إن الله سبحانه وتعالى قد خلق الأكوان والكائنات جميعها وسيرها بقدرته وإرادته وحكمته ولا يعلم بداية خلقها الأول ولا يعلم أجلها الآخر إلا الله سبحانه وتعالى , كما خلق الله تعالى الحياة الدنيا والحياة الأخرة ولا يعلم بداية خلقها الأول ولا يعلم أجلها الآخر إلا الله سبحانه وتعالى , كما خلق الله تعالى آدم الإنسان وجعل من ذريته شعوب وأجناس وأمم مختلفة ومتعددة فى العرق واللون واللغة والعقيدة والدين وغيرها وخلق الله تعالى لذرية آدم أرزاقهم وقدر لهم سيرهم ومعايشهم وحياتهم وأقواتهم وأقدارهم ولا يعلم بداية الخلق الأول للإنسان ولا يعلم آجله الآخر إلا الله سبحانه وتعالى
كما خلق الله تعالى الأرض وبسطها وخلق الله تعالى السماء ورفعها وقدر لهم مواضعهم ومهماتهم وواجباتهم وأقدارهم فى كون الله الفسيح ولا يعلم بداية الخلق الأول لهم ولا يعلم آجلهم الآخر إلا الله سبحانه وتعالى , كما خلق الله تعالى الشمس والقمر والنجوم والكواكب والأفلاك والمجرات الفضائية والكونية وغيرها وقدر لهم مواضعهم ومهماتهم وواجباتهم وأقدارهم فى كون الله الفسيح ولا يعلم بداية الخلق الأول لهم ولايعلم أجلهم الآخر إلا الله سبحانه وتعالى , كما أن الله سبحانه وتعالى هو الأول والآخر وهو الخالق والمالك والواجد وهو الإله الأحد وهو الفرد الصمد وهو لم يلد ولم يولد ولم ﹸيخلق ولم يكن له كفواً أحد , كما أن الله سبحانه وتعالى قد تفرد بقدسيته ومهابته وأنواره وقدرته وذاته الإلهية العظمى عن كل شيء كما أختص الله تعالى ذاته بخصائص وسمات وصفات غيبية ليس كمثلها شىء فى الوجود وغير الوجود وهى فوق قدرة وسعة واستيعاب وفهم ومعرفة وحدود وإدراكات العقول والمخلوقات جميعها ولا يجوز الخوض والتحليل والاستنتاجات البشرية والعقلية القاصرة والمحدودة والعاجزة عن استيعاب وإدراك ومعرفة وفهم قدسية ومهابة وجلالة ذات الله العظمى المنزهة عن كل شيء والمنزهة عن كل مخلوق , وفى يومنا هذا وفى جميع الأيام والعصور فإن الإنسان لا يعلم البعد الأول من حياته قبل مولده وفى مسيرة حياته ولا يعلم البعد الآخر من مصيره بعد موته .
كما أن الإنسان لا يختار البعد الأول الغيبى المجهول من وجوده وهو أنه لا يختار ذاته ولا يختار أبويه ولا يختار مولده ولا يختار حياته ولا يختار رزقه ولا يختار قدره كما أن الإنسان لا يعلم البعد الآخر من مصيره فهو لا يعلم قضاءه وهو لا يعلم موته وهو لا يعلم حسابه وهو لا يعلم أخرته , كما أن البعد الآخر الغيبى أيضاً هو متى تقوم الساعة وأين تقوم القيامة وأين تكون السماوات والأرض يوم القيامة وكذا عدم القدرة على إدراك عوالم الغيب وعوالم الأرواح وعوالم يوم القيامة , وفى حياتنا البشرية فإن الأمم والشعوب والدول والحضارات والأقطاب العظمى وغيرها لا تعلم جميعها متى وأين وكيف يكون الهيكل والبناء والتكوين والتأسيس الأول لقيامها وانتشار أضواءها كما أنها أيضاً لا تعلم متى وأين وكيف يكون السبب والمظهر الآخر لسقوطها وانهيارها واختفاءها من الخريطة العالمية , كما أنه بات من اليقين الإيمانى والعقلى والبشرى أن لكل كائن حى ولكل مخلوق بداية كما باتت لهم نهاية محتومة ومؤكدة , كما بات من اليقين الإيمانى والبشرى والفطرى الراسخ أن الأول الأبدى بلا بداية هو الله سبحانه وتعالى كما أن الآخر الأبدى بلا نهاية هو الله سبحانه وتعالى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة