نجيب محفوظ استطاع أن يرسم العديد من شخصيات رواياته من خلال أبطال حقيقيين، عاشوا بيننا، منهم من ما زال على قيد الحياة ومنهم من فارقها، ونحن اليوم نحتفل بذكرى رحيل صاحب نوبل ، نستعرض أبرز الشخصيات الحقيقية التى سردها عبر إبداعاته.
سعيد مهران فى رواية "اللص والكلاب"
سعيد مهران فى رواية "اللص والكلاب" شخصية حقيقية، عاشت على أرض الواقع، فهو شخص هاجر من لبنان إلى الإسكندرية، وظل هناك حتى أصبح لصًا وقاتلًا، وصدرت ضده اتهامات كثيرة، وكانت الصحف تكتب عنه كل يوم، وكان يطلق عليه اسم "السفاح"، وجسدها فى الفيلم الفنان الراحل شكرى سرحان.
حسين بدر الدين فى رواية "السراب"
الروائى العالمى نجيب محفوظ قام برسم بطل رواية "السراب" من شخصية حقيقية يدعى حسين بدر الدين، والتى كانت تحكى عن قصة شاب يعانى من العجز الجنسى، وأمه تسيطر على شخصيته، كان خريج كلية الحقوق، ثريًا أدمن المخدرات ودخل السجن، وعندما علم من أحد أصدقاء أن نجيب محفوظ كتب عنه، حاول هذا الشاب قتل نجيب محفوظ واضطر نجيب إلى الاختفاء لحين عودة الهدوء.
إسماعيل الشيخ فى رواية "الكرنك"
كان نجيب محفوظ يعرف باعتقال الكاتب الكبير سعيد الكفراوى، وفوجئ به عندما رآه على المقهى، فأخذه وانصرف، وقال للكفراوى احكِ لى أسباب اعتقالك والنتائج بالصورة البطيئة، فسرد عليه الكفراوى حكاية التحقيق باعتباره إخوانيًا أو شيوعيًا، واتهامه بحرق مصنع النسيج فى المحلة، ومعرفته بالعديد من الكتاب الشباب فى ذلك الحين.
وسعيد الكفراوى اعتقل فى عام 1970، وتم ترحيله من مدينة المحلة إلى معتقل القلعة الرهيب، كان فى المحلة يقيم فى شقة لصديق من الإخوان ، يجتمع فيها أدباء المحلة نصر أبوزيد، والدكتور جابر عصفور، وفريد أبوسعدة، والمنسى قنديل، وجار النبى الحلو، والشاعر الراحل محمد صالح، وجد نفسه فى القلعة تحت حد السؤال، يحقق معه فى الصباح محققان باعتباره شيوعيًا، واستمر التحقيق 6 أشهر على هذا الحال، وعندما أفرج عن الكفراوى حمل حقيبته وتوجه إلى مقهى "ريش" الذى كان يمثل له شبه إقامة، ويحضر فيه لقاءات أستاذه نجيب محفوظ. واستمع نجيب محفوظ، وكان وجهه غاضبًا وترتعش شفتاه، يومها قال للكفراوى اقطع تلك المرحلة من حياتك، وبعد حين صدرت "الكرنك"، وفجرت التساؤلات.
وبعدها وضع نجيب محفوظ يده على كتف الكفراوى فى ندوته على مقهى "ريش"، وقال له يا كفراوى أنت إسماعيل الشيخ فى رواية الكرنك، وكان جميع الأصدقاء يعرفون الأمر، وقام بتجسيدها الفنان الراحل نور الشريف.
سلامة موسى فى "السكرية"
شخصية سلامة موسى، رئيس تحرير المجلة التى كان يكتب بها كمال عبدالجواد فى رواية "السكرية"، هى نفسها سلامة موسى، رئيس تحرير المجلة التى كان يكتب بها نجيب محفوظ.
كمال عبدالجواد فى رواية "السكرية"
كانت شخصية كمال أحمد عبدالجواد فى "السكرية" هو نجيب محفوظ نفسه، وقال نجيب عنه إنه يمثل أزمته الروحية والإنسانية التى تقع فيها الأحداث تمثيلًا كاملًا، فكان كمال هو نجيب محفوظ باستثناء مهنة التدريس، لكن نجيب محفوظ رسمه كأنه هو، الأنف الكبيرة، وقصر القامة، ومعاملة أبيه له.
السيد أحمد عبدالجواد فى "قصر الشوق"
يحيى شاهين
السيد أحمد عبدالجواد، بطل الثلاثية، فاستقاها أديب نوبل من رجل كان يعيش إلى جوار عائلته، ويتعامل بقسوة وحدة وصرامة مع زوجته وأبنائه، وكان تاجرًا ثريًا، وتوفى قبل أن تصدر الرواية.
محجوب عبدالدايم "القاهرة الجديدة"
شخصية محجوب عبدالدايم فى رواية "القاهرة الجديدة" التى قال عنها نجيب محفوظ إنه أخذها من شخص متسلق قابله فى العمل الحكومى حيث كان يعمل نجيب فى وزارة الأوقاف ببداية حياته، وكان ذلك الشخص يحصل على أعلى المناصب عن طريق الرشوة الجنسية.
الجبلاوى فى "أولاد حارتنا"
الروائى الكبير نجيب محفوظ كان يسرد سيرته الذاتية فى رواية «أولاد حارتنا»، فكان الأب فى الرواية يحمل نفس ملامح والد نجيب محفوظ، من حيث الجدية والتعقل والصرامة، وكان يحكى عن نفس شخصيات الجيران، وحتى مشاهد الحارة والمقاهى تحمل نفس مشاهد الحياة التى عاشها محفوظ.
أحمد عاكف "خان الخليلى"
شخصية أحمد عاكف، بطل رواية "خان الخليلى"، حقيقية، وقابله نجيب محفوظ بالفعل، وكان موظفًا، حيث كان يظن نفسه على معرفة بكل الأمور، لكنه على عكس ذلك تمامًا، ويقول نجيب محفوظ إنه قرأ الرواية ولم يتعرف على نفسه لأن لديه سيرة مزيفة عن نفسه.
إسماعيل عبد الوهاب فى رواية المرايا
شخصية "الدكتور إسماعيل عبد الوهاب" فى رواية "المرايا" هى شخصية المفكر الإسلامى "سيد قطب" فهو أول من كتب عن نجيب محفوظ وأشاد بموهبته، وكانت الرواية عبارة عن بورتريهات لــ 55 شخصية، فرأى القراء أن سيد قطب فى مرآة نجيب محفوظ، هى شخصية الدكتور إسماعيل عبد الوهاب، رغم محاولة محفوظ بتغيير بعض التفاصيل وهو ما فعله مع هذا النمط من الشخصيات إما لضرورة فنية تتعلق ببناء الرواية، أو مجرد التمويه حتى لا تتطابق الصورة مع الأصل، فكان الدكتور إسماعيل عبد الوهاب فى المرايا ناقدا أدبيا متحررا ينتقل ثم ينتقل للتطرف ثم ينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين ويحمل أفكارا رجعية فيما يخص المرأة والحضارة الغربية، ويرى عبد الوهاب إسماعيل أن القرآن يجب أن يحل محل جميع القوانين والدساتير، وأن تمحو الرابطة الدينية كافة الروابط من قومية ووطنية وعربية.