تتواصل الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة فى العاصمة الليبية طرابلس لليوم الثانى على التوالى، وذلك بعد انهيار اتفاق وقف اطلاق النار الموقع فى مدينة الزاوية الليبية، مطلع الشهر الجارى، ودعت بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا، جميع الفرقاء خاصة الميليشيات التى يقودها صلاح بادى، إلى الالتزام بوقف فورى لإطلاق النار فى العاصمة طرابلس، معتبرة أن استهداف المدنيين والمنشآت يعتبر من جرائم الحرب.
وحذّرت البعثة الأممية من استمرار القتال فى العاصمة طرابلس، إذ توعدت كل العابثين بالأمن بالملاحقة الجنائية الدولية، وطالبت البعثة من المناطق العسكرية المكلفة بفض الاشتباكات التدخل الفورى فى مناطق الاشتباك ودعم فرق وقف إطلاق النار العاملة على الأرض.
بدوره كشف المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ فى طرابلس، أسامة على عن حصيلة الاشتباكات التى جرت اليوم الخميس، مشيرًا إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 13 آخرين بينهم مدنيين.
وأكد المتحدث الرسمى باسم جهاز الإسعاف والطوارئ فى بيان صحفى، اليوم الخميس، أن هذه الحصيلة أولية وسط غياب الإحصائيات التى تنقلها باقى الجهات.
الدكتور أسامة على
فيما، اتهم اللواء السابع أفراد المليشيات المسلحة فى طرابلس بخرق الهدنة، مؤكدا احترامه لاتفاق الزاوية والتزامه به رغم الهجمات التى تعرضت له مواقعه من هذه المليشيات دون أى موقف من رعاة الهدنة أو اللجان المشكلة لمراقبتها.
فيما أكد رئيس المؤتمر الوطني الجامع الليبي، محمد العباني، دعم أبناء الشعب الليبى لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، متهما بعض الدول الأوروبية وفى مقدمتها إيطاليا بالتدخل في الشئون الداخلية الليبية، موضحا أن تدخلات روما أدت إلى تعقيد المشهد السياسي الليبي واحتدام القتال بين الميليشيات المسلحة التي تتبع المجلس الرئاسي.
محمد العباني
وأشار العباني فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من العاصمة التونسية، الحميس، إلى أن مبادرة المؤتمر الوطني الجامع التي طرحت لحل الازمة قد حظت بموافقة أكثر من 80% من القوى السياسية الليبية، مؤكدا رغبة الشارع الليبي في الاعتماد علي مؤسسة عسكرية وطنية موحدة، ورفض التدخلات الإيطالية فى الشان الداخلي الليبى.
بدوره أكد الباحث الليبى فى مركز الدراسات الدولية بجامعة جون هوبكنز الأمريكية، حافظ الغويل، امكانية ترويض الميليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة طرابلس فى حال توافرت الادارة السياسية، موضحا ان المشكلة الرئيسية للأزمة الليبية تكمن في عدم اعتراف المجتمع الدولى بأن ماحدث في البلاد منذ عام 2011 حرب أهلية، مشيرا إلى أن ذلك أدى لوجود الميليشيات المسلحة وتأخر نزع سلاحها واستيعاب مقاتليها وإعادة تأهيلهم.
حافظ الغويل
وأكد الغويل فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من الولايات المتحدة الأمريكية، أن المليشيات المسلحة فى الحقيقة لا تتعدى أن تدعم عصابات إجرامية وليس لها أى أيديولوجيات سياسية، مشيرا إلى جرائم تلك الميليشيات فى تعذيب البشر وتهريب السلاح أو المخدرات أو السلع مما يصعب التعامل معها إلا بالقوة.
وأشار الغويل إلى فقدان الشعب الليبى الثقة فى كافة الأطراف والشخصيات التى ظهرت بعد أحداث 17 فبراير عام 2011، مؤكدا وجود فرصة كبيرة لشخصية سيف الاسلام القذافى للظهور مرة آخرى حال تمكن من توحيد القبائل الليبية حوله وإبرام مصالحة وطنية حقيقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة