يخطط الكثيرون منذ الطفولة لسير طرق محددة، لتفاجئهم الظروف والأقدار ببعض التغييرات التى يرونها فى وقتها إخفاقًا، لكن تمر الأيام ويعرفون أن الخير يكمن فيما اعتقدوه شرًا، وكان هذا ما حدث مع "شيماء جوهر" التى طالما حلمت بالالتحاق بواحدة من الكليات العلمية من أجل تصنيع دواء للمرضى والمساهمة فى تخفيف آلامهم، لكنها لظروف صحية لم تتمكن من الحصول على المجموع المطلوب لتحقيق حلمها، فاستقر بها المطاف فى قسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة بنها، لتجد نفسها بعد سنوات حاصلة على لقب أصغر فائزة بجائزة الاتحاد الدولى للكيمياء.
شيماء جوهر
اعتادت صاحبة الـ26 عاما على التمسك بأحلامها منذ طفولتها، والتكيف مع الظروف مهما كان الواقع ضد أمنياتها، وهو ما فعلته فى كلية العلوم حتى حصلت منذ أيام على الجائزة الدولية فى الكيمياء التطبيقية، فأصبحت بذلك أصغر فتاة مصرية وعربية تحصل على تلك الجائزة المرموقة.
وتحكى "شيماء جوهر"، لـ" اليوم السابع"، عن أصعب اللحظات التى مرت عليها فى طريق حصولها على تلك الجائزة فتقول إنها أخفقت أكثر من مرة فى بداية دراستها الجامعية بكلية العلوم، لظروف صحية صعبة ألمت بها. وقتها لم تحصل شيماء على التشجيع وإنما صدمتها زميلة لها بعبارة جارحة "إنتى عايزاهم يساووا بين الفاشل والمجتهد؟" كانت هذه العبارة السلبية كلمة السر فى تحفيزها لتتخذ من تلك الطاقة السلبية دفعة لها نحو الأمام، وبالفعل أحرزت أعلى معدلات التفوق خلال السنوات الثلاثة التالية.
شيماء جوهر
شيماء جوهر
تخرجت ابنة قرية شبلنجة بمحافظة القليوبية من قسم الكيمياء عام 2013، وبدأت فى إعداد خطتها البحثية لتقديم رسالة الماجيستر الخاصة بها، والتى ركزت فيها على التعلم والاستفادة وتحقيق حلم حياتها بالبحث عن تصنيع دواء لأحد الأمراض الخطيرة، وليس فقط للحصول على درجة علمية أكبر، وهو ما تمكنت من القيام به على مدار عامين تحت إشراف الدكتور بهاء الجندى وهو الذى رشحها للحصول على الجائزة الدولة فى الكيمياء التطبيقية.
شيماء جوهر
وفى عام 2017 رشحها الدكتور بهاء لحضور الاجتماع السنوى لمؤسسة روبرت بوش التى تناقش كبرى الأبحاث العلمية فى الكيمياء التطبيقية والبحتة، وهو الاجتماع الذى مكنها من مقابلة كبار الحاصلين على جوائز نوبل فى الكيمياء، والتحدث فى مستقبل البحث العلمى وأحدث الأبحاث، لتعود شيماء إلى مصر مستكملة رحلتها مع البحث العملى للحصول على رسالة الماجيستير وهى الأبحاث التى تركز على "المستقبلات إكس كبدية"، والتى تؤهل لإيجاد دواء جديد لعلاج الأمراض الكبدية فى المستقبل.
شيماء جوهر
بعدها أتتها الفرصة الكبيرة فى الاحتفالية المئوية للاتحاد الدولى للكيمياء التطبيقية والبحتة "IUBAC"، والتى تم ترشيحها لها من جانب الدكتور بهاء الجندى اعترافًا بالمجهودات التى تقدمها شيماء فى هذا المجال، وتحكى "أول ما عرفت أنى اترشحت للجائزة ما توقعتش إنى ممكن أكسبها، خصوصًا إن كل اللى حصلوا عليها علماء كبار ولهم أبحاث فى مجال الكيمياء التطبيقية"، كلمات عبرت بها شيماء عن الدهشة التى أصابتها عندما تلقت خبر حصولها على الجائزة، وفرحت أكثر عندما أخبرها المشرف على رسالتها أنه فخور بها بشدة لأنها أصغر فتاة تحصل على تلك الجائزة على مدار تاريخها.
شيماء جوهر
دفعة قوية ونقطة أمل حصلت عليها شيماء بعد حصولها على تلك الجائزة، وهو ما يشجعها على استكمال طريقها، وبحسب ما تقول إنها بالرغم من كونها جائزة شرفية إلا أنها اعتراف رسمى ودولى بأن البحث العلمى فى مصر لا يزال يسير على الطريق الصحيح بالرغم من قلة الإمكانات.