أسئلة قلقة فى الراهن العربى.. كتاب صدر عن منشورات الاختلاف، ومنشورات ضفاف، ودار الأمان، للكاتب بشير ربوح، وفيه يناقش الباحث الشأن الثقافى العربى، والصدمة العربية فى مواجهة الغرب.
يقول بشير ربوح، إن المتأمل فى الشأن الثقافى العربى، وبخاصة من جهة زمنه الإشكالى، الذى انشغل فيه لردح طويل من الزمن بمسائل الأصالة والمعاصرة، التراث والحداثة، التخلف والتقدم، وهى فى أغلبها تدور وجودا وعدما مع سؤال الأسئلة وهو: كيف نستطيع أن ننجز شيئا ما فى هذا الأفق القادم؟ وهل بالإمكان أن ندرك ثقلها الذى ينمو ربوا وفى غفلة منا؟ ألا يعد هذا الهاجس الخفى والمشتغل بكل قوة وبصورة بعيدة عن وعينا التائه والسائر فى مجرى تاريخى زائف، هو بلا شك ما يستحق منا أن ندرك مدى فداحة قرارنا الصبيانى الذى جعلنا نمشى وراءه معتقدين أنه عندما نهتم بهذه المسائل وبهكذا طريقة يمكن أن نحقق منجزا تاريخيا، غير أن هذا الاهتمام قد قادنا مرة إلى التموضع العنترى داخل التراث، ومرة جهة الانزلاق فى متاهة المعاصرة المخيفة، ومرة صوب نوع مخصوص من التمشى سعينا فيه إلى التلفيق المقيت الذى قدم لنا دربا متوعرا حطه السيل من عل مكرها.
ويرى بشير ربوح، حسبما جاء فى الكلمة المنشورة على غلاف الكتاب: ربما من نافلة القول أن نتحدث عن وجود مخرج من هكذا معضلة، ونكون بقوة التاريخ مسئولين عن تشكلها أو بلغة كانطية صنعناها بجبننا وكسلنا، أو هى من بنات أفكارنا وممهورة بتوقيعنا الخاص، لأنه من السخف أن ننسب هذه المعضلة إلى الغرب الإمبريالى، أو الآخر الشيطانى، فالحقيقة فى الأمر أن سؤال التراث والحداثة ومشتقاته الأخرى وجميع الأسئلة المتناسلة منه هى من نتاج الفكر العربى، خاصة فى لحظة اصصدامه بالغرب، ونحن نجد فى لفظ الاصطدام أفضل وصف للتعبير عن حالة السير الكاوسية التى كان عليها الفكر العربى، فنحن الذين طرحنا السؤال ونحن الذين اجتهدنا فى تقديم هذه المقاربات المهزوزة والهشة، ونحن الذين اعتقدنا أننا نحوز أخيرال على السؤال الهادئ إلى مستقرنا الحضارى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة