بدت تيريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا مشرقة وهى ترقص على الأنغام الإفريقية فى مدرسة بجنوب أفريقيا خلال جولتها الأفريقية الأولى، وكأنها استطاعت بالفعل تحقيق هدف زيارتها بفتح سوق جديد للمملكة المتحدة فى القارة السمراء تستفيد منه بعد مغادرة بلادها للاتحاد الأوروبى، ولكن مع دخول الزيارة التى تشمل محطاتها كينيا ونيجيريا، يومها الثاني، بدأت الانتقادات توجه إلى ماى لأن الاتفاق الذى قدمته للدول الأفريقية ليس سوى "تجديد" لاتفاق الاتحاد الأوروبى مع 6 دول أفريقية، فضلا عن أن الصادرات البريطانية لأفريقيا لا تقارن بصادراتها للدول الأخرى.
وتسعى الحكومة البريطانية لإيجاد أسواق جديدة تعزز اقتصادها بعد خروجها من التكتل الأوروبى.
وتقول صحيفة "الإندبندنت" إن ماي تعرضت لانتقادات فى أول جولة إفريقية لها لزعمها أنها حصلت على أول صفقة تجارية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وذلك لأن الاتفاق الذى تحدثت عنه مع 6 دول إفريقية مجرد "تجديد" لاتفاقية الاتحاد الأوروبي الحالية.
وأضافت الصحيفة أن المنتقدين لهذا الاتفاق اعتبروا أن الصفقة لم ترق إلى حد كبير إلى الافتخار بإقامة علاقات تجارية مع منطقة تجارة حرة جديدة أكبر بكثير من الاتحاد الأوروبي، لاسيما فى ضوء الشكوك بشأن قدرة المملكة المتحدة على المشاركة فى الصفقات التى عقدها الاتحاد الأوروبى مؤخرا مع كندا واليابان، وهى اقتصادات أكبر بكثير من اقتصاد الدول الإفريقية.
تيريزا ماى
وفي العام الماضي ، صدّرت بريطانيا سلعا بقيمة 2.4 مليار جنيه استرليني إلى الدول الأفريقية الست المدرجة في صفقة ماى ولا تمثل سوى 0.7 في المائة فقط من قيمة صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي وبقية العالم مجتمعة ، والتي تصل قيمتها إلى 339 مليار جنيه استرليني.
وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية ، عزمها العمل على زيادة الاستثمارات البريطانية فى أفريقيا وفتح أسواق جديدة فى القارة السمراء للمنتجات البريطانية، وقالت خلال مؤتمر صحفى عقدته الثلاثاء، فى مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا - إنه من مصلحة بريطانيا تعزيز اقتصاديات أفريقيا، حتى يتسنى لرجال الأعمال البريطانيين الاستثمار هناك بشكل حر وعادل، وخلق عملاء جدد للمصدرين البريطانيين، إلى جانب خلق فرص عمل فى القارة السمراء، الأمر الذى يعد أفضل سبيل لمكافحة التطرف وعدم الاستقرار ومن شأنه أن يقلل تدفق الهجرة إلى أوروبا.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية إن بريطانيا ستستثمر مبلغًا إضافيًا بقيمة 4 مليار جنيه إسترلينى فى الاقتصادات الأفريقية معربة عن أملها فى ضخ مزيد من الاستثمارات مع القطاع الخاص.
ماى تتحدث مع طلاب المدرسة
ومع ذلك، اعتبر توم برايك ، المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الليبرالي بشأن البريكست أن "تيريزا ماي واهمة من الواضح، فتكرار الصفقات التي تم التوصل إليها بالفعل من قبل الاتحاد الأوروبي يثبت أن حزب المحافظين في حالة من الفوضى بحيث لا تصل طموحاتهم إلى مستوى أعلى من الوضع الراهن"، بحسب صحيفة "الإندنبندنت" البريطانية.
أما جاريث توماس ، وهو أحد مساعدي حزب العمال في حملة "أصوات الشعب" من أجل استفتاء جديد على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فقال: "قبل عامين ، كان المنادون بالخروج يعدون بمنطقة جديدة للتجارة الحرة (10 أضعاف حجم الاتحاد الأوروبي)، أما الآن فأصبحوا يميلون للاحتفال باتفاق على تجديد جزء من الصفقات التجارية الحالية التي نستفيد منها بالفعل كأعضاء في الاتحاد الأوروبي".
تيريزا ماى مع الطلاب
وأضاف توماس إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "يهدد بتمزيق" صفقات الاتحاد الأوروبي الجديدة "مثل الاتفاق الأخير مع اليابان".
كما حذر اللورد بواتينج ، رئيس صندوق المشاريع الأفريقية ، من أن الدافع التجاري للمملكة المتحدة "يتطلب الكثير من العمل" مع أمثال الصين وفرنسا والهند وألمانيا.
وتأمل بريطانيا في إنفاذ جميع الاتفاقات التجارية الحالية للاتحاد الأوروبي ، مع دول مثل تشيلي وإسرائيل ومصر والمكسيك وروسيا وكوريا الجنوبية وسويسرا وتركيا وغيرها.
تيريزا ماى فى جنوب إفريقيا
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، قالت إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى (بريكست) دون اتفاق "لن يكون نهاية العالم"، فى محاولة منها للتقليل من شأن التحذير المثير للجدل الذى أطلقه وزير المالية البريطانى فيليب هاموند، الأسبوع الماضى بأن "بريكست بدون اتفاق" سيكبد بريطانيا قروضا إضافية بقيمة 80 مليار جنيه إسترلينى وسيعيق نمو اقتصاد البلاد لفترة طويلة الأمد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة