دفع الأب العاطل ببناته الاثنتين لمحام باع ضميره للشيطان وأصبح يتاجر بالقانون ويتخذ من الفتيات بالقرى والمناطق الشعبية سلعة، ويعتبرهن لحما رخيصا ليظفر بحفنة من الأموال عبر تزويجهن زواجا عرفيًا لمدة محدودة، ثم يطلقن ويلقين فى الشارع ويتحولن لضحايا، بعدما قبض الأب الثمن وهو يعرف أن فلذات أكباده "نجلتيه" سيقام عليهن سوق لمن يدفع أكثر عبر زواج المتعة، دون أن يعبأ بمصيرهن فهو منذ ولادتهن وهو يتمنى الخلاص منهن، فكان فى البداية يتمنى لهن الموت ويعلنها بصوت عال أمام الجميع، مقابل أن يأتى بصبى يحمل اسمه، ولكنه الآن وجد لهن قيمة بعد أن باعهن وحصل على ثمنهن 18 ألف جنيه عدًا ونقدًا.
سماح: حبسنى زوجى المؤقت داخل جدران شقته وعاقبنى بتصرفاته الشاذة ليصبنى بجروح وكدمات ترقدنى بالأسبوع فى السرير
وتحكى "سماح"- اسم مستعار بناء على رغبتها فى عدم التصريح عن هويتها خوفا من بطش أبيها بها- بعد أن هربت ولجأت لأحد دور المعنفات لحمايتها لـ"اليوم السابع" عن قصتها قائلة: "أنا وشقيقتى القاصر كنا ضحية للجشع من جانب والدى الذى ألقى بنا للمصير المجهول وأقنعنا أنه يزوجنا وهو فى الحقيقة يتاجر بنا ويعرضنا لأبشع تجربة من الممكن أن يعشها شخص رأينا خلال من العنف الجسدى والجنسى". وتتابع سماح: تزوجت من مسن يبحث عن المتعة لمدة شهرين كنت حبيسة بين جدران المنزل يترك لى الأموال مع حارس العقار، كانت تصرفاته شاذة يستمتع بجعلى أشعر بالألم كان فى كل مرة يقترب منى يصبنى بجروح وكدمات ترقدنى بالأسبوع فى السرير حتى يعود لزيارتى مرة أخرى".
الضحية: تزوجت وأنا قاصر وخرجت بعاهة مستديمة جعلت الجميع يعاملنى باشمئزاز
ولتقطت أطراف الحديث شقيقتها "فاطمة"- اسم مستعار- وقالت: "حين تزوجت كنت فى الـ17 عشر من عمرى وكنت أسوء حظا من شقيقتى فأنا خرجت من زيجتى التى دامت 6 شهور على حسب اتفاق والدى مع المحامى النصاب الذى تقاضى عمولته وهرب، -بعاهة مستديمة- جعلت كل من ينظر يصيبه الاشمئزاز ويحاول أن يبدى الشفقة الزائفة حتى أصبحت أهرب من رؤية الناس حتى أتفادى تلك المواقف التى تقتلنى.
وأكملت: مكثت أحاول أن أحصل على إثبات زيجتى للحصول على الطلاق بشكل قانونى 5 سنوات وكذلك شقيقتى، ووالدى خلال تلك المدة يلاحقنا ويهددنا بالتخلص منا بالقتل بعد أن اتهمنا بفضحه وكشف سره.
"زوجة بالإيجار" مصطلح متعارف عليه فى الأحياء الشعبية والمناطق الفقيرة، وفيها يقتات السماسرة سواء من الرجال أو النساء والمحامين، على جثث ومستقبل الفتيات الجميلات مقابل حفنة آلاف، بطريقتين الأولى، الزواج المدنى عبر عقد موثق لدى محامٍ مقابل عدد أيام معروفة، والثانية، توريد فتيات للفنادق لإقامة سهرات متعة.
ومن خلال نصوص القانون التى تحرم الاستغلال الجنسى تضمن الدستور المصرى المعدل المادة 11 على أنه ". تلتزم الدولة بحماية المرأة ضد كل أشكال العنف"، وقد تم تعريف الاتجار الجنسى على أنه الإجبار على ممارسة الجنس التجارى بالقوة والخداع والإكراه أو من خلال ممارسة السلطة والتأثير على الشخص الذى أجبر على القيام بمثل هذه الأفعال، ويزداد تورط العصابات الإجرامية فى الاتجار بالنساء لغرض الاستغلال الجنسى بسبب الأرباح المرتفعة التى تحققها هذه التجارة.
هالة: رفض البيع على يد والدى فواجهنى: "اعملى بالأكل اللى بطفحهولك بقالى سنين"
ضحية أخرى لمسلسل استغلال النساء تدعى "هالة محمد.أ" والتى وافقت على ذكر اسمها لتروى لـ"اليوم السابع" معاناتها قائلة: "ساقنى حظى السيئ لأن أعيش فى منطقة بولاق الدكرور لعائلة فقيرة لا تجد قوت يومها ولديهم غيرى 7 أبناء أخرين ليواجهنى والدى وأم محمد سمسارة الشقق للسياح الأجانب فى مصر وصاحبة مكتب توفير خدمات، بأنهم وجدوا لى العريس المناسب الذى قبل أن يدفع " مهر 10 ألاف جنيه والشبكة اللى اختروها عبارة عن سلسلة و3 أساور وخاتم ذهبى "، رغم أننى حاصلة على دبلوم، فى محاولة لإقناعى بالزواج والخير الذى سيعود على".
وتابعت هالة: سألت أهلى ما المقابل صارحنى والدى أنه زواج مؤقت سيمضى مع العريس أسبوعين وسنأخد مقابل مالى، وصمت ضحية استغلال النساء وانهمرت الدموع على وجهها: "لما رفض والدى واجهنى أنى هرحم أخواتى من الذل والحاجة وقالى اعملى بالأكل اللى بطفحهولك بقلى سنين "، وواجهتنى السمسارة " إنتى خايفة من إيه دا جواز حلال فى غيرك بنات بساعدها تروح فى فنادق من غير جواز ولا غيره وبيعملوا أحلى شغل".
وأضافت: ذهبت مع أم محمد وقامت بمساعدتى لأخذ وسيلة لمنع الحمل على حسب شرط العريس وبعدها ساقونى لمنزل الزوجية التعيس كنت أعامل فيه كعاهرة ليست لى حقوق وعندما أتصدى للعنف والإساءة التى طالت جسدى من زوجى يصرح بأنه دفع فى الثمن وله الحق أن يفعل ما يشاء، وبعدها حدثت المصيبة وحملت فأخذنى والدى بالغصب لممرض قام بمساعدتى على الإجهاض وانتهت قصتى مع الزواج الأول لأقدم على الزواج الثانى وأكرر نفس المأساة ولكنه فى تلك المرة خرجت بطفل أصبح مجهول الهوية إلى أن هربت وتركت تلك المعاناة وبدأت بمساعدة مؤسسة خيرية بعمل مشروع صغير.
معنفة: بعد يومين من الزواج هرب زوجى وتركنى للسمسار
وفق للجهات الحقوقية فإن أشكال الاتجار الجنسى تعدد ما بين" الدعارة، والزواج القسرى - زواج القاصرات- وعمليات الإجهاض المبكر وترقيع غشاء البكارة- واختطاف النساء لاستغلاهن جنسيا".. وإحدى الضحايا التى تذكرت معاناتها لترويها لـ"اليوم السابع" كانت مروة- اسم مستعار بناء على طلبها- لتقول: "المحامى نزل منطقتنا وتعرف على مجموعة من الأهالى ومنهم والدى وبعد فترة جاء ليزورنا فى المنزل ورانى ومنذ تلك اللحظة حلت الكوارث على رأسى بعدما أقنعنه أننى جميلة وأن العريس الأجنبى أفضل من المصرى وخدعه بأنه سيزوجنى من ثرى لأعيش طوال عمرى مرفهة ولكنه ألقانى لرجل قضى معى يومين وهرب".
وأكدت مروة، "المحامى قالى لأزم أبقى "مدردحة" عشان لو عجبته بعد الجواز يبقى الدنيا ضحكتلى هيبقى كريم وهيعشنى ملكة-، ولكنى بعد الزواج اكتشفت أن كل كلام المحامى كذب وحتى الـ 11 ألف تقاضى نصفهم حتى يجلب لى وثيقة تؤكد موقفى بعد الزواج والطلاق".
قاصر: قريبى حاول بيعى لكفيله بالساعة دون زواج وعندما رفض أهلى طلب منهم العريس إجراء كشف بكارة ليتزوجنى عرفيا
زواج المتعة كل شىء مباح فيه.. وبتلك الجملة بدأت حنان أسم مستعار التى تزوجت وهى قاصر تتمتم رؤيتها للألم التى عاشت فيه طوال 4 سنوات حتى تخرج من دوامة العنف قائلة: حاول قريب لى أن يبعنى لكفيله الذى يعمل معه فى أحدى الدول العربية ولكنه بخل أن يتم كتابة عقد زواج وحاول أن يجبرنى على الدعارة بالساعة ولكن أهلى رفضوا خوفا من العار وأقنعوه بتزويجى عرفيا حتى وأن كانت المدة التى سأقضيها معه شهور قليله حتى يستطيعوا أن يرفعوا رأسهم فى المنطقة السكنية كونى من قرية بالجيزة ليأتى ويطلب الكشف على أولا حتى يتأكد من عذريتى.
وأكدت حنان: كانت لقاءاتى معه فى الفنادق الرخيصة خوفا من المسائلة القانونية وخرجت من الزيجة بعد أن كدت أفقد عقلى بسبب العقاقير الذى كان يجبرنى على تعاطيها، وبعدها بدأت معاناتى مع الإدمان ومحاولة علاجى التى استمرت عامين والحصول على حقى والطفلة التى أنجبتها.
علم النفس: ضحايا تلك الزيجات تدفعهن الاعتداءات الجسدية للاكتئاب والقلق ويفكرن بالانتحار
وتعليق على الآثار المترتبة على العنف التى تعرضت له الحالات أكدت استشارى الصحة النفسية كريمة العوضى أن نسبة 90% من تلك الزيجات تنتج عنها اضطرابات نفسية ودفع الفتيات لارتكاب أعمال غير قانونية، وأن نسبة إقدام الفتيات التى تعرضن لتلك الجريمة على محاولة الانتحار كانت 10% من إجمالى الزيجات.
وتابعت العوضى: كما أن الحالات التى يتزوجن بتلك الطريقة وهنا قاصرات من الممكن أن يتعرضن لمشاكل صحية من احتمال عدم القدرة على الولادة الطبيعية، والولادة المبكرة، وعدم القدرة على استكمال فترة الحمل، واحتمال الوفاة بنسبة عالية قد تبلغ 80% وهذا التأثير الجسدى لهم فقط.
وأضافت استشارى الصحة النفسية هناك التأثير النفسى والاجتماعى، حيث 40% من نساء المتزوجات بتلك الطريقة لم يكن مرتاحات فى زواجهن ويتعرضن لاعتداءات من أزواجهن، وإلى إهانات لفظية واعتداءات جسدية فى معظم الأحيان ويمررن بأزمات حادة خلال زواجهن، وحالات من الاكتئاب والقلق، وانعدام الثقة، فيما هناك من الإناث من فكرن بالانتحار بسبب شعور بعدم السعادة وعدم الرضا عن الزواج.
عدد الردود 0
بواسطة:
انسان
إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (ان لله وان اليه راجعون)
عدد الردود 0
بواسطة:
أمجد المصرى
الصور لا تشبه الموضوع
الموضوع عن بنات فقيرات من عائلات فقيرة فى مناطق فقيرة فى مصر ، تعرضن لا لانتهاكات و اتجار بأجسادهن عبر زيجات ( عرفى / مؤقت / مسيار / .... ) أين الحجاب المنتشر فى تلك المناطق و الذى لا تجرؤ أى منهن على الظهور فى الشارع بدونه ؟ -- الصور لا تشبه الموضوع
عدد الردود 0
بواسطة:
بركة
سامحك الله .. يا أستاذة أسماء
هل هذه الصورة التي يجب تقديمها إعلاميا عن أم الدنيا .. ؟؟؟ .. ماذا تقولين لأمهات صابرات محتسبات دفعن فلذات أكبادهن وأزواجهن شهداء من أجل مصر وعشن طوال العمر لايفكرن في زواج بل في تربية إخوة وأخوات وأبناء وبنات الشهداء .. ؟؟؟ .. تقدمين تلك النماذج البشعة وهذه الصورة المقيتة للقرى والأحياء الشعبية بمنظور دراما خالد يوسف رغم أن تلك القرى والأحياء هي منبع القيم والرجولة والتكافل والتراحم والشهامة .. الى متى تتواصل الطعنات في ظهرك يا مصر الصابرة .. طعنات نجلاء من أبنائك وبناتك من الإعلاميين والإعلاميات .. لاتحزني يا أم الدنيا فلو أفنى الباحثون الأمناء حياتهم في سرد قيمك وسماتك لن تكفي سنوات عمرهم .. تمسكي بابتسامتك وسامحيهم واطلبي لهم من الله السماح
عدد الردود 0
بواسطة:
فى الصميم
فى الصميم
لماذا لا يقنن زواج المسيار طالما بموافقة الزوجين؟ بدل ما الضحايا بنات قصر ندى فرصة للبنات اللى كبرت تتجوز مسيار وزواج قانونى بس محكوم بالوقت.