"لو نفسك تدخل كلية من كليات القمة زى الطب أو الهندسة أو الاقتصاد بس خايف من التنسيق، أمامك فرصة تدرس التخصص اللى نفسك فيه، الآن يمكن الحصول على شهادة فى جميع المجالات والتخصصات معترف بها دولياً ومحلياً من أفضل جامعات أوكرانيا بأسعار مخفضة، وبحد أدنى 50% والدراسة باللغة الانجليزية، فالجامعات الأوكرانية لا يطبق لديها نظام التنسيق مثل الجامعات المصرية"، كانت تلك إحدى منشورات صفحات سماسرة لتسفير الطلاب للدراسة بالخارج، على صفحات موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".
وبدأت إحدى الصفحات المشبوهة، بالتزامن مع إعلان نتائج الثانوية العامة، وبدء التنسيق الخاص للقبول بالجامعات، إطلاق حملة للترويج إلى السفر بالدراسة بالخارج، لطلاب الثانوية العامة من أصحاب المجاميع الصغيرة، معتمدة فى حملتها فى تشويه نظام التعليم فى مصر، وأن الدراسة فى تلك الجامعات التابعة لها ستكون أقل كثيرا فى التكلفة من الجامعات الخاصة المحلية، بالإضافة إلى دراسة الماجستير والدكتوراه أيضا.
وحدد سماسرة تلك الصفحات المشبوهة 6 دول أساسية لديها مناديب دائمين بها، يمكنونها من استصدار منح للطلاب الراغبين بالسفر، بشكل سنوى، وكانت تلك الدول هى: "أوكرانيا، روسيا، جورجيا، قبرص، تركيا، والسودان"، رافعة شعار " لا داعى للقلق والتوتر بسبب المجموع فى الثانوية العامة، حلمك وهدفك بأيدك تحققه، فى البلد اللى تختارها، نضمن لك القبول، الدعوة الدراسية، الإقامة، السكن، التأمين الطبى".
وشهدت تلك الصفحات تفاعل من مراحل تعليمية وعمرية مختلفة، ومن الملاحظ هو أن كليات الطب البشرى والأسنان والصيدلة والهندسة هم الأكثر طلبا من بين الطلاب، رغم أن أسعار الدراسة بهم، كانت: الصيدلة 3600 دولار للسنة الواحدة، وطب الأسنان من 3800 إلى 4800 دولار بالإنجليزية، وباللغة الروسية للسنة الواحدة 3000 دولار، فيما بلغت قيمة العام الواحد لكلية الطب البشرى 5 آلاف دولار، وهندسة البترول 3800 يورو، وهندسة الطيران 5 سنوات بـ2000 دولار للعام الواحد، أما ماجستير هندسة الاتصالات فكان بـ8000 دولار بجورجيا، بالإضافة إلى 1600 سنة تحضيرية، فى حال الدراسة باللغة الروسية، و600 دولار للسكن الجامعى، و2000 دولار للمصروفات الشخصية، بخلاف تكاليف الفيزا وتذكرة السفر.
ووجه المتفاعلون مع تلك الصفحات، مجموعة من الأسئلة، كان من أبرزها:" أنا مجموعى 77%، ممكن أقدم طب أو صيدلة أو طب أسنان؟ أنا أختى علمى علوم، وكان نفسها تدخل طب ومجموعها 60%، هل متاح لها دراسة الطب؟"، فما كان من السماسرة إلا أنهم أكدوا أن الدراسة من خلالهم لا تحتاج إلى مجموع يفوق درجات النجاح، وتضع شروطا، وتسمح لكافة الطلاب بالدراسة فى أى تخصص يختارونه، وفقط سيجتازون اختبار للقدرات، وعندما أبدى بعض رواد الصفحة من الطلاب قلقهم من عدم اجتياز ذلك الامتحان، أكدت الصفحات المشبوهة أنه امتحان روتينى، ولا يمثل أى خطر على الطلاب.
من ناحية أخرى، حذر الدكتور مصطفى الوكيل، وكيل النقابة ورئيس لجنة القيد، أولياء الأمور من خداع سماسرة الجامعات خارج مصر مثل روسيا وأوكرانيا، والذين يعلنون عن إمكانية إلحاق الحاصلين على مجموع 50% بالثانوية العامة بكليات الطب والصيدلة، مؤكدا عدم قبول النقابة قيد أى خريج من أى كلية صيدلة خارج البلاد ما لم يكن حاصلا على الحد الأدنى للتنسيق، موضحا أن ما يقوم به هؤلاء السماسرة يعد تحايلا على القوانين والقرارات المنظمة لقواعد التنسيق المعمول بها فى مصر.
وقال الدكتور أحمد أبو دومة، المتحدث باسم نقابة الصيادلة، لـ"اليوم السابع"، إن النقابة ليست جهة اعتماد للكليات، وذلك حق أصيل للمجلس الأعلى للجامعات، لكن النقابة فقط تشترط ألا يقل مجموع الطالب بأكثر من 5% عن الحد الأدنى لتنسيق الكليات الحكومية، تنفيذا لقرارات الجمعية العمومية للنقابة.
فيما حذرت نقابة الأطباء، من الوقوع فريسة لسماسرة الجامعات الوهمية، مؤكدة على ضرورة التأكد من اعتماد الكلية من المجلس الأعلى للجامعات قبل التقدم للدراسة بها.
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
17
18
19
20
21
22
23
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة