إذا تابعت قوائم الكتب الأكثر مبيعا فى المكتبات ودور النشر المصرية، ربما لفت انتباهك تصدر كتب التنمية البشرية، وتزايد مثل هذه الكتابات، داخل اهتمامات الشريحة الأكبر من القراء، ما جعلها فى صدارة الأعمال المطبوعة حديثا.
عدة مكتبات مصرية، تصدرت فيها كتب التنمية البشرية، بينها ألف والشروق وديوان، فهل هذا مؤشر على ظاهرة جديدة لدى القراء، أم أن القارئ يجد فى هذا النوع من الأدب، شىء يبحث عنه ويجدها عن كتاب ومتخصصى التنمية البشرية، ومن هذا المنطلق تواصلنا مع عدد من الكتاب والنقاد والمتخصصين فى التنمية البشرية، لمعرفة رأيهم حول ذلك الموضوع.
صلاح السروي
قال الدكتور صلاح السروى، أستاذ الأدب العربى الحديث بجامعة حلوان، إن ذلك متسق فى الحقيقة مع حالة الشباب المحبط، وبالتالى يبحث عن حلول لهذه المشاكل من خلال كتب الطاقة أو التنمية البشرية.
وأضاف "السروى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الشريحة الأكبر والمستهلك الأكبر للأدب والفنون فى العالم كله هم الشباب، وبالتالى هم المستفيد الأول من هذا النوع من الكتب، مشيرا إلى شريحة القراء تتباين ما بين عمرى 18 حتى 50 عاما.
بسمة سليم
بينما قالت الدكتورة بسمة سليم، أخصائى الصحة النفسية والتنمية البشرية، إن كتب التنمية البشرية لها أبعاد نفسية عن الجمهور، مثل ظاهرة لاعب الكرة التى يلتف حوله المشجعون، أو الحدث المعين الذى يصبح حديث الشارع، لافتة إلى أن أول من أدخل تلك الظاهرة عند القراء كان الدكتور الراحل إبراهيم الفقى، والذى ساعد على زيادة الوعى لدى عدد كبير من القراء كانوا مفتقدين لمثل هذه الكتابات.
وأضافت بسمة سليم أن تلاميذ "الفقى" ساروا على نفس نهج معلمهم، وأصبحوا يبحثون على أدوات أخرى متطورة، وأصبحت التنمية البشرية منتشرة كظاهرة فى الكتب وأيضا فى برامج التوك شو، التى أصبحت تستضيف عددا كبيرا من متخصصى التنمية البشرية، وأصبح لهذا العلم ثقل عند كثير من القراء.
وأوضحت الدكتورة بسمة سليم، أن الشباب هى الأكثر اهتماما بذلك النوع، ويظهر الاهتمام به عندما يمر الشخص بإحباط ويحتاج أن يخرج من هذا الحالة، وهناك طريقان أما الاستسلام للإحباط أو أن يساعد نفسه، ويبحث عن مخرج لمساعدة نفسه، ومن يقوم بذلك هو الشخص المتزن والمتقبل لذاته، وأن مثل هذه الكتب يستطيع القارئ من خلالها معرفة نجاحه ويستطيع تحديد مشاكله وتحديد سبب كل منها.
عماد العادلى
من جانبه قال الكاتب عماد العادلى، المستشار الثقافى، لمجموعة مكتبات "أ"، إن هذه الكتب كانت تراجعت خلال السنوات الماضية، لأسباب تخص كتاب ذلك النوع، ومنها الاستسهال والتقليد، لذا فقد الكثير منها الثقة لدى الجمهور، ولم يبق منها سوا الكتب المترجمة مثل فن اللامبالاة، والذى انتشر أيضا بسبب اللاعب محمد صلاح.
وأضاف "العادلى" أن الاتجاه لمثل هذه الكتابات يكون عند القراء الذين يبحثون عن شكل أفضل للحياة، ويبحثون عمن يعطيهم الأمل فى غد أفضل، لافتا إلى أن أغلب قراء هذا النوع هم الشباب، والذى يمثل الفئة الأكبر من جمهور القراء بشكل عام.
وأوضح الكاتب عماد العادلى أن أغلب الفئات العمرية من كبار السن تتجه للكتب الدينية أو السياسية، لكن التنمية البشرية والأدب فهى النوع المفضل للشباب.