى أن هناك زراعة لقصب خريفى ويتم مقاومة هذه الحشرة بعد ثلاثة أو أربعة شهور من زراعته، وهناك أيضاً القصب الربيعى.
ومن جانبه، أكد محمد المهدى مدير عام الزراعة بأسوان، أنه تم الانتهاء من مقاومة حشرة "الثاقبات" بواسطة طفيل "الترايكوجراما"، ذلك على مساحة تقدر بحوالى 50 ألف فدان من الأراضى المزروعة بمحصول قصب السكر على مستوى المحافظة، بالتعاون مع مركزى أبحاث مصنعى سكر كوم أمبو وإدفو.
وأضاف مدير عام الزراعة بأسوان، أنه جارى استكمال عمليات المقاومة لهذه الحشرة على جميع المساحات المزروعة بمحصول القصب على مستوى المحافظة والتى يبلغ إجمالى مساحتها 85 ألفا و500 فدان، وذلك وفق برنامج زمنى محدد يبدأ عقب انتهاء موسم كسر القصب مباشرة، مشيراً إلى أن عملية مقاومة حشرة الثاقبات تتم بواسطة حشرة الترايكوجراما، التى تقوم بإنتاج يرقات تتغذى على بيض حشرة الثاقبات، وتجرى عملية تحضير، وإطلاق هذا الطفيل بالتعاون مع مركزى أبحاث مصنعى السكر بكوم أمبو وإدفو، ويحتاج هذا الطفيل إلى درجة حرارة معينة قبل الإطلاق وعلى هيئة كروت موجود فوقها هذا الطفيل ويتم توزيعها بواسطة عدد كبير من العمال على المساحات المزروعة بالقصب.
محصول قصب السكر
مصنع سكر كوم أمبو