استهل وفد البرلمان المصرى برئاسة الدكتور على عبد العال رئيس البرلمان زيارته الرسمية التى يقوم بها حالياً إلى قبرص، بلقاء ديميتريس سيلوريس رئيس مجلس النواب القبرصى، بمقر المجلس بالعاصمة نيقوسيا.
رئيس برلمان قبرص: مصر شريك استراتيجى ونسعى لزيادة استثماراتنا ونثمن جهودها لمحاربة الإرهاب
وخلال اللقاء، أكد رئيس البرلمان القبرصى على أن مصر شريك هام واستراتيجى لقبرص، وهو ما يفرض ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين، كما أن هناك العديد من القضايا والتحديات المشتركة التى تتطلب التنسيق والتعاون لمواجهتها، وأكد على دعوته لنواب برلمان قبرص لدعم مصر فى المحافل الدولية المختلفة.
وأشار إلى أن قبرص تسعى بالفعل إلى زيادة استثماراتها فى مصر، وأنه التقى مع رجال الأعمال والغرفة التجارية القبرصية لتنظيم مؤتمر خاص بشان العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية بين البلدين.
وثمن رئيس البرلمان القبرصى حرص القيادة السياسية المصرية على الإصلاح الاقتصادى والسياسى والاجتماعى، وكذا جهود الدولة المصرية فى هذا الشأن، وجهودها فى محاربة الإرهاب ومانتج عنها من استقرار وأمن يشهد به الجميع.
كما أشار رئيس برلمان قبرص، إلى أن لديه رؤية مختلفة عن تلك التى يتبناها الاتحاد الأوروبى تجاه الموضوعات المتعلقة بحقوق الإنسان، لافتا إلى ضرورة تفهم الظروف والأوضاع التى تمر بها المنطقة، والتأكيد على خصوصية كل مجتمع، مؤكدا على أن أمن الفرد وأمن الشعب يأتى فى مقدمة حقوق الإنسان، التى يجب أن تعمل من أجلها الحكومات.
عبد العال يطالب بتكثيف التعاون الثنائى فى مجال الطاقة والغاز الطبيعى
من جانبه، تقدم الدكتور عبد العال بالشكر إلى رئيس البرلمان القبرصى على دعوته الكريمة له، وحرصاً على نقل الصورة كاملة عن مصر لشركائها، واستعرض تشكيلة مجلس النواب الحالية وما تمثله من انعكاس وتمثيل لكافة أطياف المجتمع المصرى، وكافة أحزابه السياسية، وهو الأمر الذى رسخ له دستور 2014، وسعت القيادة السياسية إلى ضمان تطبيقه.
ونوه الدكتور عبد العال إلى أن مجلس النواب المصرى شريك أساسى لكل مؤسسات الدولة فى خطوات التنمية والإصلاح، وأن التشريعات والقوانين التى أصدرها مجلس النواب خلال العامين الماضيين مثل قانون التأمين الصحى وقانون الاستثمار وقانون بناء الكنائس وقانون الهجرة غير الشرعية، وغيرها من القوانين المهمة إنما جاءت لاستكمال عملية الإصلاح الاقتصادى والسياسى والاجتماعى فى مصر، الذى تبناه الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ بداية الفترة الرئاسية الأولى عام 2014، ويسعى لاستكماله وجنى ثماره خلال الفترة الرئاسية الثانية.
ودعا "عبد العال" الجانب القبرصى إلى توجيه المزيد من الاستثمارات إلى مصر للاستفادة من مناخ الاستقرار والتنمية الذى تشهده الدولة المصرية حالياً، وكذلك تكثيف التعاون الثنائى خاصة فى مجال الطاقة والغاز الطبيعى الذى يشهد طفرة هائلة تسعى مصر إلى تعظيم الاستفادة منها بما يخدم الاقتصاد والداخل المصرى.
عبد العال يؤكد رفض مصر للانتهاكات التركية فى المنطقة الاقتصادية بقبرص
وفيما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، أكد الدكتور عبد العال على تقارب الرؤى المصرية والقبرصية فى العديد من الموضوعات التى تهم الجانبين، وأن الموقف المصرى من القضية القبرصية ثابت ومعروف ويرتكز على ضرورة إيجاد حل يتفق عليه طرفا النزاع، وبشكل يفضى لإعادة توحيد الجزيرة دون وجود احتلال أو قوات أجنبية، وأن التسوية المنشودة يجب أن تكون فى إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وأكد على أن مصر ترفض الانتهاكات التركية فى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وتدعم الحقوق السياسية لقبرص فى استغلال ثرواتها الطبيعية المتواجدة بتلك المنطقة، وفقاً للاتفاقات الدولية والثنائية المرعية فى هذا الشأن.
ووصف الدكتور عبد العال، رئيس مجلس النواب، اللقاء الذى جمعه برئيس مجلس النواب القبرصى بأنه كان فرصة عظيمة لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين التى تجمعهم قوائم حضارية وإنسانية وحوض البحر الأبيض المتوسط الذى نسعى إلى تحويله إلى "حوض للمحبة".
وأضاف "عبد العال"، أن اللقاء شهد ترحيب كبير من الجانب القبرصى بوفد البرلمان المصرى، قائلا: "إننا كبرلمانيين ممثلين لشعوب البلدين المصرى والقبرصى نعمل على الانتقال إلى مزيد من التعاون العملى بين البلدين، وتم الاتفاق على تعزيز العلاقات المصرية القبرصية وتطويرها إلى مايفيد البلدين خلال الفترة القادمة".
وأكد رئيس مجلس النواب المصرى، على تقديم مصر الدعم الكامل لموقف الدولة القبرصية فى دفاعها عن أراضيها واستقلالها وتوحيد الجزيرة، وأيضا دعم الموقف القبرصى فى استنكار أى تدخل أجنبى فى شئونها، وبالأخص من الجانب التركى، وأيضا دعم الموقف القبرصى فى توحيد الجزيرة طبقا لقرار الأمم المتحدة.
كما أشار "عبد العال"، إلى دعم مصر لقبرص فى حقها فى استغلال مواردها الطبيعية بالبحر الأبيض المتوسط، ودعم موقف قبرص فى توحيد الجزيرة واستنكار أى تدخل أجنبى وبالأخص من الجانب التركى، ولفت إلى أنه تم الاتفاق بين الجانبين على مواصلة الحديث حول توحيد التبادل الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان، وأيضا مواصلة الدعم لكل القضايا التى تخص البلدين والتواصل بين البرلمانيين القبرصى والمصرى، وعرض القضية القبرصية أمام المحافل البرلمانية مثل جمعية البحر الأبيض المتوسط والبرلمان الدولى.
من جانبه، وجه رئيس البرلمان القبرصى ديميتريس سيلوريس، الشكر لوفد البرلمان المصرى على الموقف المصرى الثابت المؤيد للقضية القبرصية والمعارضة الدائمة ضد التدخل فى شئون قبرص الداخلية، وأيضا موقف مصر المؤيد لحق قبرص فى استغلال مواردها والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالبحر الأبيض المتوسط، وأيضا معارضة المحاولات التركية المستميتة فى وضع العراقيل أمام المصلحة القبرصية.
عبد العال يلتقى جمعية الصداقة البرلمانية القبرصية المصرية
وفى سياق آخر التقى الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، اليوم الإثنين، مع جمعية الصداقة البرلمانية القبرصية المصرية بالبرلمان القبرصى برئاسة رئيس لجنة الشئون الخارجية فى البرلمان القبرصى ووزير التجارة والسياحة السابق، فى إطار استكمال اللقاءات المُقرر لها خلال زيارته الرسمية إلى قبرص.
واستهل عبد العال، اللقاء بالإعراب عن سعادته بوجوده فى قبرص، ولقائه مع رئيس وأعضاء الجمعية، مشيدًا باعتزاز أعضاء الجمعية وتقديرهم وحبهم لمصر.
وأكد رئيس مجلس النواب على متانة العلاقات التاريخية وعلاقة الجوار فى منطقة المتوسط بين مصر وقبرص، الأمر الذى فرض على الجانبين العديد من التحديات المشتركة التى تطلبت رؤى وحلول مشتركة لهذه التحديات، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية طالما كانت داعمة للقضايا القبرصية، وأن البرلمان المصرى حريص على دعم القضايا القبرصية فى المحافل الدولية كافة.
ودعا رئيس مجلس النواب، أعضاء جمعية الصداقة البرلمانية القبرصية المصرية إلى القيام بدور فاعل فى تعزيز العلاقات بين مجلسى النواب فى البلدين استكمالًا لمسيرة التطور فى العلاقات الثنائية بين مصر وقبرص.
من جانبه أشاد رئيس جمعية الصداقة البرلمانية القبرصية المصرية بمشاعر المحبة والود بين الشعبين المصرى والقبرصى، والتى تمتد إلى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وعلاقته بالرئيس القبرصى مكاريوس، مؤكدًا أن البلدين بالفعل تواجهان تحديات مشتركة مثل الإرهاب، ما يتطلب المزيد من التعاون والتضافر بين الجانبين.
كما دعا إلى المزيد من التعاون فى مجال الطاقة، منوهًا إلى أنه وقت توليه حقيبة التجارة والسياحة بالحكومة القبرصية فقد وقع على اتفاقية بين البلدين بشأن الاستغلال المشترك للطاقة.
وأشار النائب القبرصى إلى أن قبرص طالما كانت سفيرًا لمصر داخل الاتحاد الأوروبى، وتسعى إلى أن يتفهم الأوروبيون الأوضاع الداخلية والتحديات والمواقف المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة