أكاذيب قناة الجزيرة القطرية عرض مستمر، لبث سمومها بالهجوم على مصر ومؤسساتها الأمنية من خلال أفلامها الوثائقية المشبوهة، وآخرها فيلم زعمت فيه وجود بلطجية بالشارع المصرى وأن هناك غيابًا أمنيًا، وغررت بشاب مطارد أمنيًا ظهر بالفيديو ملثما مستغلة ظروفه الاقتصادية، وقامت الجزيرة باستخدام الخدع الصوتية لتغيير نبرة الصوت وربما كان هذا الاتفاق مع الشاب لإقناعه بالظهور مع الحفاظ على عدم تحديده من قبل الأجهزة الأمنية أو التعرف عليه .
وتحدث الشاب بالفيديو قائلاً إنه مسجل خطر سبق القبض عليه فى قضايا بلطجة واستعراض قوة وفرض سيطرة وسبق قضاؤه فترة عقوبة بالسجون مدة 7 سنوات وخرج من السجون ثم عاد بتهمة بلطجة جديدة قضى خلالها عقوبة السجن ثلاث سنوات .
وادعى الشاب -بعدما لمست أصابعه دولارات قناة الجزيرة- أنه ومجموعة من زملائه البلطجية يلجأ إليهم المواطنون لإعادة حقوقهم المسلوبة مقابل مبلغ مالى، مشيرًا إلى أن السبب هو الغياب الأمني، وأخذ الشاب يستعرض أمام كاميرا الجزيرة الأسلحة البيضاء التى بحيازته متباهيًا بعلامات المشاجرة التى طالت ذراعه .
الشاب الملثم بالفيديو المزعوم
وظهر بمقطع الفيديو عدة مشاهد ليست لها علاقة على الإطلاق بالهدف من رسالة الفيديو، وليست لها علاقة بمكان المنزل والمقهى الذى ظهر فيه الشاب، وإنما هى مشاهد "تمويه" لإيحاء المشاهد بأن المنزل والمقهى بتلك المنطقة على خلاف الحقيقة وهذا ما كشفته جولة "اليوم السابع" من الساعة الحادية عشر صباحًا حتى الساعة الثامنة مساءً أى على مدى ما يقرب من 10 ساعات متواصلة ما بين أسفل دائرى الوراق الذى ظهر كمشهد ضمن الفيلم أو كوبرى محور الضبعة الجديد الذى ظهر كمشهد .
وكان الخلاف حول مكان المنزل والمقهى أسفل كوبرى صفط اللبن، حيث كان واضحًا بقوة من مشاهد الفيديو ظهور تلك المنطقة بمعالم محددة، ومحلات تمكنا من الوصول إليها، وبالقرب من موقف الأتوبيس بصفط اللبن كان هناك حذر من البحث عن المنزل بعد علمنا من سكان المنطقة الذين كنا نعرض عليهم صور المنزل والمقهى والذين حذرونا من تواجد البلطجية وتجار المخدرات بتلك المنطقة والمطاردون من الحملات الأمنية اليومية على تلك المنطقة، واستوقف مشهد من الفيلم عرضناه على شاب بالمنطقة والذى أكد لنا أنه فى محيط قرية البدرشين بدائرة مركز كرداسة، خاصة أن بعض المشاهد التى ظهر فيها الشاب وبعض أصدقائه وأطفال بالشارع جميعها تؤكد أنها بجانب الطريق الدائرى من أسفل، ومع تشابه تلك المناطق من دائرى الوراق حتى دائرى المنيب ومنطقة الكنيسة وترسا وكفر غطاطى، وجزيرة بنى محمد بالوراق، إلا أننا لم نتمكن من الوصول لشاهد رؤية ليكشف لنا أين منزل الشاب والمقهى الذى ظهر بالفيديو .
وبعد هذه الرحلة تيقنا أن قناة الجزيرة خدعت هذا الشاب وغررت به بعدما لوحت له بحفنة دولارات لم يكن ليتحصل عليها إلا من نشاط إجرامي، أو سرقة، أو المشاركة في فيلم يصور في الخفاء، ولم يجرؤ هذا الشاب على الظهور في الشارع أو التصوير نظرًا للتواجد الأمني المكثف الذين قاموا باستيقافنا بأماكن متفرقة لدى محاولتنا تصوير اللقطات التي ظهرت بالفيديو تأكيدًا لوصولنا لهذه الأماكن.
من جانبه أكد اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق أن هناك تقنية حديثة وإحداثيات بصرية أو سمعية تمكن أجهزة الأمن من المكان والشخص ووقت تصوير الفيديو .
وأضاف اللواء محمد نور الدين لـ"اليوم السابع" أنه فى إطار حروب الجيل الرابع التى تروج للشائعات والأكاذيب بغرض زعزعة الثقة فى الأمن والنظام من منظور معادٍ، ونشر الطاقة السلبية بين المواطنين واليأس فى أى إصلاح والتشكيك فى قدرة الأجهزة الأمنية .
وأكد أن هناك فرض سيطرة للأجهزة الأمنية بجميع المحافظات، خاصة مع توجه وزير الداخلية اللواء محمود توفيق بالاهتمام بالشق الجنائى الشارع بجوار الشق السياسى، واضطلاع جهازى الأمن الوطنى والأمن العام بمواجهة أى سلبيات أو تجاوز بالشارع أو بحق المواطنين .
واختتم تصريحاته قائلا إن الأمن إحساس وشعور وليست مجرد إحصائيات والمواطن المصرى العادى حاليًا يشعر بالأمن والأمان، مع سرعة تجاوب البلاغات، وكشف غموض الحوادث المجهلة جنائيًا وسياسيًا .