العلاج بالبول الخاص بك هو ممارسة غريبة ومقززة للكثير، لكن يتبعها العديد من الأشخاص حول العالم العربى، وفى الغرب أيضًا، كنوع من أنواع الطب البديل لعلاج مشاكل البشرة والشعر وبعض أجهزة الجسم، وتباينت الآراء حول مدى صحة شرب الإنسان لبوله، ففى مقال للكاتب الكبير أنيس منصور، أكد أن القدماء فى بلادنا فى مصر الفرعونية والريفية الحديثة وفى كل البوادى يعالجون مرضاهم باستخدام البول الخاص بهم فى وضعه على الجروح والقروح أو شربه مخلوطاً بالعسل أو خالصاً، واهتدوا إلى أن بول الناقة وخصوصاً إذا كانت حاملاً، فيه علاج للبشرة ولتساقط الشعر وعلاج لأمراض جسمية كثيرة.
الملكة كليوباترا
وقال "أنيس منصور" ، إن ملكة مصر كليوباترا وملكة اليمن بلقيس كانتا تفعلان ذلك، فكلتاهما كانتا تستخدمان بول الناقة والحمارة إذا كانت حاملاً للحصول على بشره ناعمة، كما أن الهنود حولوا البول إلى عجائن وأقراص ليتناولها المرضى، ووفقاً للإحصائيات فهناك 5 ملايين شخص فى ألمانيا و10 ملايين فى الصين ومليونى يابانى ومليون شخص فى هولندا يستخدمون البول الخاص بهم كعلاج.
لكن الكثير يعتقد أن هذا الشراب يؤدى إلى مخاطر كبيرة إذا كان الفرد الذى صدر منه يتغذى بشكل سئ أو يدخن أو يتعاطى المخدرات أو يعانى من عدوى في الجهاز البولى، حيث قال عالم الحساسية الألمانى "والتر دورش"، "أجد أنه من السخف على المستوى البيولوجى أن نشرب مرة أخرى ما أزاله الجسم لأن عملية التخلص من البول الخاص بك يعتبر إزالة للسموم من جسمك"، كما حذر وزير الصحة الكاميرونى الأسبق "أوربان أولانجوينا"، الناس من شرب بولهم، نظراً للمخاطر السمية المرتبطة بتناول البول كعلاج طبى.
أحد الأشخاص يشرب بوله
وبرغم عدم وجود أى دليل علمى يدعم استخدام البول كعلاج حتى الآن، كما أنه قد يكون ضارًا، إلا أن الكثير من الشخصيات المعروفة أعلنوا استخدامهم للبول كوسيلة علاج، ففى عام 1978، قال رئيس وزراء الهند "مورارجى ديساى" - الذى استخدم البول كعلاج لفترة طويلة - أن العلاج بالبول هو الحل الطبى الأمثل للملايين من الهنود الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج الطبى.
وظلت الممثلة البريطانية سارة مايلز، تشرب بولها لأكثر من 30 عاماً، موضحة أن ذلك العلاج يحميها ضد الحساسية إلى جوانب الفوائد الصحية الأخرى، كذلك "مويسيس ألو يتبول" لاعب البيسبول السابق، كان يتبول على يديه للتخفيف من حدة الألم، وكان يدعى أن هذا يسمح له بأن يضرب الكرة دون استخدام قفازات الضرب، كما أعلنت النجمة العالمية مادونا، فى حوار تليفزيونى لها، أنها تتبول على قدميها فى الحمام لاعتقادها أن البول له فوائد، كما شرب الملاكم خوان مانويل ماركيز، بوله، خلال إحدى الدورات التدريبية، لأنه كان يعتقد أن شرب بوله له فائدة غذائية كبيرة ويساعده فى التدريبات المكثفة.
ونظراً لتوجه العديد من الأشخاص حالياً للطب البديل وانتشار المدونين الصحيين الذين يروجون لهذه الفكرة المثيرة للاشمئزاز على الإنترنت، نشرت جريدة "الدايلى ميل"، حواراً مع بعض الأشخاص الذين يشربون البول الخاص بهم مبررين بأن ذلك يمنحهم بشرة أفضل، ويساعدهم على إنقاص الوزن ويحافظ على شعورهم بالشباب وأنه وسيلة طبيعية لتعزيز صحتهم ونشرت فيديو لزوجين يشربون بولهم فى أحد البرامج التليفزيونية لاقتناعهم بفوائده.
كريستو دابريتشيو بعد شرب بوله
كريستو دابريتشيو قبل شرب بوله
ويقول "كريستو دابريتشيو"، البالغ من العمر 49 عاماً، ويعمل فى مجال الأرصاد الجوية فى ولاية أيداهو الأمريكية، إن شرب بوله ساعده على خسارة 13.6 كجم وجعله يشعر بأنه "سوبرمان" بعدما تخطى فكرة الإشمئزاز عندما قرأ عنه لأول مرة، ويشرب "كريستو" حالياً ما يقرب من 3 أكواب يومياً من بوله ويستخدمه فى غسل وجهه وعينيه، ويقول "أشعر بأنى ملئ بالطاقة، وبأنى أصغر سناً وعقلى أصبح أكثر صفاءاً وبشرتى متوهجة، فهذا العلاج مثل ترياق الشباب"، وأضاف أنه يحكى تجربته على الإنترنت لأنه يحب أن يفتح عيون الناس على شىء يمكن أن يساعدهم.
جوليا سيلامان بعد شرب بولها
جوليا سيلامان قبل شرب بولها
وعندما تعرفت على تجربة "كريستو" ، قررت الراسمة "جوليا سيلامان" – 26 عاماً - من ولاية ماريلاند أن تخوض هذه التجربة، وزعمت أن تدليك وجهها ببولها صنع العجائب فى علاج حب الشباب لديها، وأنها فقدت 11.3 كجم وتحسنت عملية الهضم لديها منذ شربها بولها، وأضافت أن الفكرة لم تثير اشمئزازها، بل شعرت بالفضول للتجربة، وقالت إنها بعدما اعتادت أن تصوم بشكل دورى اختفت الرائحة السيئة للبول فجعل تناوله أسهل.
وتقول جوليا، "أشعر الآن أن لدى طاقة أكبر وبأننى على اتصال أكثر بالطبيعة فلقد غير هذا حياتى حتى وإن كانت عائلتى تستنكر ما أفعل وأعتقد أننى سأفعل ذلك طوال عمرى، ولكن ربما ليس بالصرامة التى أنا عليها الآن، فأنا استوعب لماذا يرى الناس أن هذا غريب ومقزز لكنى اعتقد أن بظهور المزيد من قصص النجاح فمن الممكن أن يغير هذا من اعتقادهم، فأنا عن نفسى حصلت على نتيجة مبهرة".
جوليا تشرب بولها
وقد حذر اختصاصيو الكلى من شرب البول لأنه يمكن أن يؤدى إلى تراكم النفايات السامة فى الجسم مما تؤدى لتأثير مشابه لتأثيرات الفشل الكلوى، وقال البروفيسور "هنري وو"، جراح المسالك البولية فى جامعة سيدنى، إنه لا يوجد على الإطلاق أى دليل علمى يشير إلى أن شرب البول له أى قيمة علاجية، وأضاف "أولئك الذين يشربون البول الخاص بهم لا يفعلون شيئًا أكثر من مجرد الاستهزاء والكذب على أنفسهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة