لم تتخيل سيدة شرقاوية أن تجربتها الشخصية فى الطلاق وجولتها فى المحاكم، سوف تدفعها إلى إطلاق مشروع إذاعى إنسانى هدفه نشر الوعى بين الأسرة ومحو النظرة السيئة للمطلقة فى المجتمع الشرقى، حيث وصلت للعالمية من داخل منزلها بمحافظة الشرقية، وأطلقت مشروع إذاعة راديو للمطلقات.
"محاسن صابر محمود" 39 سنة، حاصلة على رسالة ماجستير فى التاريخ الإسلامي، "عن دور الأزهر فى تعليم ونهضة المرأة فى إندونسيا"، كان لها تجربة فى المحاكم عندما رفعت قضية طلاق للضرر سنة 2005 وانتهت بإنشاء مدونة على الإنترنت ثم إطلاق إذاعة بالراديو للمطلقات
وتقول" محاسن صابر" لـ" اليوم السابع":" فكرة الراديو جاءت بشكل تدريجى بعد اتخاذى قرارا بالطلاق والحصول على طفلي، منذ 10 سنوات، وخوضى تجربة التردد على المحكمة للطلاق، إلا أن طلاقى انتهى قبل صدور الحكم، وانفصلت عن زوجى دون خلافات، لكنى استفدت من التجربة حيث لاحظت تعدد حالات الطلاق فى المحكمة، ما جعلنى أفكر فى أحوالهم والرغبة فى مساعدتهم، وسرعان ما قادنى تفكيرى إلى تأسيس مدونة على الإنترنت باسم" عايزة أطلق " .. وحرف الواو يشير بصورة غير مباشرة إلى أن المرأة المطلقة، عايزة تطلق وذلك ليس عيبا أو حراما وكانت الافتتاحية الخاصة بالمدونة هى ( عندما ينعدم الأمان، وتصبح الطمأنينة حلم بعيد المنال فعندها مرحبا بأبغض الحلال) وكنت أطرح أفكارى فى المدونة من منظور دينى واجتماعى، فبدأت الناس تدخل تقرأ افتتاحية المدونة، وتتعاطف معى."
وتابعت "محاسن":" الناس وجدت صاحبة المدونة تتحدث بشكل محترم عن والد طفلها، وأن الانفصال تم باحترام، فبدأ العديد يدخل على المدونة، ونجحت جدا وتم تسليط الضوء عليها، وكان ذلك فى عام 2006 وبعد نجاح المدونة، جاءت فكرة مشروع الراديو وأبث من جهازى بالمنزل، وبدأت أنوه عنه وكتبت برامجه والهدف من كل برنامج، والجمهور المستهدف والهدف من البرنامج، كتبت بوست على المدونة بالمشروع، وجدت إقبال رهيب، فقمت بتسجيل الفكرة بالشهر العقارى، وبدأنا فى البداية 35 سيدة ورجل ما بين تقديم وإذاعة لم يسعوا للربح المادى مطلقا، فالجميع متطوع، والهدف من الإذاعة أن تكون منبر لنقل مشاكل المطلقات ومؤزارتها، و البوح والفضفضة والتعبير عن هموم المطلقات وتقديم الدعم النفسى لهن فى ظل تصاعد معدلات الطلاق فى مصر."
وعن أهداف البرامج التى قدمتها "محاسن" فى الراديو، كانت للحد من حالات الطلاق وتوعية السيدات قبل الطلاق والفهم الخاطئ للمطلقات فى المجتمع ونظرته لهن بعد الطلاق، ويقدم البرنامج تجارب لسيدات تروى قصص تعرضت لها، لتثبت للمجتمع أنها طلبت الطلاق ليس على سبيل الدلع.
كما قدمت برامج عديدة، تتناول أوضاع المطلقات خاصة أن المرأة بعد الانفصال تعانى من نظرة المجتمع، حيث روت دكتورة تجربتها بعد الطلاق، فى البرنامج، أنها كانت تعمل طبيبة ومتزوجة وكانت تعود لمنزلها فى الشيفت المسائى، وعندما كانت تركن سيارتها تحت العمارة لم تجد شخص واحد ينظر إليها من شرفة منزله من الجيران، وبعد الطلاق حصلت على شقة الزوجية لكونها حاضنة للأطفال، وعند عودتها من عملها فى الشفت المسائى تجد كل الجيران يفتحون النوافذ للنظر إليها عند عودتها متأخرة مما جعلها تقدم طلب بإلغاء الشيفت المسائى من عملها فى المستشفى بسبب نظرة المجتمع للسيدة المطلقة.
وأوضحت "محاسن" أن زيادة نسب الطلاق من خلال ترددها على المحاكم فترة قضيتها كانت بسبب الضرب والهجر من الزوج، مضيفة:" لكن حاليا الأمور زادت كثيرا وحالات الطلاق أصبحت مخيفة، لأن الغالبية فكرتها عن الزواج مادية، وكأنهم داخلين حرب سواء رجل أو سيدة، ولم يعد الزواج مشاركة وتواضع.
وأضافت "محاسن" أنها تعرضا فى بداية إطلاقها لمشروع الإذاعة لهجوم كبير، ومنذ إنشاء المدونة أيضا قائلة:" لكن من يتابع جيدا ويعى أهداف الراديو، بيشكرنى، ويطلب العمل معى، بعد معرفة أن الهدف نبيل وليس الهدف منه التشجيع على الطلاق، وإنى ضد أن يكون الأطفال محل نزاع قضائى بين الزوجين، فى حالة الانفصال خاصة أن زوجها لم يرفع قضية رؤية وهى من تذهب بطفلها إليه لكى يراه بكل احترام متبادل، ومن هنا ذاع صيت الراديو وأصبح أول راديو خاص بالمطلقات فى العالم.
وأشارت"محاسن" إلى أنها ساعدت من خلال برامجها عدد كبير من السيدات فى العزوف عن فكرة الطلاق، وتواصلت مع الأزواج وأنهت خلافات كثيرة، كما أن ما يقرب من 20 رسالة ماجستير ودكتوارة بمختلف الجامعات المصرية، اتخذت من الراديو موضع لدراستهم وقاموا بتوجيه الشكر للقائمين عليه وفكرته.
وأطلقت "محاسن" عدة دورات تدريبة لتمكين المرأة اقتصاديا وخاصة المطلقة، كما يشارك فى الدورات سيدات متزوجات ورجال، وجميع الدورات مجانية، منها مبادرة " تعلموا اتمكنوا " لتحسين دخل الأسرة ،الهدف إصلاح الأسرة، حيث لا يوجد مجتمع مستقيم من غير أسرة مستقيمة محترمة، ويتم تعليمهم كورسات فوتشوب لكى تتعلم منها كيفية تصميم صفحات اجتماعية أو كروت شخصية أو كروت زفاف، لكى تحسن دخلها وهى فى منزلها.
واختتمت "محاسن"حديثها بأن مشروعها تحدثت عنه وسائل إعلام أوروبية وعربية، ومع ذلك لم تلقى أى دعم من الجهات الحكومية وخاصة المجلس القومى للمرأة، لكى تنفذ تجارب ناجحة معه.
تدشين راديو أذاعى
جانب من المبادرة
محاسن صابر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة