لم تبحث "أم يمنى" عن مهنة معتادة تنتظر منها مصدر دخل كل آخر شهر، ولكنها قررت الاعتماد على إحدى مميزاتها كربة منزل لديها كتالوج كامل فى الأعمال المنزلية والتنسيق، بجانب نشأتها فى محافظة الدقهلية وهو ما أتاح لها العمل كمتخصصة فرش شقق العرائس، وهى المهنة الشعبية التى استحدثتها بعض ربات البيوت فى السنوات الـ10 الأخيرة.
أرادت الأم الثلاثينية استثمار موهبتها فى تنسيق منزلها خاصة النيش والدواليب فى أن تصبح من أفضل الأسماء المطروحة فى محافظة الدقهلية عندما تبحث العروسة عن شخص يقوم بتلك المهام بدلا منها، توفيرا للوقت والمجهود، فتحكى "أم يمنى" لـ"اليوم السابع"، بدايتها مع تلك المهنة قائلة: "من بداية جوازى وأنا بحب أغير فى البيت وتنسيقه، وصحابى وقرايبى شجعونى أشتغل فى رص عفش العرايس"، حيث بدأت أم يمنى فى تلك المهنة منذ 4 سنوات عندما ساعدت أخت أقرب أصدقائها فى رص عفشها بطريقة مختلفة، وهو ما نال إعجاب كل من زارها وشجعوها على امتهان ذلك الأمر وأن يكون مصدر دخل لها.
وبالفعل بدأت أم يمنى فى رص عفش العرائس المقربين لها من الأهل والأصدقاء حتى ذاع صيتها فى المحافظة بالكامل، بل والمحافظات الأخرى، "السرعة والأسعار الحنينة شعارى، والمهم العروسة تفرح بشقتها"، ذلك هو الشعار الذى ترفعه أم يمنى فى عملها، وكان له طيب الأثر لدى زبائنها.
يوم بالكامل هو الوقت الذى تحتاجه للانتهاء من فرش شقة بالكامل وتحتاج فى ذلك اثنين مساعدين من أهل العروسة لتعريفها بما لديهم ويريدون رصه فى الشقة، وتتحدث بثقة قائلة إن زبائنها يثقون فى ذوقها ثقة عمياء، ونادرا ما تتلقى تدخلا من إحدى أقارب العروسة أثناء الفرش.
كروت ملونة مطبوع عليها مهنتها ورقم تليفونها هى الوسيلة التى استخدمتها أم يمنى لتصل لزبائنها، حيث تقوم بتوزيع تلك الكروت على محلات مستلزمات العرائس كالمفروشات ومنتجات الزجاج، وهو ما جعلها تخصص تخفيضا للعرائس التى تأتيها من تلك المحلات.
أسعار تتراوح من 200 إلى 1000 جنيه هى ما خصصته أم يمنى نظير عملها، ويعتبر ذلك معدل متوسط بالنسبة لما يحصل عليه الكثير من العاملين فى نفس مجالها، مؤكدة أنها دائما ما تراعى الحالة المادية للعروسة، حيث رفضت الحصول على أجر نظير فرشها للشقة أكثر من مرة عندما علمت مرور أهل العروسة بضائقة مالية.
مواقف عديدة تمر بها أم يمنى أثناء مهنتها تحمل فى تفاصيلها الكثير والكثير، حيث المشادات بين أهل العريس والعروسة وهو ما يفرض عليها أن تكون طرفا هادئا ويتوسط لحل الأمور وعبورها بسلام، وذكريات تملأها الفرحة تحفر فى ذهنها تمر بها خلال عملها، فمع كل شقة تفرشها تشعر وكأن هى العروس وتنال جانب من الفرحة التى تدخلها إلى قلب العروسة التى تسعد بجمال مكونات شقتها.
"بحلم احترف المهنة، والناس تعرف أنا بتعب أد إيه عشان أطور نفسى وأقدم كل جديد"، كلمات عبرت بها عن الحلم الذى يراودها باستمرار بأن تصبح محترفة لمهنة رص شقق العرائس وأن تتمكن من تعديل الصورة الذهنية لدى العامة عن تلك المهنة، بأنها ليست بالبسيطة، بل إنها تمثل مصدر دخل للكثير من ربات البيوت خاصة فى الأقاليم والمحافظات التى يغلب الطابع الريفى عليها.