هنا فى سوق الجمال لا وجود لساكن فى مكانه، الحركة سريعة، كل يعرف دوره، هذا بائع، وآخر يشترى، وآخرون يعتنون بما لديهم من جمال، وفى أحد الأركان وأمام جمع كبير من رؤوس الجمال وقف البطل المغوار ممسكًا بعصاه وكأنه يتقدم جيشه المستعد للمعركة.
بالرغم من صغر سنه إلا أنه واحدًا من الوجوه التى يمكنك مقابلتها أثناء التجول فى سوق الجمال أو الماشية، نشأ فى أسرة ورث كبارها مهنة التجارة فى الماشية أبًا عن جد، فأصبح يرافقهم أثناء عملهم فى الأسواق، فيصبح ذى شخصية فريدة منذ نعومة أظافره.
صورة اليوم
وقف فى لقطة اليوم بملابسه البسيطة متقدمًا جيشًا من الجمال، ظهر صغير الحجم، ولكن نظرة الثقة النابعة من عينيه أظهرته وكأنه كبير المقام و متمكن من السيطرة عليهم، فإذا تحدثت مع الأطفال الذين يتعاملون مع الماشية بطبيعة عمل ذويهم، ستجد علاقة خاصة تنشأ بينهم وبين تلك الكائنات، فلا تندهش إذا وجدت الجمال تنصاع لإشارات ذلك الفتى الصغير أكثر من انصياعها لكبير يرعاها، فثمة علاقة خاصة تنشأ بينهما مع مرور الوقت، وطفولة بمشاهد مختلفة يحياها ذلك الطفل أثناء ذلك الوقت الذى يقضيه وسطهم.