أصبح تمثال أبو الهول، مؤخرا، حديث كل المهتمين بالحقل الأثرى، فمنذ أسابيع قليلة تم الكشف عن تمثال لأبى الهول فى طريق الكباش بالأقصر، ومؤخرا كشفت البعثة العاملة بأسوان عن تمثال آخر لأبى الهول بمنطقة كوم أمبو، والذى أصبح حديث الصحف المحلية والعالمية، فهل سيكون وراء ذلك الاكتشاف خبايا فى عالم الآثار؟
قال الأثرى عبد المنعم سعيد، مدير آثار أسوان، إن تمثال أبو الهول المكتشف مؤخرا فى منطقة آثار كوم أمبو، ملامحه واضحة وفى حالة جيدة، وتدل معالم الوجه على أنه "بيبى فيس"، لذلك من المحتمل أن يكون لملكة وليس لـ ملك، حيث سبق وتمثلت الملكة حتشبسوت من قبل فى تمثال بجسم أسد.
وأوضح مدير آثار أسوان، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه من الممكن أن يكون تمثال أبو الهول المكتشف له علاقة باللوحتين المكتشفتين السابقتين واللتين ترجعان إلى عصر الملك بطليموس الخامس، وإذا ثبت ذلك فهل تكون هناك بوابة وتمثال آخر لأبى الهول، وبالتالى تصبح لدينا شواهد لوجود معبد فى تلك المنطقة، وكل ذلك سيتم إثباته من خلال الدراسات، بعدما تم نقل التمثال للمخزن المتحفى بكوم أمبو، تمهيدا لنقله إلى أحد المتاحف التى ستحتاجه لاستكمال سيناريو العرض المتحفى الخاص بها، وذلك وفقا لرؤية قطاع المتاحف بوزارة الآثار.
وأضاف عبد المنعم سعيد أنه من المحتمل أن يعود تمثال أبو الهول المكتشف للعصر البطلمى، حيث تم العثور عليه فى الجهة الجنوبية الشرقية من معبد كوم أمبو فى المنطقة الواقعة بين السور الخارجى والتل الأثرى، وهو نفس الموقع الذى تم الكشف فيه منذ شهر عن لوحتين من الحجر الرملى للملك بطليموس الخامس.
وأشار عبد المنعم سعيد إلى أن العصر البطلمى امتداد للعصر الفرعونى، واستمرار للفكرة الدينية قديمًا، حيث تم أخذ نفس أشكال التمثال فكان يصور الملك بجسم أسد ووجه إنسان، كما مثلت الملك بالتاج المزدوج مثلما كان يحدث فى العصر الفرعونى، وهذا أمر طبيعى نظرًا لامتداد الحضارة الفرعونية القديمة للعصر المتأخر.
وكانت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية فى معبد كوم أمبو بأسوان، كشفت عن تمثال مصنوع من الحجر الرملى لأبو الهول، وأنه من المرجح أن يرجع التمثال إلى العصر البطلمى، بحالة جيدة لدرجة أن بقايا حواجب التمثال تحمل اللون الأسود الذى صنعه المصرى القديم، كما تم اكتشاف منذ أسابيع قليلة لوحتين ترجعان لعصر الملك بطليموس الخامس، ومصنوعتين من الحجر الرملى عليهم كتابات باللغة الهيروغليفية والديموطيقية، وقد تم نقلهما الأسبوع الماضى إلى المتحف القومى للحضارة المصرية فى الفسطاط للترميم و للدخول فى سيناريو العرض المتحفى له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة