دائماً ما تثير تدويناته على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" الجدل، إلا أن تدوينة رجل الأعمال نجيب ساويرس بشأن عفو الأمم المتحدة عن شركة "كوريولينك" هذه المرة أثارت التساؤلات عن الرابط بين علاقته بالشركة، وسبب سعادته بعفو الأمم المتحدة عنها، وكيف يمتد هذا القرار ليؤثر على مجموعته الضخمة أوراسكوم للاستثمار القابضة.
قصة كوريولينك
فى 2008 بدأ نجيب ساويرس بناء أول شبكة اتصالات بكوريا الشمالية، ضمن استثمارات أخرى شملت فندقا وخدمات عديدة بقيمة 250 مليون دولار، وذلك قبل أن يواجه بعد عدة سنوات مشاكل لإطلاق الحكومة هناك شبكة منافسة، وصعوبات فى تحويل أمواله خارج كوريا، وهو ما دفعه إلى تعديل المعالجة المحاسبية لشركة كوريولينك – والتى يمتلك 75% منها- فى 30 سبتمبر 2015، وذلك بإثباتها كاستثمارات فى شركات شقيقة بدلا من شركات تابعة لعدم قدرته على السيطرة عليها، وذلك فى ضوء تزايد حدة القيود والصعوبات المالية والتشغيلية التى تواجه شركة كوريولينك نتيجة الحظر الدولى على كوريا.
والشركة الشقيقة هى منشأة تتمتع المجموعة بتأثير جوهرى عليها من خلال المشاركة فى القرارات المالية والتشغيلية لتلك المنشأة ولكنه لا يرقى لدرجة السيطرة أو السيطرة المشتركة.
وتسبب الحظر الدولى المفروض من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى ومنظمة الأمم المتحدة على كوريا الشمالية فى تقييد المعاملات المالية وتصدير واستيراد السلع والخدمات بما فى ذلك السلع والخدمات اللازمة لتشغيل وصيانة وتطوير شبكات الاتصالات إضافة إلى القيود المفروضة على الشركة والتى تؤثر على قدرتها على تحويل أرباح للشركة الأم مع غياب سوق صرف حر للعملات بكوريا من البنك المركزى بكوريا الشمالية.
محاولة الاندماج
وطرح نجيب ساويرس على الجانب الكورى، عرضاً يتضمن اندماج شركته كوريولينك مع مشغل الاتصالات المحلى الثانى والمملوك بالكامل لحكومة كوريا الشمالية، ورغم وجود موافقة مبدئية وقتها على هذا الاندماج والذى كان من شأنه إيجاد حلول مستقبلية لبعض تلك العراقيل، إلا أن الجانب الكورى لم يوافق على منح إدارة المجموعة حق السيطرة فى حالة الاندماج خاصة مع زيادة حدة القيود المفروضة.
ثم تم الاتفاق على التقسيم العادل لعدد المستخدمين بين شركة كوريولينك ومشغل الهواتف الحكومى (كينج سون جنت)، وتحويل كافة الأرصدة النقدية المدرجة بالعملة المحلية إلى اليورو باستخدام سعر الصرف الموازى، والذى يبلغ 8650 عملية محلية يعادل يورو واحد بخلاف السعر الرسمى والذى يصل فيه قيمة اليورو الواحد إلى 118 عملة محلية، بالإضافة إلى السماح بتحويل الأرباح للخارج.
عقوبات الأمم المتحدة
ورغم الاتفاق السابق، إلا أن نجيب ساويرس واجه قراراً من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى 11 سبتمبر عام 2017 يلزم الدول الأعضاء بإصدار قوانين تمنح وتحظر المشاركة فى المشروعات المشتركة والشركات القائمة أو المستقبلية مع جمهورية كوريا الشمالية إلا فى حالة حصول على موافقة بالاستمرار فى المشروع المشترك، وبالفعل قام ساويرس بطلب رسمى من خلال مصر للجنة المختصة بمجلس الأمن للموافقة على استمرار استثماراتها.عائد قرار الأمم المتحدة
فى تقرير أخير لشركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، أكدت أنه فى ظل عدم وجود آلية واضحة لتنفيذ قرار الأمم المتحدة فأنه يصعب قياس أثر القرار على القيمة الاستردادية للاستثمار.
غير أنه وفقاً للنتائج المالية لشركة أوراسكوم للاستثمار القابضة فى الستة أشهر المنتهية فى 30 يونيو لعام 2018، فأن استثمارات أوراسكوم فى الشركات الشقيقة تصل إلى 614 مليون جنيه، وتضم 4 شركات شقيقة وهى شركة شيو تكنولوجى جوينت فيتشر كومبانى متخصصة بنشاط خدمات الهواتف وتعمل بدولة كوريا الشمالية، وتصل نسبة الملكية المباشرة وغير المباشرة 75%، شركة اكسيس هولندج وتعمل بنشاط نظم معلومات للخدمات المالية وتعمل بدولة الولايات المتحدة الأمريكية وتصل نسبة الملكية المباشرة وغير المباشرة بها 23.7%، وشركتى الإلكترونية لخدمات الإدارة فى مجال صناديق الاستثمار والدولية لخدمات الإدارة فى صناديق الاستثمار ويعملا بنشاط خدمات إدارة صناديق الاستثمار وتصل نسبة الملكية بكلا منهما إلى 14%، وهما يعملان فى مصر.
وبحسب القوائم المالية، يصل إجمالى الأصول بشركة كوريولينك 27.5 مليار جنيه فيما تصل إجمالى الالتزامات 3.969 مليار جنيه ليصل صافى الأصول 23.6 مليون جنيه.
وخلال الستة أشهر المنتهية فى 30 يونيو لعام 2018، بلغ إجمالى إيرادات شركة كوريولينك 2.3 مليار جنيه مقابل 3.2 مليار جنيه خلال الفترة المماثلة من العام الماضى، وبلغ صافى المصروفات 1.2 مليار جنيه مقابل 918 مليون جنيه، ليصل صافى الربح بعد الضرائب 2.1 مليار جنيه مقابل 2.3 مليار جنيه، ويبلغ نصيب أوراسكوم منها 1.5 مليار جنيه مقابل 1.7 مليار جنيه.
فيما تقدر أرباح "أوراسكوم" العالقة فى بيونج يانج تقدر بـ540 مليون دولار، ولذا فأن هذا القرار قد يفتح باب الآمال لتحويل تلك الأرباح لشركته الأم أوراسكوم للاستثمار القابضة المدرجة بالبورصة المصرية.
وقال رجل الأعمال نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، إن شركته بدولة كوريا الشمالية "كوريولينك" التابعة لأوراسكوم للاستثمار، قد حصلت على عفو من الأمم المتحدة، مضيفا فى تغريدة عبر "تويتر" أن هذا الخبر سار له ولشركته.
وتحولت شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، من الربحية إلى الخسارة خلال النصف الأول من العام الحالى على أساس سنوى، إذ سجلت الشركة صافى خسارة بلغ 141.2 مليون جنيه منذ بداية يناير حتى نهاية يونيو 2018، مقابل أرباح بقيمة 359.32 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضى.
وارتفعت إيرادات التشيغل خلال الفترة، حيث سجلت 823.5 مليون جنيه بنهاية يونيو الماضى، مقابل 716.5 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضى، وفى المقابل، ارتفعت المصروفات التمويلية للشركة خلال النصف الأول، حيث سجلت 77.9 مليون جنيه بنهاية يونيو، مقابل 60.27 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضى.
كما تحولت الشركة إلى الخسارة فى القوائم المالية المستقلة، حيث سجلت خسائر بقيمة 61.04 مليون جنيه خلال النصف الأول، مقابل أرباح بقيمة 367.7 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضى.
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو الشيماء
تحقيق التوقعات والقرار الصائب
أعتقد أن سر سعادة المهندس نجيب ساويرس هى ان توقعاته قد تحقق منها ماكان يتوقعه ورفضه الانسحاب من كوريا الشمالية والخسارة المبكرة ولكنها أصر على التواجد فى السوق الكورى أملا فى الحصول على مكاسب مستقبلية والآن هناك فرصة للحصول على المكاسب وتحويل الأرباح الى الشركة القابضة