بالرغم من نشأتها فى المدينة وتخرجها فى كلية السياحة والفنادق، إلا أن الأم الثلاثينية "نيرة السماك"، لم ترفض أن يكون عش الزوجية فى قرية صغيرة تسمى "كفر الوكالة" بمحافظة الدقهلية، انتقلت "نيرة" منذ 7 سنوات للقرية ارتباطًا بمحل إقامة زوجها بالرغم من قلة الخدمات فيها.
الأطفال
نيرة مع الأطفال
كأى أم انشغلت نيرة فى بداية حياتها بالحمل والولادة وتربية أطفالها بطريقة سليمة، حتى كبروا فشعرت أن لديها بعض الوقت الذى عليها استغلاله بشكل مختلف ومناسب لطبيعة حياتها، وبالفعل عملت كمدرسة فى حضانة قريبة فوجدت أن لديها طاقة كبيرة تخرجها فى تعليم وتواصل جيد مع الأطفال، وهو ما شجعها على خدمة أهل قريتها فى صورة عمل خاص بها.
الأطفال
بالرغم من الطابع الريفى للقرية، وأنه أمر غريب أن يذهب الأطفال لتعلم الأنشطة اليدوية، وإعادة التدوير فى حضانة بالقرية، وهو ما كان هدف نيرة بأن تقدم شكل مختلف لأطفال قريتها، وفى البداية تغيير بعض المفاهيم فى أذهان الأهالى نحو تعليم أولادهم، وبالفعل تمكنت نيرة بصحبة الأطفال من تعليمهم القراءة والكتابة مع تحفيظ القرآن الكريم، بالإضافة للرسم، وتخصيص أيام بالأسبوع لاستخدام بعض المخلفات بالعلب البلاسيتيكة والأوراق فى عمل اللوحات الفنية، وبعض الإكسسوارات.
إحدى غرف الحضانة
"اخترت الدور الأول فى بيتى وبدأت أجهزه، وخصصت اشتراكا رمزيا شهريًا لكل طفل"، كلمات وضحت بها نيرة لـ"اليوم السابع"، التجهيزات التى أعدتها لعمل الحضانة، فبتقسيم غرف الدور الأول لغرفة للعب، وغرفة للورش والرسم، وغرفة لتعليم القرآن والقراءة والكتابة وجدت فكرة نيرة استحسان غير متوقع من الأهالى، وتمكنت هى ومساعدة لها من قضاء أسعد أوقات حياتها مع الأطفال.
نيرة مع الأطفال
وعبرت نيرة عن دهشتها من ذلك قائلة "مكونتش متخيلة الإقبال من أهالى القرية على الحضانة خاصة إن الخدمات عندنا بسيطة والتعليم مدارس وبس"، مضيفة أن هدفها الأول من خلال مشروعها هو أن يتعلم الأطفال مهارات بجانب القراءة والكتابة، كما تخصص الـ50 جنيه الاشتراك الشهرى لأعمال خيرية فى القرية مثل المساهمة فى تيسير الزواج، ومساعدة المطلقات والأرامل فى القرية، كما تخصص جزء لمساعدة الأيتام أيضًا، وهو ما تقوم به نيرة منذ عامين بعد فتح الحضانة.
نيرة
أنشطة قبل العيد
خدمات أكثر تطورًا، وتعليم يؤهل لمستقبل أفضل هو حلم نيرة، حيث ترى أن قرية "كفر الوكالة" تعتبر "قماشة جيدة" لعمل الخدمات المتطورة كمراكز الشباب، والأنشطة فى القرية، أحلام عديدة تراودها، ومشاركات مجتمعية كثيرة تتمسك بها، تزين إطارها فى النهاية الحب والتواصل بينها وبين الأطفال الذى تجده أثناء قضاء الوقت معهم.