البلاعة قاتلة الأطفال والكبار التى تهدد أرواح الجميع ممن يمروا بجورها يومياً بأنيابها المستعدة لالتهام من يخطئ وتخونه قدماه ولا يراها ويسقط داخلها، تهدد الجميع فى الشوارع بالقرى والنجوع والمدن المختلفة بالموت، يهرع إليها ليلاً اللصوص طمعاً فى بضعة مواد معدنية يجمعون منها الأموال، وصباحاً يسقط فيها الأطفال والكبار وتخطف أرواحهم من أهاليهم، إنها القاتلة التى تهدد خزائن شركة المياه بالمحافظات بالخسائر شهرياً لتكرار السرقات دون تخطيط لآلية حقيقية لحمايتها من السرقة مجدداً، إنها "بلاعات الصرف الصحى".
فيما يلى يرصد "اليوم السابع" عدد من أزمات بلاعات الصرف الصحى وسرقاتها اليومية فى مختلف محافظات مصر، وعدد من الوقائع القاتلة التى تسببت سرقة أغطية البلاعات فيها من سلب لأرواح الأطفال الكبار، وشكاوى الأهالى اليومية لحماية أبناؤهم بضرورة تحرك شركة المياه والصرف الصحى لحل تلك الأزمة بفكر جديد وبصورة نهائية لحل تلك الأزمات اليومية التى تحيط بالمواطنين:
فى محافظة الأقصر أطلقت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بقيادة اللواء محمد يحيى رئيس مجلس إدارة الشركة، حملة كبرى لمواجهة عصابات ولصوص بالوعات وأغطية غرف المجارى والصرف الصحى، والتى تتعرض للسرقات بصورة متكررة يومياً، حيث تعدت الإحصائيات خلال 3 شهور فقط أكثر من 110 بالوعة تمت سرقتها بمختلف أنحاء المحافظة، حيث يقول اللواء محمد يحيى رئيس مجلس إدارة الشركة بالأقصر، أنه تم التعاون مع الأهالى للوصول للمتهمين سارقى أغطية البالوعات المختلفة، بجانب التعاون القائم بالفعل مع مديرية أمن الأقصر بقيادة اللواء طارق علام، بهدف متابعة كاميرات المراقبة للتوصل للمتهمين بسرقة الأغطية والقبض عليهم لحماية حقوق المواطنين والحرص على حياتهم، بجانب الخسائر التى تقدر بملايين الجنيهات من تلك السرقات لتعويض أغطية بديلة للمسروقة.
وأضاف رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالأقصر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن شوارع الأقصر تتعرض منذ فترة لسرقة أغطية غرف ومطابق الصرف الصحى ومياه الشرب وزادت هذه الظاهرة السيئة خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث إن تلك الأفعال تؤدى لتعرض سلامة المواطنين للخطر وخاصة الأطفال وتؤدى غالباً للوفاة مباشرة فى حالة لم يكن هناك من يقوم بإنقاذ من يتعرض للسقوط فى غرف الصرف، وتؤدى لعدم وجود أغطية للصرف الصحى فى الشوارع إلى انتشار الأمراض والأوبئة بالإضافة لانتشار الباعوض والحشرات فى الأدوار الأرضية، وهذه الأمور تكلف الدولة والمواطن الكثير من الأموال والتى تهدر دون الاستفادة منها بسبب كثرة السرقات وبشكل متكرر والتى كانت من المفترض أن تنفق ضمن مشروعات الصرف الصحى والمياه لخدمة مناطق محرومة.
وخلال الحملة أعاد عدد من الأهالى واللصوص عدد من أغطية البلاعات بلغت حوالى 7 أغطية كانت مسروقة منذ فترة من بلاعات الصرف بشوارع المدينة، وقام رجال الشركة باعادتها لموقعها لحماية المواطنين من الخطر جراء البلاعات غير المغلقة منذ السرقات، حيث ناشد أبو النجا عرابى مدير إدارة الأقصر بشركة مياه الشرب والصرف الصحى، شباب مدينة الأقصر وكل من لديه كاميرات خاصة فى المحال التجارية أو المنازل، المساعدة فى ضبط سارقى أغطية غرف المجارى والصرف الصحى والمياه بشوارع مدينة الأقصر، وذلك عن طريق الإبلاغ الفورى وذلك لمساعدة رجال الشرطة ومساعدة شركة مياه وصرف الأقصر للتخلص من هذه المشكلة، مؤكداً على أن عدد سرقات الأغطية بمدينة الأقصر فقط تصل إلى ما يقرب من 40 غطاء شهرياً بحوالى 110 أغطية بالوعات صرف ومجارى ومياه خلال الـ3 شهور الماضية، وحوالى 500 غطاء خلال الأربع أعوام الماضية، وذلك يتطلب توريد أغطية مطابق الصرف الصحى، وحتى تصل الينا وبالمواصفات المطلوبة الكثير من الوقت وقد يتعدى خمسة أشهر وذلك لظروف عملية التصنيع والمواصفات والكمية والخامات، وغالباً ما تتم هذه العمليات قبل صلاة الفجر أو بعدها، وذلك من خلال الأفراد الذين يقومون بتجميع المخلفات والكراتين الفارغة عن طريق التروسيكلات وعربات الكارو .
ويقول وليد الإدفاوى مسئول إدارة التوعية بالشركة، أن المبادرات المجتمعية لاقت نجاح كبير بعد الاهتمام الإعلامى الضخم ونشر التقارير والصور والفيديوهات بالمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية، وهو ما ساعد فى اهتمام الأهالى بالأغطية التى أعادوها لإدارة مياه الأقصر، وذلك بعد إطلاق حملة كبرى مع كافة الجهات التنفيذية والشعبية وأهالى المحافظة للوصول إليهم فى الشوارع التى توجد فيها كثافة للبالوعات المخصصة للمياه والصرف الصحى والمجارى، وتم فيها سرقة الأغطية بصورة دائمة، لمتابعة كاميرات المراقبة الخاصة بهم للمساهمة فى سرعة التوصل للمتهمين وتقديمهم للعدالة ومعاقبتهم بصورة رادعة لجميع لصوص الأغطية.
وأضاف وليد الإدفاوى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن السرقات خلال الأربعة سنوات الماضية تعدت الـ500 غطاء مما كبد الشركة أموال بملايين الجنيهات لتصنيع وعمل أغطية جديدة وبمواصفات التى تمت سرقتها، قائلاً: "نناشد شباب الأقصر المحترمون بالتحرك ومساعدة الشركة من أجل الحفاظ على حياة الجميع، وترجو شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالأقصر المواطنين التعاون بالحفاظ على حياتهم وأرواح أطفالهم بالعمل جنباً إلى جنب مع الشركة ومع جهاز الشرطة فى الإبلاغ عن أى حالات سرقة أو تعدى على أغطية المطابق وغرف الصرف الصحى، ونرجوا التعاون وإرسال الفديوهات الخاصة بحالات سرقة أغطية المطابق للجهات الأمنية والإبلاغ الفورى عن هذه الحالات سواء للجهات الأمنية أو لمقر شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالأقصر والإدارات التابعة لها بجميع أنحاء المحافظة".
كما نجح رجال الشرطة بمديرية أمن الأقصر، فى القبض على 6 أشخاص كونوا عصابة تخصصت فى سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحى بمدينة أرمنت غربى المحافظة، حيث تلقى اللواء طارق علام إخطار من اللواء إبراهيم مبارك مدير إدارة البحث الجنائى، يفيد بتقدم زكى فاضل محمد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأرمنت، بسرقة بالوعات صرف بقرى الرياينة والرزيقات، فتم تحرير عن ذلك محضر رقم 6131 لسنة 2018 جنح أرمنت، وبتكثيف التحريات بمعرفة النقيب أحمد حسن رئيس مباحث أرمنت المناوب، والنقيب محمود عمر شنجر معاون المباحث، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة كل من "ص.ت.ر" 28 سنة و"ف.ع.ح" 19 سنة، و"ع.ع.م" 18 سنة، و"أ.ج.ع" 31 سنة، واثنين آخرين، وتبين من خلال التحقيقات أن المتهمين يسرقون البالوعات ويقومون ببيعها لـ"أ.ز.ا" مقيم بقرية الرياينة بأرمنت ويقوم بوضعها فى مخزن خاص به، فتم تحديد موقع المتهمين ومداهمته، وتم القبض على المتهمين الـ6 فى المخزن، وعثرت القوات على بالوعتين صرف صحى، وبمواجهتهم اعترفوا بإرتكاب الواقعة، فتم تحرير محضر ملحق للمحضر الأصلى.
وبمحافظة الشرقية فى مشهد حزين وقفت أم فى صفوف الأهالى تنتظر لحظة استخراج نجلتها "أية" من داخل بيارة رى سقطت فيها بقرية القضاة بكفر صقر، أملا فى استخراجها على قيد الحياة لكن القدر قال كلمته وتوفيت الطفلة نتيجة الإهمال وترك بيارة الرى بدون غطاء، حيث تلقى اللواء محمد والى، مدير المباحث الجنائية، إخطارا من الرائد أحمد سامى، رئيس مباحث كفر صقر، يفيد بلاغا من بعض الأهالى بقرية القضاة دائرة المركز، بسقوط طفلة ببيارة رى بالقرية.
وتبين من الفحص والتحريات الأولية، أثناء قدوم الطفلة "أية صلاح محمد" 11 سنة من قرية الأشقم مركز فاقوس، برفقة والدتها مساء أمس، لشراء بعض المتطلبات من قرية القضاة، وأثناء السير بأحد شوارع القرية، تركت الطفلة يد والدتها لتناول شربة مياه من مبرد مياه، وعلى بعد خطوات من مبرد المياه وفى طريقها إليه سقطت فى بيارة رى، يستخدمها المزارعون فى رى محاصيلهم الزراعية، وأفادت التحريات أن البيارة كانت مكشوفة منذ فترة لوجود كسر بها، وعدم تصليحه، وخاصة أن البيارة فى مكان يسير منه المارة ويترددون عليه بشكل يومى.
وتمكنت الأهالى من إستخراج الجثة التى ظلت لمدة تزيد عن 3 ساعات بالمياه، وخاصة أنه تم كسر المواسير لاستخراج الطفلة، التى خرجت جثة هامدة، وبالعرض على نيابة كفر صقر، قررت بمعرفة محمد العطوى، مدير النيابة، وبإشراف المستشار وليد جمال المحامى العام لنيابات شمال الشرقية، التصريح بالدفن لعدم وجود شبهة جنائية، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
وفى سياق متصل لقى طفل عمره 4 سنوات، منذ شهرين بمدينة العاشر من رمضان، بمجاورة الحى الثانى عشر، مصرعه غرقا، داخل بيارة صرف صحى مكشوفة، عندنا اصطحبته والدته شراء بعض المتطلبات من سوير ماركت، سقط من يدها، حيث إن أغلب بيارات الصرف الصحى بمدينة العاشر من رمضان بدون أغطية، بسبب قيام لصوص ممتخصصين فى سرقة أغطية بيارة الصرف الصحى .
وفى محافظة قنا رصدت كاميرا "اليوم السابع" وجود حالات أهمال نتيجة سرقة بلاعات الصرف الصحى بالقرب من محطة سكة حديد قطارات محافظة قنا، وبلغ عددهم 4 بلاعات صرف صحى تعرضت للسرقة، مما تسبب تهديد كبير للمواطنين المارين فى المنطقة، كما تسببت سرقة بلاعة مياه الشرب الموجودة أمام مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى إلى تعرضها للكسر نتيجة عملية السرقة الموجودة فى الطريق المؤدى لمنطقة الشئون وتسببت فى غرق الشارع بالكامل نتيجة كسر الماسورة.
وقال المهندس سيد ربيع رئيس مجلس شركة الصرف الصحى والمياه بقنا أن هناك حملات دورية ليلية لمنع سرقات بلاعات الصرف الصحى لكن لا يتم تغطية الكم الهائل من تلك البلاعات، وأن عمليات سرقة أغطية الصرف الصحى ومياه الشرب زادت هذه الظاهرة السيئة خلال الأشهر القليلة الماضية وتعرض سلامة المواطنين للخطر وخاصة الأطفال، مضيفآ أن تركيب كاميرات المراقبة الخاصة بالمحلات التجارية ساهم فى انخفاض معدل السرقة بوسط المدينة وفى الميادين العامة بالمحافظة، لكن هناك ذيادة فى معدل السرقان فى المراكز والقرى النائية، وتعتبر تلك الظاهرة تمثل خطورة على حياة المواطن وتؤرق المسئولين بسبب الخسائر لتوفير أغطية بديلة للبلاعات التى تتعرض للسرقة.
وفى محافظة القليوبية ناشد أهالى كفر عزب غنيم اللواء محمود عشماوى محافظ القليوبية، ورئيس الجهاز التنفيذى لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى بالقاهرة، بسرعة الانتهاء من أعمال الصرف الصحى بالمنطقة، متسائلون لماذا تأخر تسليم الصرف الصحى بكفر عزب غنيم الملحق على محطة الصرف الصحى بعزبتى الشيخة فاطمة وبقشو حتى الآن، مع أنه قارب على الانتهاء و لم يتم تسليمه حتى الآن فلماذا هذا البطء و لمصلحة من هذا التأخير.
وأكد الأهالى، أنهم تلقوا العديد من الوعود من المسؤولون بانتهاء المشروع فى 30-6-2018، لكنه كان وعدا مكذوبا، لكن على ما يبدو أن السبب هو الاعتماد المالى الذى لم يصل شركة المقاولين العرب الشركة المنفذة للمشروع وعملية فروق الأسعار نتيجة موجة الغلاء وارتفاع الأسعار فقامت الشركة المنفذة بوقف الأعمال لأكثر من أربعة أشهر، وحتى الآن متوقف رغم أن المشروع به عيوب كثيرة فى التنفيذ بلاعات بلا أغطية عمق أكثر من ثلاثة أمتار مليئة بالمياه، وبلاعات متهدمة وتعرض المارة للهلاك وعدم انتهاء مقايسة محولات الكهرباء الخاصة بالمحطة نتيجة تعنت بعض المسؤولين بإدارة المشروعات بكهرباء طنطا مما تسبب فى تعطل العمل وتأخيره حتى اليوم.
وقال الأهالى فى شكواهم "الرشح أكل بيوتنا والمنازل ما عادت تتحمل ونخشى على أنفسنا، ويعرض أروح المواطنين بالقرية لخطر الموت وسقوط المنازل على أهالى كفر عزب غنيم وعزبتى الشيخة فاطمة وبقشو مركز كفر شكر القليوبية الملحق على محطة الصرف الصحى بعزبتى الشيخة فاطمة وبقشو حتى الآن" وأوضح الأهالى، أنه قارب على الانتهاء وانتهت الأعمال فيه بنسبة 90%، ولم يتم تسليمه حتى الآن فلماذا هذا البطء ولمصلحة من هذا التأخير، مطالبون بالإسراع فى إنهاء المشروع حتى يستفيد المواطنون بهذه القرى بهذه الخدمة الحيوية وإنقاذا لأرواحهم وممتلكاتهم.
وبدوره قال محمد صلاح، رئيس مركز ومدينة كفر شكر، إنه تم مخاطبة الشركة المنفذة للمشروع لسرعة تغطية بلاعات الصرف بالقرية للمرة الثالثة بعد تغطيها مرتين سابقتين، إلا أنه تم سرقة تلك الأغطية، وهو كا دفع الشركة والمجلس إلى استبدالها بإطارات السيارات القديمة، تلاشيا لأية مخاطر قد تنتج من عدم تغيطها، وأوضح رئيس مركز ومدينة كفر شكر، أنه سيتم الانتهاء منه قريبا نظرا لإدراجه ضمن الخطة الإستثمارية للعام المالى الجارى 2018-2019، ليبدأ العمل رسميا بعد توفير الاعتماد المالى اللازم لإنهاء المشروع.
وفى أسيوط أصبحت حوادث الغرق فى البلاعات المكشوفة ليست حديثة العهد بمواطنى أسيوط بعد تكرارها أكثر من مرة ودائما ما يكون الأطفال هم الضحايا وعلى مدار الأعوام السابقة وقعت أكثر من حادثة غرق أطفال فى بلاعات الصرف الصحى المكشوفة، إلا أن المسئولين بالمحافظة لا يتحركون الا بعد وقوع الكارثة، وبرغم النداءات المتكررة، وشكاوى الأهالى إلا أنه ما زالت الظاهرة موجودة وتتزايد بشكل كبير يومياً.
وكانت أشهر الوقائع منذذ عدة سنوات راح الطفل محمد صلاح ضحية البلاعات المفتوحة بعد سقوطة فى بلاعة الصرف الصحى بأحد المدارس الخاصة بأسيوط، وتلاها بعد ذلك العديد من الحواث على مدار ال5 سنوات الماضية، والطفلة جاسى جريس 4 سنوات مصرعها بعد سقوطها فى بالوعة صرف صحى مفتوحة بمركز الغنايم، وقال صالح محمود أحد أهالى مدينة أسيوط أن ظاهرة البالوعات المفتوحة بشوارع المراكز والقرى أصبح ظاهرة مأساوية وطرق علاجها خاطئ، حيث يقوم المسئولين بوضع بعض الطوب أو الأحجار حول البالوعة لحين استبدالها بأخرى مما يعرض الأطفال لخط الغرق والموت فى هذه البالوعات.
وقال عادل مهنى "طبيب" أحد الأهالى بمدينة أسيوط أن البالوعات المكشوفة لم يقتصر وجودها فقط على القرى والمراكز فمعظم شوارع اسيوط الرئيسة بها بالوعات صرف صحى مكشوفة وخاصة بحى شرق وغرب مدينة أسيوط وفى حى غرب تزداد هذه الظاهرة بشكل أكبر ، مطالبا أجهزة الأمن بضرورة وضع حد لسرقات أغطية البالوعات معتبرا سرقا الأغطية لا يقل خطرا عن القاتل لأنه يتسبب فى القتل العمد لأنه يدرك خطورة سرقة هذه البالوعات. فلابد أن يكون هناك محاسبة حقيقية للمسئولين تصل إلى السجن فى مثل هذه الوقائع حتى لا تتكرر، وطالب أحمد بدران "مدرس" بوضع كارثة سرقة البلاعات عين الاعتبار بالنسبة لأجهزة الدولة لأن الأمر ليس بالهين، ولا يقتصر على فكرة سرقة البالوعة بقدر ما يتعلق بأرواح المواطنين من الأطفال، والكبار وأن تتكاتف كل أجهزة الدولة فى التصدى لهذا الأمر.
وقال المهندس محمد صلاح رئيس شركة المياه والصرف الصحى بأسيوط والوادى الجديد، فى تصريح خاص لليوم السابع أن ظاهرة سرقة البالوعات واحدة من الظواهر التى انتشرت بشكل كبير بمحافظة أسيوط مؤخرا، وخاصة فى حى شرق وحى غرب بمدينة أسيوط وعدد من المراكز التى يتم تنفيذ مشروعات الصرف الصحى فيها حديثا. وهذا يكلف الدولة كثيرا، حيث إن ثمن الغطاء الواحد أكثر من 2500 جنيه بالإضافة إلى مصاريف التركيب فى الوقت الذى يتم سرقة أكثر من 100 غطاء بالوعة شهريا بما يكلف الدولة أكثر من 250 ألف جنيه.
وأوضح صلاح أن الصرف الصحى الموجود بالشوارع انواع منها شركات خطوط الصرف الصحى التى تعمل وهى مسئولية شركة مياه الشرب والصرف الصحى ، وصرف المساكن الشعبية ودور الشركة كسح المياه فقط ، وغرف تفتيش منزلية مسئولية أهالى المنازل والوحدات المحلية ، و شركة المياه تعمل جاهدة للحد من انتشار ظاهرة سرقات الأغطية ،وذلك من خلال التنسيق مع الجهات التنفيذية لنشر الوعى بين المواطنين بخطر هذه الظاهرة وسرعة الإبلاغ عن أى شخص يتم رؤيته يتركب مثل هذه الوقائع وذلك من خلال الخط الساخن 125 والذى يعمل على مدار 24 ساعة وأن الشركة ستتحرك على الفور بالتنسيق مع الجهات الأمنية لضبط مرتكبى الواقعة كما أن الشركة تحاول إستحداث طرق تثبيت تمنع السرقة ولكن المتخصصبن فى سرقة هذه البالوعات يمتلكون من الأدوات ما تمكنهم من سرقتها مهما كانت طريق تثبيتها .
وأوضح صلاح أن الشركة تكتشف سرقة 7 بالوعات يوميا على الأقل فى بعض الأيام بشكل يومى و نحو أكثر من 100 بالوعة شهريا من حى شرق ، وغرب فقط وتقوم على الفور شركة المياه باستبدال البالوعة التى تمت سرقتها بغطاء جديد حفاظا على أرواح المواطنين.
وفى دمياط شكا عدد من أبناء محافظة دمياط من تكرار سرقة اغطية بالوعات الصرف الصحى بالشوارع العمومية مما يعرض حياة المواطنين للخطر خاصة الأطفال، حيث قال محمد وهبة موظف، أن أغلب هذه السرقات تتم على أيدى جامعى الخردة الذين يتجولون بالشوارع ليلا ويقومون بسرقة هذه الأغطية وبيعها إلى تجار الحديد وأضاف أنه يجب ملاحقة هؤلاء الصبية من جامعى الخردة ومعاقبتهم لأن هذ الأغطية تعد من الممتلكات العامة للدولة وتخدم المنفعة العامة.
ومن جانبه قال المهندس محمد عسل رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بدمياط، أن محافظة دمياط من أقل المحافظات التى تتعرض لسرقة أغطية بالوعات الصرف الصحى نظرا لأنها محافظة حدودية ومحكومة أمنيا لأنها محافظة يحددها محافظة الدقهلية وبورسعيد ويوجد كمان مشتركة بين المحافظات تقف حائل أمام جامعى الخردة الذين يقومون بسرقة أغطية البالونات الظهر وصهرها وإعادة استخدمها فى أغراض أخرى.
وأضاف رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بدمياط فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن السرقة لا يتعدى 25 غطاء سنويا بتكلفة لا تصل إلى 50 ألف جنيه، مشيرا إلى أنه جارى حاليا تعميم استخدام أغطية GRCلمنع السرقة.
وفى محافظة السويس تواصلت وقائع الغرق فى بلاعات الصرف الصحى، حيث قررت النيابة العامة بالسويس بأشراف المحامى العام لنيابات السويس استدعاء مسئولين بشركة الصرف الصحى للاستماع إلى أقوالهم بالقضية رقم 3907 إدارى فيصل الخاصة بوفاة الطفلان سأندى محمد عبده الشعيرى 4 أعوام وعبد الرحمن محمد فوزى 6 أعوام غرقا فى بلاعة الصرف الصحى المكشوفة بمنطقة مساكن 24 أكتوبر بالسويس، واستمعت النيابة العامة خلال معاينتها لموقع غرق الطفلان إلى أقوال آسر الطفلان وأقوال سكان منطقة 24 أكتوبر الذين اكدوا ان مسئولى الشركة القابضة لمياه الصرف الصحى تركوا بلاعة الصرف مفتوحة دون غطا وأن الغطاء لم يسرق.
وكشف تقرير مفتش الصحة بالسويس الذى ضمته النيابة العامة أن الطفلان توفوا بسبب الغرق فى بلاعة الصرف وأنهم ظلوا ما يقرب من ساعتين داخل المياه الخاصة بالصرف الصحى، كما ضمت تحقيقات النيابة العامة تحريات مباحث مديرية أمن السويس أن بلاعة الصرف الصحى التى غرق داخلها الطفلان داخلها لم يسرق الغطاء الخاص بالبلاعة وأن السكان بالمنطقة السكنية أكدوا فى شهادتهم ان المسئولين عن الصرف الصحى خلال إجراء صيانة للبلاعة تركوها مفتوحة من أجل التهوية كما قالوا.
وقال على قدري، أحد سكان منطقة 24 أكتوبر، أن ما حدث جريمة مسئول عنها الجميع بالجهاز التنفيذى للمحافظة ومن بينهم المحافظ وأيضا مسئولى الشركة القابضة للصرف الصحى الذين يتركون البلاعات مفتوحة فى الشوارع ويقط داخلها الأطفال، وقد شاهدت النيابة العامة خلال المعاينه كيف أن مسئولى شركة الصرف الصحى هم من تركوا البلاعة مفتوحة لساعات طويلة، مما تسبب فى حدوث لكارثة التى حدثت وسقط الطفلان فى ظلام الليل داخل البلاعة الموجودة بغير علامات إرشاديه أنها مفتوحة.
البداية كما تؤكد تحقيقات النيابة بالقضية وتحريات المباحث، أن الطفلين خرجوا من منزلهم الذى يقع امام بلوعة الصرف الصحى وأنهم سقطوا داخلها وتصور أسرهم لساعات انهم تائهين ثم اكتشفوا وجود الأطفال بالبلاعة الخاصة بالصرف الصحى، من جانبه، قرر اللواء أحمد حامد محافظ السويس تشكيل لجنة برئاسة خالد سعداوى السكرتير العام المساعد للمحافظة وعضوية كل من مدير عام مديرية الإسكان والمرافق ورئيس حى فيصل ومديرا إدارة الأزمات ومدير الإدارة القانونية بالمحافظة ومدير الإدارات الهندسية بحى فيصل للتحقيق فى الحادث الذى أودى بحياة الطفلين ساندى محمد عبده وعبد الرحمن محمد فوزى بمدينة 24 أكتوبر بحى فيصل للوقوف على أسباب وملابسات الحادث والعرض الفورى والعاجل على المحافظ لاتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية .
وإن كان هذا هو الحال فى قرى ومحافظات ونجوع مصر التى تخضع لنظام المحليات، بكل ما تعانيه من قلة إمكانيات أو نقص عمالة، فانه ايضا لم تخلو المدن العمرانية الجديدة التى لها مجالس امناء مستقلة وميزانيات ضخمه، ولها سياسات أن يتم انتهاء كل شىء اول بأول كمدن جديدة.
فشهدت مدينة العاشر من رمضان، حالة من الاستياء بعد انتشار البلاعات المكشوفة فى كل مكان والتى باتت تحصد أرواح الأطفال الأبرياء، عقب حادثة راح ضحيتها طفل عمره 3 سنوات، وقام والده بدفن الطفل دون تحرير محضر أو الحصول على إذن من النيابة لدفنه، وتعرض للتحقيق بمقر نيابة العاشر، واستدعت النيابة ولى الأمر للتحقيق معه لقيامه بالدفن دون إذن، كما وجهت التهمة لجهاز مدينة العاشر بالإهمال.
بدأت القصة أول أيام العيد وتكتم الجميع عليها حين اصطحبت أم أصغر أطفالها ذو الثلاث سنوات فى يدها، متجهة نحو بائع الفول لجلب السحور، فإذا بطفلها يفلت من يديها ليجرى أمامها، وفى أقل من برهة يختفى طفلها وتسمع الأم صراخه وتتجه نحو الصوت، وفى اللحظة التى تكتشف فيها الأم سقوط ابنها فى بلاعة تصمت صرخات الطفل، فقد فارق الحياة غرقا.
المشهد ليس جزء من فيلم سينمائى، وإنما مشهد حقيقى بكل تفاصيله، عاصرته أم الطفل "كريم على محمد سعيد"، حين لقى طفلها ذو الثلاث سنوات مصرعه بسقوطه فى بالوعة صرف صحى دون غطاء فى الحى 12 بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، تجمع سكان الحى يحاولون استخراج الطفل، لكن عمق البالوعة يزيد عن 10 أو 12 مترا تنتهى بمياه صرف، ولصغر عمر الطفل وابتلاعه المياة فارق الحياة ، لكن أسرة الطفل لم تصدق وهرولت به إلى المستشفى الأقرب لها، وكانت الصدمة أن طبيب الطوارئ أخبرهم أن الطفل فارق الحياة نتيجة لامتلاء رئته بمياه الصرف، وقتها انتقل أحد أعضاء مجلس أمناء مدينة العاشر من رمضان، إلى والد الطفل لمساعدته فى مصيبته التى أفسدت فرحة العيد عليه وعلى أسرته، وفوجىء الأهالى بجهاز العاشرمن رمضان يقوم بإصلاح البلاعة وإغلاقها بالأسمنت، فى حين تركوا باقى البلاعات مكشوفة، أخذ الأب جثة ابنه وذهب بها إلى إمام المسجد ليغسلها ويكفنها، واصطحبه إلى بلدته الفيوم، ليدفنه فى مقابر الأسرة، الأب عاد إلى العاشر مقر عمله وقرر أن يفضح كل متواطىء فى ترك البلاعات مفتوحة دون غطاء، التى باتت تشكل شبحا يخطف الأطفال فى عز النهار.
سكان الحى الـ12، تضامنوا مع والد الطفل، وفتحوا ملف حوادث الأطفال جراء انتشار البلاعات غير المغطاة، وانتشار الكلاب الضالة وسط انعدام خدمات الإنارة للأعمدة، متسائلين: "هل يتم تسليم الأراضى البيوت للسكان دون الانتهاء من كافة الخدمات الحيوية للمنطقة وسكانها"، وأوضح الأهالى، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن البلاعات المفتوحة هى الأكثر خطرا، فمنهم من يتم إنقاذه ومنهم من ينجو بعد السقوط، قائلين " الكلاب والبلاعات شبح يخطف أطفالنا"، مطالبين جهاز العاشر من رمضان بضرورة التدخل الفورى، ومتابعة "مقاولين الباطن" الذين يأخذون أعمال الصرف فى الأحياء، فهم يبنون البلاعة ويتركونها بلا غطاء أو حتى لافته تحذير للمواطنين.
"اليوم السابع" تجول داخل مدينة العاشرمن رمضان ولم يكن صعبا التقاط صورا فى كثير من أحياء المدينة بدءا من المجاورة الأولى وصولا للحى الـ15، ففى كل حى بلاعة أو اثنين أو ربما أكثر. هناك بلاعات بالقرب من ممرات العمارات السكنية، وأخرى بالقرب من مدارس وثالثة بالقرب من نوادى، لكنها جميعا تشترك فى صفة واحدة "خطورة ترك بلاعات مفتوحة تحصد أرواح أبرياء"، التى هى مسئولية كافة الأجهزة التنفيذية فى مدينة العاشر من رمضان .
وفى الإسكندرية على الرغم من الإجراءات التى اتخذتها الجهات المعنية لرفع كفاءة شبكة الصرف الصحى بالاسكندرية، إلا أن هناك مشكلة مازالت تواجه الشبكة خاصة فى الأماكن المتطرفة و النائية من المحافظة ، مثل ظاهرة سرقة أغطية البلاعات نظرا لأنها مصنوعة من الحديد ويتم بيعها "خردة "، حيث تعانى منطقة توشكى و مرغم التابعة لحى العامرية أول ، فهى تعانى من مشاكل كبرى فى الصرف الصحى ، حيث تنتشر بالوعات الصرف المفتوحة ، و الصرف " على السايح" فى الشوارع مما يؤدى إلى إنتشار الامراض و الروائح الكريهه و يسبب معاناة لاهالى المنطقة.
فيما مازالت منطقة مرغم تتعرض للغرق ، فى كل مرة تتعرض فيها الاسكندرية لهطول الامطار ، خاصة أسفل كوبرى مرغم ، و يتسبب فى شلل للحالة المرورية بمنطقة غرب الاسكندرية، ويشكى أهالى منطقة عزبة "على مرغم" بمحافظة الإسكندرية؛ ضعف جميع أنواع الخدمات والمرافق من صرف صحى، وإنارة، ووحدات صحية، وضعف شبكة الطرق ، وكذلك أهالى مساكن زاوية عبد القادر "المنطقة الخامسة" المعروفة شعبيا بإسم " توشكى "، حيث أطلق عليها هذا الإسم نظرا لبعدها عن كافة المرافق والخدمات و تواجدها فى منطقة جبلية.
من جانبة قال اللواء محمود نافع رئيس شركة الصرف الصحى بالاسكندرية ، أن الشركة قامت بوضع خطة لاستبدال كافة أغطية بلاعات الصرف الصحى بالشوارع من الغطاء الحالى المصنوع من مادة الزهر إلى غطاء آخر مصنوع من مادة بلاستيكية، لا تمثل قيمة مالية عند بيعها، وتم شراء تلك الأغطية بنحو 3 ملايين جنيه.
كما أكد على استعداد الشركة لمواجهه فصل الشتاء القادم من خلال تطهير المطابق، وتطهير ورفع كفاءة بيارة المحطات و الطلمبات ، حيث بدأت الشركة بخطة لتطهير كافة شنايش الأمطار لمدة 90 يوما بداية من شهر أغسطس الجارى، حيث تشمل المحافظة على 131 ألف شنيشة ، وتغطية مطابق الصرف الصحى و الشنايش.
وفى الغربية شهدت المحافظة خلال الفترة الماضية انتشار جرائم سرقة أغطية بلاعات الصرف الصحى، فى مشهد يتكرر بصفة يومية، حيث يقوم جامعى الخردة بسرقة الأغطية المصنوعة من الزهر والذى يصل سعره لـ1500جنيه وبيعه لتجار الخردة بثمن بخس لشراء المخدرات، وهو ما يعرض حياة المواطنين للخطر خشية سقوطهم وأطفالهم فيها، ويلجأ المواطنين لوضع إطارات الكاوتش وجذوع الأشجار والصناديق الخشبية عليها للفت الانتباه خشية السقوط فيها.
فى ذات السياق تقوم شركة مياه الشرب بتحرير بلاغات إثبات حالة بأقسام الشرطة، لتتحرك أجهزة الأمن لكشف غموض تلك الوقائع وضبط مرتكبيها، من جانبه قال المهندس عادل عطية رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالغربية، أن المحافظة يوجد بها أكثر من 2مليون غطاء بلوعات مصنوع من الزهر، وأن الشركة تتلقى يوميا بلاغات بسرقة أغطية البلوعات حيث أنها مصنوعة من الزهر ويصل سعره لـ1500جنيها.
وأكد أن الشركة تتكبد خسائر فادحة سنويا نتيجة سرقة الأغطية، دون معرفة مرتكبيها حتى الأن، موضحا أن الشركة تقوم بتركيب أغطية من مادة "GRP" وهى من الألياف الزجاجية والتى تتحمل الضغط والحمولات الكبيرة بالشوارع الرئيسية والمناطق التى تتعرض لسرقة الأغطية، لمواجهة عمليات سرقة أغطية البلوعات المصنوعة من الزهر، مناشدا اللواء طارق حسونة مدير امن الغربية، واللواء السعيد شكرى مدير المباحث الجنائية، بتكثيف الجهود الأمنية لضبط لصوص سرقة الاغطية.
قتيلى بلاعة صرف صحى بالسويس
جانب من ازمة بلاعات الصرف الصحى
محافظات مصر تعانى من أزمة بلاعات الصرف الصحى
بلاعات الصرف الصحى عرض مستمر فى الكوارث بالمحافظات
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم
براعة طرح المشكلة وعجز في سرد الحلول
براعة طرح المشكلة وعجز في سرد الحلول