أكد تكتل الجمهورية القوية (الكتلة النيابية لحزب القوات اللبنانية) أنه الفريق السياسى الأكثر تنازلا وتضحية من أجل لبنان وسرعة تشكيل الحكومة به.. فيما يشدد تكتل لبنان القوى (الكتلة النيابية للتيار الوطنى الحر وحلفاؤه) على أن نتائج الانتخابات النيابية ومطالبات القوى السياسية فى الحكومة، أصبحت بيد رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى وأن القرار بيده لتأليف الحكومة وعرضها على رئيس الجمهورية ميشال عون.
وقال النائب وهبه قاطيشا عضو مجلس النواب اللبنانى عن تكتل الجمهورية القوية - فى حديث لإذاعة صوت لبنان اليوم الأحد - "إن مقترحات تشكيل الحكومة التى عرضها الحريرى حظيت بموافقة عون فى لقائهما الأخيرة، وكان الأمر يقف على التشاور مع وزير الخارجية رئيس التيار الوطنى الحر جبران باسيل عقب عودته من زيارة للولايات المتحدة الأمريكية، غير أن الأمر توقف بصورة مفاجئة".
وأضاف أن حزب القوات اللبنانية وافق على التخلى عن منصب نائب رئيس الحكومة لصالح حصة رئيس الجمهورية فى إطار تسهيل تشكيل الحكومة مع القبول بـ4 حقائب وزارية بدلا من 5 حقائب، من ضمنها حقيبة سيادية، غير أن الأمر لايزال يتوقف على نوعية الحقائب الثلاث المتبقية التى سيحصل الحزب عليها بجانب الحقيبة السيادية.
وأشار إلى أن التيار الوطنى الحر لم يتنازل لحزب القوات اللبنانية عن حقيبة وزارية سيادية.. متابعا "فهذا حق لنا فى ضوء أننا ثانى أكبر كتلة نيابية مسيحية بعد التيار.. مشيرا إلى أن الحزب ليس لديه أى مشكلة بقبول أى من الحقائب السيادية الأربع (الداخلية والدفاع والمالية والخارجية".
ولفت إلى أن القول باعتراض الجيش اللبنانى على تولى وزير من حزب القوات اللبنانية لمنصب وزير الدفاع، هو اختلاق لأزمة غير موجودة، خاصة وأن الجيش تصالح مع كل الفرقاء والقوى السياسية التى دخلت فى السابق فى مواجهات مع الجيش.. مشددا على أن الجيش اللبنانى برىء من كافة الخلافات والانقسامات السياسية وليس لديه أى موقف عدائى تجاه أى قوى سياسية لبنانية.
وأكد أن حزب القوات اللبنانية لا يتأثر فى المواقف التى يتخذها بأية عوامل خارجية، وأن كافة الطروحات التى يقدمها تنطلق من وجهة نظر سيادية.. مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية تتبنى نفس الطرح القائم على سيادة لبنان، وأنه بلد حر ويجب أن يظل محايدا وينأى بنفسه عن كافة الصراعات، وأن أى دولة أخرى إلى جانب المملكة تتبنى ذات الطرح الذى يحترم السيادة اللبنانية، مرحب بها إذا كانت تتخذ نفس الموقف.
وأكد أن حزب القوات اللبنانية حريص ويقف فى موضع المدافع عن التوازن بين مؤسسات الحكم وصلاحيات سلطات الدولة الثلاث (رئاسات الجمهورية والحكومة ومجلس النواب)، مشددا على أن الاتهام القائل بأن "القوات" يريد تقليص صلاحيات الرئيس ميشال عون، هو أمر غير صحيح وليس له معنى، لأن الحزب ضد التعدى على صلاحيات أى سلطة.
ومن جانبه، نفى النائب إبراهيم كنعان عضو مجلس النواب عن تكتل لبنان القوى صحة القول أن تشكيل الحكومة يتوقف على لقاء رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى بوزير الخارجية جبران باسيل رئيس التيار الوطنى الحر.. مشيرا إلى أن لقاءات ثنائية عديدة أجريت بين الجانبين، وأن باسيل قال "إنه موجود عندما يطلبه الحريرى فى أى وقت".
وأضاف أن التسوية السياسية التى أدت إلى انتخاب الرئيس عون وإجراء الانتخابات النيابية الأخيرة وغيرها من الإنجازات السياسية، أوجدت الاستقرار الذى يعيشه لبنان فى ظل محيط إقليمى شديد الاضطراب، وأن تلك التسوية يحرص عليها سعد الحريري.
وأشار إلى أن أمر تشكيل الحكومة أصبح الآن بيد الحريري، الذى استمع وتحاور مع كل الأطراف والقوى والتيارات والأحزاب السياسية ومطالبهم فى الحكومة، ويستطيع أن يتقدم بالتشكيل الذى يراه مناسبا إلى رئيس الجمهورية.
ولفت إلى أن نتائج الانتخابات النيابية والأرقام التى أفرزتها واضحة فى شأن أحجام الكتل النيابية، وأنه على الجميع أن يخرج من فرضية أنه يستطيع وحده تغيير الكون.. مؤكدا أن قضية الحكومة فى لبنان أبعد بكثير من حسابات الحقائب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة