بعد يوم واحد من عيد الشكر 1985 كان متحف جامعة أريزونا للفنون فى أمريكا على موعد مع واحدة من أكبر السرقات الفنية، وذلك عندما اختفت منه لوحة "المرأة" للفنان العالمى ويليام دى كوننج، والتى تقدر حاليا بـ165 مليون دولار.
بدأت القصة التى أعادت صحيفة ديلى ميل نشر جميع تفاصيلها، عندما فتح حارس أمن متحف أريزونا الباب لدخول الموظفين، ولم يهتم برجل وامرأة يسيران خلف أحد الموظفين، وبينما وقفت المرأة تتحدث مع حارس الأمن كان الرجل قد صعد إلى الدور الثانى، واختفا لمدة 15 دقيقة، لكنها كانت كافية لحدوث شىء خطير.
الحارس الذى أحس بوقع شىء خطأ فى الدور الثانى صعد بسرعة لكنه اكتشف غياب اللوحة الثمينة بعد قطعها من الإطار، وعندما حاول مطاردة الرجل والمرأة كانا قد أسرعا بالهروب فى سيارة رياضية حمراء، وبالطبع لم يحتو المتحف فى ثمانينيات القرن الماضى على كاميرات أمنية ولم تجد الشرطة أى بصمات.
ظلت اللوحة مختفية 30 عاما كاملة، وخلال هذه الفترة لم تتوقف الشرطة عن البحث عن هذين اللصين، فرسمت لهما صور "تخيلية" لرجل وامرأة فى الخمسينيات من عمرهما، لكنها لم تعرف أبدا أنهما جيرى وريتا الزوجان اللذان يعيشان فى "نيو مكسيكو"، لكن الموت وحده هو الذى كشف هذه الحقيقة.
مات جيرى عام 2012 بينما ظلت ريتا حية حتى عام 2017، ومن بعدها بدأت الأمور فى التكشف بشكل متسارع، رغم أن جيرى وريتا لهما ابنان، لكن لم يكن لهما دور فى شيء، ورغم أنهما لم يفكرا فى بيع اللوحة وظلا محتفظان بها فى غرفتهما، إلا أن قريبة لهما بعد رحيلهما ذهبت وأخذت بعض المقتنيات لديهما وذهبت لبيعها إلى أكير روزمان، صاحب محل تحف، وحصلت على 2000 دولار فقط لا غير مقابل هذه اللوحة، الرجل لم يكن على علم بتاريخ هذه اللوحة، لذا وضعها فى متجره، لكن أحد العملاء أخبره بأن هذه اللوحة قيمة وأصلية وترجع للفنان العالمى دى كوننج، بل إنها قد تكون اللوحة الشهيرة التى تبحث عنها الشرطة منذ ثلاثين عاما.
وعلى الفور قام "أوكر" بالتواصل مع مكتب التحقيقات الفيدرالية ومتحف أريزونا، وبالفعل تأكد الجميع أن هذه هى الأصلية، وبعد ذلك بدأ جمع المعلومات عن جيرى وريتا، ومن ذلك أن عثر مكتب التحقيقات على "يوميات" احتقظ فيها جيرى وريتا بالكثير من الملاحظات الدقيقة لكيفية الاستيلاء على اللوحة وتفصيلات يومهما، وحتى ماذا أكلا وما الأدوية التى تناولاها فى ذلك اليوم، كما أظهر مكتب التحقيقات صورة عائلية لـ جيرى وريتا قبل يوم من وقوع السرقة.
ومن المفارقات الغريبة ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أن جيرى وهو مدرس وموسيقى، نشر قبل وفاته قصة تسمى "عين جاجوار" تصف امرأة وحفيدتها سرقتا جوهرة من الزمرد الثمنية من المتحف". المهم أن لوحة المرأة عادت مرة أخرى بعد غياب 30 عاما لتأخذ مكانها فى متحف أريزونا.