فى الدراما التليفزيونية خاصة فى سباق مسلسلات رمضان، يشهد السباق تحويل عدة أعمال روائية خاصة من الروايات الكلاسيكية لكبار الأدباء إلى مسلسلات، على الجانب الآخر تجد السينما هذه الأيام رواجا لتحويل عدد من الروايات خاصة الشبابية إلى أفلام سينمائية.
الكاتب أحمد مراد عرض له مؤخرا فيلم "تراب الماس" المأخوذ عن نص روائى بنفس الاسم، وقام هو نفسه بكتابة سيناريو العمل، ومع عرض الفيلم انقسمت آراء الجماهير حول إن كان الفيلم أفضل أم الرواية.
وبعيدا عن النجاح الذى حققه فيلم تراب الماس، ومن قبله "هيبتا" يبقى السؤال، أيهما يفضل المتلقى أكثر العمل الأدبى كنص أم الفيلم السينمائى، أم أن تحويل الروايات إلى أعمال درامية، يفصلهما ويبقى تلقى الإبداع منفصلا لدى المشاهد.. ومن هذا المنطلق تواصلنا مع عدد من الروائيين والكتاب لمعرفة رأيهم حول ذلك الموضوع.
الروائى والسينارست معتز فتيحة
قال الروائى والسينارست معتز فتيحة إن هناك كتّابا كبارا على مر التاريخ تحولت أعمالهم إلى أفلام درامية بداية من النصوص المسرحية وصولا للروايات، معتبرا أن أعمالا كثيرة عندما يتم تحويلها لأفلام لا تلقى القبول عند القارئ، خاصة أن كل متلق يرسم البطل والشخوص الأخرى فى مخيلته بشكل ما من وجهة نظره.
وأضاف "فتيحة" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن هناك روايات شهيرة حققت نجاحا عندما كانت نصا ولكن عندما تحولت إلى السينما لم تلق نفس القبول، مثل رواية ماركيز "الحب فى زمن الكوليرا"، على الجانب الآخر كانت هناك أعمال جيدة وحققت أيضا نجاحا سينمائيا مثل أغلب أعمال الأديب العالمى نجيب محفوظ، وبعضها حقق الفيلم نجاحا أكثر من القصة مثل "قنديل أم هاشم" ليحيى حقى.
ولفت "فتيحة" إلى أن التقييم يتوقف على عدة أوجه مثل نوعية المتلقى ومدى وعيه، والنص المقدم نفسه، ولذا تقوم جائزة مثل الأوسكار بالتفريق بين الأعمال المأخوذة من من نص أصل أو من عمل مكتوب سابقا مثل الرواية أو المسرحية.
وأوضح صاحب سينارست "ريجاتا" أن العمل الروائى كلما كان أقوى كان يصعب تحويله لفيلم، وتبقى متعته فى النص المكتوب، بينما لو كان العمل متوسطا فربما يتم تحويله لفيلم جيد وتزداد متعته.
هشام أصلان
ومن جانب آخر قال الكاتب هشام أصلان إن المخرج الكبير داوود عبد السيد كانت له مقولة مهمة فى ذلك الشأن وهى "سهل جدا تعمل من رواية متوسطة فيلم جيد، لكن من الصعب أن جدا عمل فيلم جيد من رواية جيدة".
وأضاف "أصلان" أن العمل السينمائى بشكل ما يقف عند منطقة معينة، وهو رغبة المخرج أو صانع العمل فى تقديم رؤية يستطيع توصلها للمشاهد بسهولة، ولذا فإن بعضهم يحاول تقديم رؤية مختلفة عما قدمه الروائى وفى سياق يستطيع توصيله إلى المشاهد.
وتابع هشام أصلان أن نجاح صناع الفيلم فى عمل ذلك يكون هو الإبداع، ويصبح التعامل مع كل من الرواية والسينما على أنهما إبداع مختلف، وبذلك نستمع نحن كجمهور ونقاد، مشيرا إلى أن الكتابة كوسيلة فنية لا تسطيع تقديم ما تقدمه السينما، لأن الأخيرة مدعومة بالمؤثرات الصوتية والحركية، التى يحاول منها تقديم رؤيته من واقع العمل الروائى.
سامح فايز
وقال الكاتب سامح فايز إن كل عمل وله خصوصيته وذائقته الفنية الخاصة، فلا يؤثر أحد على الآخر، معتبرا أنه بمجرد تحويل الرواية أو النص الأدبى إلى عمل سينمائى أصبح كل منهم منفصلا عن الآخر، وأنه يحب الاثنين بنفس الدرجة، وإن كان هو يميل للسينما أحيانا.
وأضاف "فايز" أنه رغم ميله للسينما، إلا أن ذلك لا يمنع أن بعض الأفلام المأخوذة عن أفلام أدبية، تشوه الرواية مثل أن يكون الرواية بها راقصة، فيركز الفيلم على الراقصة فقط، ولا يهتم بالسياق الأساسى للرواية، وهناك أيضا أفلام يكون بها خيوط مختلفة عما سردت فى الرواية، لكن تحافظ على جودته ولا تشوها، فمثلا فيلم تراب الماس للروائى أحمد مراد كان فيه خيوط مختلفة عن الرواية، ورغم ذلك كان معجب بالفيلم للغاية حتى إنه دخله مرتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة