على مدار أدوار الانعقاد الثلاث من عمر المجلس النيابى "5 سنوات"، وقف رئيس البرلمان الدكتور على عبد العال، بالمرصاد ضد المؤامرات والمحاولات الحثيثة التى تُحاك ضد مجلس النواب، سعياً لهدمه كأحد المؤسسات الرئيسية فى الدولة، حيث تعامل بحسم وحزم فى مواجهتها بدءاً من الرد القاطع على كل المشككين فى انجازات المجلس ومرددى الشائعات وحتى التعامل مع كافة المنظمات المشبوهة التى سعت لاستهداف أعضائه، وصولاً إلى الجزاءات اللائحية ضد الأعضاء المخالفين لقراراته بشأن الحفاظ على المؤسسة النيابية ومنها الإحالة إلى لجنة القيم.
قضايا خطيرة، تعامل معها الدكتور على عبد العال بالحكمة تارة، والحزم تارة أخرى، للحفاظ على الكيان المؤسسى من محاولات هدمه وإن أفصح عن بعضها أثناء انعقاد الجلسات البرلمانية ومنها استقطاب المراكز المشبوهة النواب لتدريبهم على تجريح المؤسسة التشريعية والإضرار بالأمن القومى، وأيضا محاولات القنوات المعادية للدولة استضافة أعضاء المجلس،بالإضافة إلى الشائعات والمعلومات غير الصحيحة التى تثار عبر وسائل التواصل الإجتماعى، والحملات الإعلامية التى استهدفت المجلس - على حد قوله.
لكن ما تزال فى جعبة "عبد العال" الكثير من الأسرار عن تفاصيل هذه المؤامرات وكيف تصدى لها، لكنه فضل عدم الافصاح عنها على أن يتناولها تفصيلاً فى المذكرات التى سيعكف على كتابتها بقوله: "سأكتب مذكراتى وسأبين كيف أنقذت المجلس من المكائد التى تُحاك، وكيف أحبطها، ولن أفصح عنها الآن، وستكون شاهدا للتاريخ، وأنا أتكلم كمسئول ورئيس مجلس، وليس كل ما يعرف يقال والمجلس ممكن يبقى فى صفحات الجرائد بالعناوين الحمراء كل يوم، لو شارك فى هدم الوطن، ولكنه يفوت على الأعداء تنفيذ مخططاتهم وساهم بقوة فى استكمال مسيرة بناء الوطن".
لم تكن هذه المكائد بالأمر الهين إلا أن رئيس المجلس لم يبخل بجهده ووقته من أجل مواجهتها، وتنازل عن حقوقه الشخصية مقابل حفظ البرلمان وبنيانه، حسبما أكد أثناء حديثة خلال الجلسات العامة، موجهًا رسالة حاسمة لكل المتربصين مفادها "لن أفرط أبدا فى حفظ كرامة البرلمان..لقد تحملت مالا يتحمله بشر من أجل هذا المجلس واستمراره، والوصول به إلى بر الأمان، وتحملت فى سبيل هذا ضغط عصبى ونفسى واقتصادى كبير فى إدارة المجلس".
عدم الوقوع فى فخ بعض المراكز المشبوهة والانسياق ورائها بالسفر لحضور فاعليتها كانت أحد القضايا الهامة التى تصدى لها رئيس البرلمان بشكل حاسم معتبراً إياها أحد محاولات إسقاط المجلس، وحذر النواب مراراً وتكراراً من التحاقهم للتدريب فى بعض المراكز على انتقاد السياسة المالية للدولة، وتجريح المؤسسة التشريعية، والإضرار بالأمن القومى.
ومنذ الدور الأول للانعقاد فى (2016) كشف عن الخيوط الأولى لمحاولات هدم الدولة لتحذير النواب من الوقوع فى شراكها، بتأكيده أن هناك حملة ممنهجة فى الخارج يساعدها للأسف البعض فى الداخل لهدم المؤسسات الدستورية، وأن نقد المجلس أمر مقبول، لكن أن يتم الانتقاد فى إطار هدم المؤسسة التشريعية فهذا أمر فى منتهى الخطورة، قائلاً: البعض يرفض كلامى ويقول إن هذا يأتى فى إطار منع حرية الرأى، لكننى أؤكد أن حرية الرأى يجب أن تكون مسئولة، والتجريح والسب والإضرار بمصالح الدولة العليا لا يدخل ضمن حرية الرأى، وأن التجريح فى السياسة النقدية للبلاد، فى ظرف حرج وتناول المؤسسة التشريعية بالإهانة، لا يدخل فى إطار الحرية المسئولة، وأضاف أن المسؤولية للنائب مضاعفة لأنه ممثلًا للأمة ويجب أن يكون كلامه مسئولاً.
لم تنته المؤامرات المٌحاكاة ضد المجلس من هذه الزاوية، ففى دور الانعقاد الثالث وتحديداً فى 15 مايو 2018، كشف الدكتور على عبد العال، عن محاولة جديدة لإسقاط المجلس جرت وقائعها منذ 10 أيام فى إطار المحاولات المستمرة والمستميتة لتقويض المجلس وإسقاطه، حيث قال إن النائب نفسه الذى أسقط المجلس عضويته سابقا، لجأ لبعض النواب وسهّل سفرهم لإحدى الدول الأوروبية، متابعًا: "هناك محاولات مستميتة لإسقاط المجلس، وكانت هناك محاولة منذ 10 أيام".
وأعلن رئيس البرلمان، قراره بإحالة بالنواب المستجيبين للنائب المُسقطة عضويته والسفر معه للخارج بدون موافقة المجلس، إلى هيئة المكتب، للتحقيق معهم فى الواقعة، متابعا: "مش معقول اللى بيحصل، ما زال هذا النائب المُسقطة عضويته يتبع نفس النهج، ولن أتنازل أبدا عن حفظ كرامة المجلس".
وسبقها تحذيرات رئيس المجلس للنواب فى ذات دور الانعقاد مما وصفها بالسفريات المشبوهة قائلاً: "هذا الموضوع يطل برأسه من وقت لآخر والهدف منه النيل من هذا المجلس، خاصة أن هذه السفريات المشبوهة ما زال يقوم بها شخص معين من وقت لآخر، قد تتضمن بعض الإجراءات، ولكنها تخفى الكثير من الآثار السلبية على هذا المجلس أرجو أن تراعوا ذلك، وأن هناك قرار من هذا المجلس مفاده بأن كل السفريات لا بد من الموافقة عليها.
وتابع رئيس مجلس النواب حديثة لـ"النواب": فوجئت بأن ذات الشخص وذات الجمعية يلتفوا بطريق وأخرى على بعض الأعضاء كما ذكرت، ولكنى أعلم جيدا أنكم تتمتعون بقوة أجهضت كل المخططات التى كانت تهدف للنيل من المجلس وستواجهون هذه المحاولات أيضا وعليكم أن تستمروا فى مواجهة هذه المحاولات وإجهاضها.
قضية أخرى لا تقل خطورة عن سابقيها، حذر منها رئيس مجلس النواب د. على عبد العال، أثناء انعقاد المجلس النيابى، تتمثل فى المكائد التى تمارسها القنوات التابعة للجماعة الإرهابية والتى تبث من قطر وتركيا، للإيقاع بأعضاء مجلس النواب ودفعهم لإجراء مداخلات هاتفية دون علمهم بميول هذه القنوات، حيث طالب أعضاء البرلمان بالتدقيق فى المكالمات التى يتلقونها بشأن مداخلات أو الظهور على القنوات التليفزيونية، لاسيما أنه تلاحظ تواصل قنوات فضائية ذات توجهات معادية للدولة المصرية أو تقوم برعايتها جماعه ارهابية، مع النواب، وأحيانا يتم ذلك بدون علم من النائب بحقيقة القناه يتواصل معها.
وقال عبد العال، إن بعض هذه القنوات تقوم باستخدام مداخلات النواب للتأثير سلباً على علاقات مصر الإقليمة والدولية، نظرًا لما يتمتع به أعضاء مجلس النواب، من صفة رسمية، متابعاً: أردت أن أضع الأمر تحت بصركم، فليس من المقبول أن يتواصل أعضاء برلمان 30 يونيو ويتفاعلون مع القنوات المشبوهة.. فأرجو التدقيق فى القنوات التى تقوم بالاتصال بكم، والحرص كل الحرص فى التعامل بما يحفظ التوجهات المصرية".
وتابع رئيس مجلس النواب حديثة قائلاً: تتواصل هذه القنوات معكم، دون علم إطلاقًا من قبلكم بحقيقتها، فأحيانًا يدعون أنهم يتصلون من قناة مصرية، ثم تفاجئون أنكم تظهرون بالصوت والصورة فى قناة أخرى، أرجو التدقيق، فالأمر بحاجة إلى إعادة النظر".
وصاحب هذه المحاولات لاستغلال الصفة النيابية لأعضاء المجلس فى الظهور الإعلامى على القنوات المعادية للدولة، شكل أخر من الاستهداف الإعلامى، كشف عنها الدكتور على عبد العال، بتأكيده أن المجلس كان مستهدف بحملات إعلامية مكثفة هدفها هدم المؤسسة التشريعية وفقا لطبيعة الأدوار فى المراحل الانتقالية.
وأكد رئيس البرلمان، فى معرض حديثة، أن قوة أعضاء المجلس تماسكهم كان السبب الرئيسى فى إحباط تلك الحملات، قائلاً: "أنتم الأبطال كنتم مرابطين مثابرين تعرضتم للضغط من وقت لآخر بقوة ثابتة ووحدة قوية أغلبية ومعارضة، كنتم وجها مشرفا للديمقراطية، أثبتم بأدائكم الراقى أن الحوار يجب أن يكون حوارا موضوعيا للوصول للأفضل وبلوغ أنسب الحلول".
وأوضح عبد العال، أنه فى يوم 10 يناير 2016 مع أولى جلسات مجلس النواب كانت عضوية مصر مجمدة فى الكثير من المنظمات الدولية، إلا أن البرلمان نجح فى إعادة عضوية مصر إلى البرلمان الدولى أو الأفريقى والمشاركة بفاعلية فى فعالياتهم.
وتابع عبد العال: "كنا معرضين للقصف من كل الاتجاهات وهو ما أدى إلى عدم الظهور الإعلامى لدور هذا المجلس، وفى العالم كله يكون الهجوم من الإعلام يوجه دائما للمجلس النيابى وليس الحكومة، لأنه هز أى دولة من الناحية السياسية فى هز مؤسساتها التشريعية، فهدم المجلس النيابى يؤدى إلى هدم الدولة".
"الشائعات" أحد أضلاع المُخطط الساعى لهدم مجلس النواب، وانهالت عليه من كل صوب ودرب، على مدار أدار الانعقاد الثلاث، بعضها طالت رئيسيه وأعضاءه، والبعض الأخر طالب القوانين الصادره عنه، إلا أن المجلس وقياداته تصدى لها بكل حسم من خلال الرد على كافة ما يثار، حتى أن المجلس قام بتعيين متحدث إعلامى باسمه فى ضوء محاولات النواب المستمرة للرد على الشائعات المستمرة ضد المجلس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة