قال السفير الصينى بالقاهرة، سونج أيقوه إن شهر سبتمبر الجارى يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للعلاقات المصرية الصينية، مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الصين للمرة الخامسة، للمشاركة فى قمة بكين لمنتدى التعاون الصينى الإفريقى.
وأضاف فى مؤتمر صحفى حول نتائج قمة بكين لمنتدى التعاون الصينى الإفريقى أن زيارة الرئيس السيسى إلى بكين فى مستهل هذا الشهر تعد الخامسة موضحا أنها تأتى فى وقت مهم للغاية فى تاريخ العلاقات بين البلدين لاسيما وإن كلا من الرئيس المصرى والصينى بدأ فترة رئاستهما الثانية، بعد نجاحهما فى الانتخابات الرئاسية.
وأكد أن هذه الزيارة ستفتح آفاق جديدة للتعاون الصينى المصرى، مشيرا إلى أن الزيارة كان لها نتائج مثمرة فى مجالات مختلفة، حيث التقى الرئيسان وبحثا العلاقات الثنائية ليستكملان بذلك لقاتهما الثنائية التى تمنح زخما كبيرا للعلاقات.
وشدد على أن الرئيس الصينى ورئيس مجلس الوزراء عقدا لقاءات ثنائية مع الرئيس السيسى الذى يحظى بمكانة مميزة بالنسبة للجانب الصينى، وأبدا جميع الأطراف رغبتهما الحقيقية فى تعزيز التواصل والبناء على متانة العلاقات.
وأشار إلى وضع الرئيس الصينى لإكليل زهور وذهابه إلى الأكاديمية المركزية للحزب الشيوعى.
قال السفير الصينى بالقاهرة، سونج أيقوه إن الرئيس الصينى أعرب عن اهتمامه لتطوير العلاقات الثنائية مع القاهرة مشيدا بجهود السلطات المصرية فى تحقيق التنمية الاقتصادية، مؤكدا على دعمه لدور مصر الإقليمى.
وأكد السفير أن الجانب الصينى مهتم بدفع العلاقات الاستراتيجية الشاملة مع مصر فى كافة المجالات.
ومن جانبه، أكد الرئيس السيسى أن القاهرة وبكين لديهما علاقات مميزة، مؤكدا أن مصر من أوائل الدول الداعمة لمبادرة الحزام والطريق، وأن الجانب المصرى سيواصل بدفع العلاقات بين الصين وإفريقيا لاسيما مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى.
مصر شريك فى مبادرة الحزام والطريق ..
وأشار السفير فى مؤتمر صحفى حول نتائج قمة بكين لمنتدى التعاون الصينى الإفريقى، إلى أن الرئيس الصينى أكد رؤيته للجانب المصرى كشريك فى مبادرة الحزام والطريق والتى تساهم فى خطة التنمية المصرية عبر محور قناة السويس. وقال السيسى إن مبادرة الحزام والطريق مبادرة شاملة ويمكن ربط قناة السويس بها ومصر مستعدة لتعميق التعاون العملى بين الجانبين فى هذا الصدد.
قناة السويس نموذج للتعاون..
وعن التعاون فى الطاقة الإنتاجية، أوضح السفير الصينى أن رئيس الصين شي جين بينج اعتبر قناة السويس نموذج ناجحا للتعاون الصينى المصرى يمكن أن تحتذى به العلاقات مع الدول الإفريقية، متعهدا ببذل جهود مشتركة لجذب الاستثمارات فى هذه المنطقة.
وتحدث الجانبان عن مشروع تنمية محور قناة السويس، مشيران إلى أن المشروع منصة للتعاون العملى مع الجانب الصينى، لاسيما مع موقعه الجغرافى المميز. وأضاف السفير أن منطقة السويس ستلعب دور مهما فى جذب الاستثمارات الأجنبية. وأعرب السفير عن امتنانه لحضور اللقاءات بين الرئيسين والتى استشعر منها رغبتهما الحقيقية للتعاون بما يخدم مصلحة البلدين.
وشهد الرئيسان المصرى والصينى توقيع 5 اتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادى والفنى مع مصر، فضلا عن اتفاقية إطارية لمنح القاهرة قروض ميسرة وأخرى دون فائدة، وتشمل اتفاقية بمنح قروض بالعملة الصينية للبنك المركزى المصرى، وهذه الاتفاقية لها أهمية كبيرة.
وفى عام 2016، كان هناك اتفاق بين الجانبين لتبادل العملات المحلية، وهذه الاتفاقية تعكس عمق التعاون بين البلدين.
وأكد السفير وجود اتفاقيات لتعزيز هذا التعاون فى 2018، حيث يوجد مشاريع تعاونية خلال الفترة القادمة، وعقد السيسى لقاء مع شركات صينية أثناء زيارته وشهد اتفاقيات مع تلك الشركات بقيمة استثمارية 18.3 مليار دولار، ومن ضمن هذه العقود مشروع إنشاء المرحلة الثانية للمنطقة المركزية فى العاصمة الإدارية بمبلغ 5.3 مليار دولار. ومشروع محطة المياه بقيمة 2.7 مليار دولار ، ومشروع محطة للفحم النظيف ، ومشروع إنشاء منطقة صينية للمنسوجات، ومشروعات أخرى فى منطقة السويس. مؤكدا أن هناك سفن صينية تمر عبر القناة يوميا.
ومن ضمن العقود، إنشاء محطة توليد الكهرباء بالحمراوين بتكنولوجيا الفحم النظيف التى تعد الأضخم فى العالم بطاقة إنتاجية 6000 ميجاوات. وأضاف أن هذه المشاريع ستفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين.
استثمارات وسياحة صينية
وبسؤاله عن حجم الاستثمارات، قال السفير الصينى إن حجم الاستثمار متغير باستمرار، لكنه شهد نموا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تقدر الاستثمارات فى قطاع النفط والبترول وحدها 6 مليارات دولار.
وأوضح أن حجم التجارة بين القاهرة وبكين يبلغ 11 مليار دولار، وهناك زيادة فى الصادرات المصرية إلى الصين، بمعدل 200%، مؤكدا رغبة بلاده فى استيراد المزيد من المنتجات المصرية.
وعن السياحة الصينية لمصر، قال السفير فى رده على سؤال اليوم السابع، إن كلا من البلدين لديهما موارد سياحية كبيرة لاسيما وإنهما دولتين أصحاب حضارات كبرى، والتعاون فى هذا المجال أمر مهم لتعزيز التعارف المباشر بين الشعبين. وخلال السنوات الأخيرة ازداد عدد السياح الصينيين بشكل كبير، وقبل عام 2010، كان أكبر رقم 100 ألف سائح صينى، ولكن فى عام 2015، وصل عدد السياح إلى 130 ألف وبحلول عام 2017 ، بلغ عدد السياح 300 ألف سائح . وأوضح أن السياح الصينيين يحبون المدن المصرية المختلفة ويمكنهم المساهمة فى تعزيز القطاع.ومع ازدياد عدد السياح الصينيين، هناك إمكانية لفتح مجالات جوية جديدة بين البلدين، وهناك مشاورات بين الجانبين فى هذا الشأن، معربا عن أمله فى التوصل إلى اتفاق يساهم فى زيادة عدد السياح الصينيين إلى مصر، فالصينيون يدرسون الأهرامات فى الكتب الدراسية ولديهم حلم بزياراتها.
وعن التعاون فى مجال الإرهاب، أكد السفير أن العالم يعانى من عدم استقرار وعلى الجميع التعاون فى هذا الصدد .
منتدى التعاون الصينى الإفريقى..
ومن ناحية أخرى، قال السفير الصينى أن قمة بكين حضرها ما يقرب من 40 رئيس إفريقي و10 رؤساء وزراء، وسجلت القمة رقما قياسيا فى تاريخ التعاون الصينى الإفريقي.
وأكد السفير سونج أيقوه أن قمة بكين لمنتدى التعاون الصينى الإفريقى أنه تم توقيع ما يقرب من 150 اتفاقية تعاونية، من بينها اتفاقيات مع المفوضية الإفريقية للتعاون فى مبادرة الحزام والطريق. وأعلن الرئيس الصينى أن الجانب الصينى سيبذل جهود مشتركة مع الدول الإفريقية لتعزيز التعاون فى السنوات المقبلة.
ومن بين التعهدات الصينية خلال القمة، دعم الدول الإفريقية من خلال حملة قائمة على 8 محاور، منها إنشاء مناطق اقتصادية، وإطلاق حملة لدعم البنى التحتية والعمل على تنفيذ مشاريع ومنشآت ودعم سوق إفريقية موحدة والاستفادة من موارد البنك الآسيوى للتنمية، فضلا عن استيراد المنتجات الإفريقية، وتنفيذ حملة لإعطاء الأولوية لتعزيز التعاون فى مواجهة تغير المناخ وحماية الحيوانات والنباتات البرية.
وأضاف أن الصين قررت توفير التدريب وتعزيز الإبداع بين الشباب الإفريقي، فضلا عن توفير 50 مشروع لتحسين مستوى الفئات الفقيرة. كما قررت الصين تعزيز شبكة التعاون الإعلامى والثقافى من خلال فتح المراكز الثقافية، وتعزيز الروابط بين وسائل الإعلام.
وتسعى الصين لمساندة الدول الإفريقية من خلال المساعدات المالية والمشاريع التنموية ودعم الاستيراد وتوفير القروض الميسرة خلال السنوات الثلاث المقبلة، بهدف ربط مبادرة الحزام والطريق بخطط الاتحاد الإفريقى والدول الإفريقية لتعزيز التنمية.
وشدد السفير على أن الصين صديق وشريك جاد للدول الإفريقية، باعتبارها أكبر دول نامية فى العالم، لهذا ترغب فى العمل مع كافة الدول النامية فى إفريقيا لتعزيز التنمية بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة