بينما يحاول لبنان تشكيل حكومة متوازنة تعيد لهذا البلد استقراره فى محيطه العربى، دخلت قضية البحث عن قتلة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى الذى اغتيل عام 2005 بتفجير في وسط بيروت، إلى دائرة الجدل السياسى بعد أن كرر الإدعاء العام إدانته لعناصر من "حزب الله" فى القضية فضلا عن معلومات كشفها فى أولى جلسات الإستماع إلى المرافعات الأخيرة بالمحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي تفيد بتورط النظام السورى.
وبدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فى لاهاى مداولاتها في 2009 في ضواحي لاهاي، فى ظل غياب المتهمين، وبعد 13 عاما من الحادثة يرجح أن تزيد المحاكمة من التناحر السياسى الداخلى لاسيما مطلع العام المقبل 2019 حيث من المقرر أن يصدر المحكم، لكن قبل ذلك استأنفت المحكمة اليوم الأربعاء، لليوم الثانى على التوالى جلسات المرافعة الاخيرة في قضية اغتيال رفيق الحريري، وأكد الادعاء في مذكرته النهائية أن المتآمرين كانوا قادرين على معرفة تحرّكات الحريرى قبل يوم الاعتداء، إذ كان موعد انعقاد جلسة مجلس النواب معلنًا قبل ذلك بأسبوع.
المحكمة الدولية اتهام الأسد وحزب الله باغتيال الحريري#أورينت #سوريا pic.twitter.com/ZX13SK7cwT
— Orient أورينت (@OrientNews) September 11, 2018
وبحسب وسائل اعلام لبنانية، قال الادعاء أن الأدلة تثبت أن الهواتف التي حدّدها استعملت في أغراض التحضير للاعتداء وتنفيذه وفي إعلان المسؤولية عنه زورًا، وتثبت أيضًا أن مستعملي هذه الهواتف هم المتهمون، وهم مصطفى بدر الدين والمتهم الرئيسي الذي يصفه المحققون بأنه العقل المدبر للاغتيال قُتل، وبالتالي لن تتم محاكمته، وسليم عياش (50 عاماً)، المتهم بقيادة الفريق الذي تولى قيادة العملية، ورجلان آخران هما حسين العنيسي (44 عاماً) وأسعد صبرا (41 عاماً) الملاحقان خصوصاً بتهمة تسجيل شريط فيديو مزيف يتبنى الهجوم باسم جماعة وهمية. وعلى الرغم من مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة رفض حزب الله تسليم المشتبه بهم.
وخلال جلسة اليوم، عرض الادعاء أدلة إسناد 3 هواتف الى المتهم أسد صبرا، مشيرا الى انها استعملت في الجوار القريب من مسكنه وان مواصفات الاتصالات كانت متداخلة بين اعضاء اسرة صبرا وزوجته، ما يؤكد ان الاستخدام كان مشتركا لهذه الهواتف.
من جهة ثانية، تطرق الادعاء الى موضوع افادات الشهود، مستغربا عدم ادراجها كبينات، وقدم الادعاء العام للقضاة أكثر من 3 آلاف قرينة لإدانة قتلة رفيق الحريري، مؤكدا في مذكرته النهائية أن اعتداء عام 2005 قد نُفِّذ كجزء من مهمة معقدة متعددة الجوانب ما كان من الممكن إلا أن تكون نتيجة مؤامرة.
سعد الحريرى- أرشيفية
ولفت الادعاء في اليوم الاول من المرافعات النهائية إلى أن المرتكبين قد استعملوا عن سبق إصرار مواد متفجرة لقتل الحريري و21 شخصا آخرين عمدا، وهم مسؤولون عن محاولة قتل 226 شخصا آخرين عمدا، مشيرين إلى أن "مصطفى بدر الدين" كان مسؤولا كبيرا فى "حزب الله"، وعند مقتله تمت الإشادة به من بيروت ودمشق وطهران، معتبرين ان خبرة "بدر الدين" العسكرية أوصلته لقيادة قوات الحزب فى سوريا وهذه الخبرة تجلّت في طريقة التحضير وتنفيذ عملية اغتيال الحريرى.
وكشف الادعاء في المحكمة الخاصة بلبنان ان مصطفى بدر الدين هو العقل المدبّر والمشرف على اغتيال الحريري، لافتا الى ان سليم عياش قاد وحدة اغتيال الحريري المؤلفة من 6 أشخاص. وكانت المرافعات النهائية، انطلقت الثلاثاء الواقع في لاهاي بحضور الرئيس سعد الحريري والوفد المرافق.
فى غضون ذلك مازالت الأزمة الاقتصادية تتصدر المشهد فى لبنان، وسط تحذيرات من سقوط اقتصادى لبلد مثقل أصلا بالديون، جراء طول أمد تشكيل الحكومة الجديدة رغم مرور 4 أشهر على الانتخابات البرلمانية، حيث قال وزير المالية اللبناني اليوم الأربعاء إن على السياسيين في لبنان اتخاذ إجراء ما لوقف الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وقال وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل "لا أحد اليوم يختلف مع الثاني أن هناك أزمة اقتصادية حقيقية بالبلد. نحن أمام واقع مأزوم على المستوى الاقتصادي يتطلب إجراءات... نحن لا نخفي هذه الأزمة، لكن هل هذه الأزمة ستدفعنا حتما إلى السقوط؟"وأضاف أن تدارك الوضع يتطلب التزاما سياسيا قويا وإرادة سياسية وتعاون جميع القطاعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة