تحت لفح الشمس يجلس باسط كتبه على الرصيف التى تداعب أنظار المارة وهواة القراءة بعناوينها وأنواعها المختلفة، إنه عم أسامة، صاحب أشهر فرش للكتب بالزقازيق، الذى قال: "الكتاب حولنى من بائع خردة إلى مثقف أقرأ لكبار كتاب مصر، وأمنيتى الوحيدة امتلاك كشك للكتب".
عند كوبرى الرى بمدينة الزقازيق، يفرش عم أسامة منذ سنوات، يقصده الجميع من مختلف المراحل العمرية من الطلاب والموظفين بحثا عن الكتب، التقاه اليوم السابع للتعرف على قصته.
ويقول عم أسامة 46 عاما: "بدأت منذ كنت طفلا فى تجارة بيع الخردة، بكسب وكنت كتير جدا والعيشة حلوة، وقبل 10 سنوات بدأت فى تجارة جمع الكتب القديمة والحمد لله مكسبها كويس، وخلال فحصى للكتب بدأت أقرها وأشعر بانجاذب شديد للقراءة، بالرغم من أننى لم أكمل تعليمى وحصلت فقط على الشهادة الابتدائية، ومكسبها أقل من الخردة، لكن من هذه اللحظة قررت الاستمرار فى المهنة وترك الخردة".
وأضاف أسامة: "من هنا بدأت قصة عشقى للكتب، بدأت أجمع وأبحث عن الكتب القيمة والتاريخية والروايات، وحولت التروسيكل إلى مكتبة منتقلة، أفرشها وأجلس بساعات تحت لفح الشمس لا أشعر بشىء من فرط اللذة من القراءة بالأخص كتب التاريخ والتنمية البشرية، وكنت أوفر للزبائن الكتب الخارجية المستعملة للطلاب، والكتب المختلفة، بدأت فى مشروع كشك للكتب ولكن فشل بسبب ظروف اجتماعية ومادية وقتها".
وأكمل عم أسامة: "استقر بى الحال قبل 3 سنوات هنا عند كوبرى الرى، أجلس بجوار فرش الكتب أمارس هوايتى القراءة التى تستغرق بالساعات، وأتعلم من المثقفين والزبائن".
وحول انصرف الشباب للإنترنت كطريق أسهل للمعرفة، أكد أن الشباب ما زالوا هم الجزء الأكبر من الزئابن، وأن الإنترنت خدمة القراءة، فأصبح الشباب يتابع عبر الإنترنت أحدث الإصدارات والذى فى نوع معين من الكتب ويأتى إلينا بحثا عنها لشرائها، مضيفا أن كتب التنمية البشرية والروايات هى من الأكثر الأنواع التى تجذب القراء، وكذلك كتب أحمد خالد توفيق فى الشهور الأخيرة بعد وفاته.
واختتم عم أسامة حديثة قائلا: أشعر بالراحة الشديدة مع الكتب، وليس لى أمنيات أو مطالب سوى امتلاك كشك لعرض الكتب"، مناشدا الجهات المختصة بمساعدته فى قرار تخصيص لكشك لعرض الكتب.