انقضت مهلة الشهر التى منحتها الكنيسة القبطية للكيانات والتجمعات الرهبانية غير المعترف بها كنسيا لكى تعمل على توفيق أوضاعها، ولم يتقدم أى منها بأوراق نقل ملكية الأراضى والمنشآت باسم الكنيسة ومن ثم صارت تلك الأماكن خارجة رسميا عن طاعة البابا وتكسر أهم مبادئ ونذور الرهبنة وهو الطاعة.
يتصدر دير الأنبا كاراس بوادى النطرون تلك القائمة بعدما دخلت أزمة الدير منعطفا جديدا حيث فشلت عدة لجان من المجمع المقدس فى إقناع الراهب القس يعقوب المقارى بتسجيل أراضى الدير باسم الكنيسة القبطية، الأمر الذى دفع الكنيسة لتجريده من رهبانيته وإعادته لاسمه العلمانى فما كان منه إلا أن رسم رهبان جدد بالدير ضاربا بقرارات الكنيسة عرض الحائط.
فى الدير الذى زارته "اليوم السابع"، كاتدرائية كبرى، ومضيفة للزوار وقلايات للرهبان وكنيسة أخرى صغيرة تزدحم بأجساد القديسين التى يحب الأقباط التبرك بها، بالإضافة إلى ورشة نجارة وورش أخرى للحدادة ومساحات شاسعة من الأراضى الزراعية تحيط بالدير.
يتقاسم هذا التجمع الرهبانى مع دير براموس بوادى النطرون مساحة من الأرض كان البراموس يرغب فى ضمها له لتأمين حدوده من الخارج، إلا يعقوب المقارى تمكن من بيع الأرض لمزارعين مسلمين الأمر الذى أقلق رهبان وإدارة دير البراموس من ناحية قلاية البابا كيرلس الصحراوية فى الجبل حيث كان يرغب دير البراموس فى شراء تلك الأراضى للحفاظ على حدوده من الناحية الأخرى إلا أن جمعية زراعية تمتلك الأرض رفضت بشدة رغم كل الإغراءات وجاءت أزمة يعقوب المقارى وبيعه الأراضى لمزارعين مسلمين لتعقد الأزمة.
لم يعقد المقارى يعتد بقرارات الكنيسة ولا بمواقفها إذ يحمل مثلما صرح لليوم السابع، خطابا رسميا من البابا شنودة الثالث قبل وفاته تمكن بموجبه من بناء وتأسيس أراضى الدير الأزمة وحصل على أوراق قانونية سهلت له الأمر من ثم لا يمكن للكنيسة أن تصطدم معه قانونيا إلا فى حالة تحرير دعوى انتحال صفة راهب ضده بعدما تم تجريده رسميا.
الدير الثانى.. دير ماريوحنا الحبيب ببنسلفيانيا أو بطمس
على أجندة رحلة البابا تواضروس للولايات المتحدة الأمريكية يطل دير بطمس أو ماريوحنا بولاية بنسلفانيا الأمريكية بعدما تسبب فى خلاف بين أساقفة أمريكا ففى الوقت الذى أصدر فيه الأنبا كاراس أسقف بنسلفانيا بيانًا رسميًا يحذر فيه الأقباط من زيارة دير ماريوحنا "بطمس" بمنطقة البوكونس ببنسلفانيا ، ومنع الزيارات له التبرعات له تنفيذا لقرارات اللجنة المجمعية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثانى التى أصدرت قائمة بالأديرة المعترف بها كنسيا فى مصر والمهجر لم تتضمن هذا الدير، إلا أن الأنبا بطرس الأسقف العام تحدى قرارات البابا تواضروس وبيان الأنبا كاراس وواظب على ترأس قداس الأحد بالدير غير المعترف به كنسيًا، مع نقل الصلوات على الهواء مباشرة على قناة أغابى القبطية وهى أحد القنوات التابعة للكنيسة ويترأسها الأنبا بطرس أيضًا.
دير مار يوحنا تم تأسيسه قبل 5 أعوام من قبل الأنبا بطرس الأسقف العام، ويقوم بالصلاة والخدمة فيه أحد الرهبان ولكن لم يتم الاعتراف به ولم يخضع لشروط اللجنة المجمعية للأديرة التى شددت على ضرورة تسجيل أرض الدير باسم بطريركية الأقباط الأرثوذكس فى الوقت الذى أكدت فيه مصادر من أقباط بنسلفانيا أن الأرض مسجلة باسم الأنبا بطرس ولا يمكن أن تخضع لقرار لجنة شئون الرهبنة الذى أمهل الأديرة غير المعترف بها شهرا لتوفيق أوضاعها
ولفت المصدر إلى أن إجراءات نقل الملكية فى القانون الأمريكى تستغرق وقتًا طويلًا وتتطلب الحصول على موافقة السكان بتلك المنطقة لنقل ملكية أى مؤسسة دينية حتى وإن كانت الصلوات تقام فيها بالفعل.
الدير الثالث.."عمانوئيل بوادى النطرون"..منفى الفتيات الاختياري
فى حين يدخل دير عمانوئيل بوادى النطرون تلك القائمة كدير للفتيات لم يحظ باعتراف المجمع المقدس للكنيسة القبطية، وكأنه منفى اختيارى للفتيات اللاتى قررن أن يسلكن طريق الرهبنة بعيدا عن أعين الكنيسة حيث لم يتم الاعتراف بالدير حتى اليوم، ولم يتم إدراجه ضمن قائمة "المزارع" التى تخضع لإشراف الآباء الأساقفة حيث تخيرت الكنيسة لفظة "مزارع" للإشارة للأديرة غير المعترف بها كنسيا ولكنها فى طريقها لذلك.
"مزارع" فى طريقها للاعتراف الكنسى كـ "أديرة" بعد أزمات متكررة
يأتى دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان المعروف باسم الدير المنحوت على رأس تلك القائمة حيث يخضع حاليا لإشراف الراهب القمص مينا الصموئيلى الراهب بدير الأنبا صموئيل بالقلمون بالمنيا، وتحاول الكنيسة تقنين أوضاع رهبانه الذين تمت رسامتهم بشكل غامض بعيدا عن الكنيسة الرسمية حيث تم حل الأزمة بين الدولة والدير بعد وساطات كنسية انتهت بتحديد مساحة الدير الذى أسسه الراهب إليشع المقارى أحد رفاق متى المسكين بعدما استقل عن ديره الأنبا مقار بوادى النطرون وشرع فى تأسيسه قبل سنوات وضم إليه مجموعة من الرهبان.
"الزيتونة" بالعبور.. دير "الأشقاء" والمعاقبين من الرهبان
خضع دير الزيتونة بالعبور لإشراف الأنبا دانيال رئيس دير الأنبا بولا بعدما كان غير معترف به كنسيا، ويضم الدير الذى يقع فى صحراء العبور مجموعة من مشاغبى الأديرة المختلفة الذين تطبق عليهم الكنيسة قرارات الإبعاد فمن بينهم رهبان بدير الانبا بيشوى ورهبان بدير السريان والبراموس وغيرها من الأديرة، وهو نفس الدير الذى أصدر البابا تواضروس قرارا بإبعاد الراهب إشعياء المقارى المتهم بقتل الأنبا ابيفانيوس إليه إلا أن الأخير توسل وجمع توقيعات من أخوته الرهبان وبقى فى ديره حتى حادثة القتل.
مزرعة السلام..دير متاؤس الفاخورى سابقًا
فيما ظهر اسم دير "متاؤس الفاخورى" بطريق مصر الإسكندرية الصحراوى ضمن قائمة المزارع حيث حمل اسم "مزرعة السلام" وذلك بعدما صدر قرار لتحذير الأقباط من زيارته قبل أربعة أعوام إلا إنه خضع رسميا لإشراف الكنيسة وظهر ضمن قائمة المزارع التى نشرت الشهر الماضى.
مزرعة "ماريوحنا الحبيب" ..تحت قبضة الأنبا مقار
شكل هذا الدير غير المعترف به أزمة سابقة للكنيسة، إلا أن وضعت يدها عليه رسميا وخضع لإشراف الأنبا مقار اسقف الشرقية والعاشر من رمضان، ورسم فيه رهبان جدد ومنح أخرين رتبة القسيسية فى انتظار أن يحصل الدير على اعتراف الكنيسة بعد توفيق أوضاعه.
