• مراد وهبة عايش على ابن رشد ويكرر نفسه
• المفكر الكبير يصف نصر حامد أبو زيد وعلى مبروك بـ"أحبتى"
الفلسفة كلمة قديمة يونانية الأصل تعنى "حب الحكمة" تهتم بالبحث فى المشكلات الأساسية ومحاولة الإجابة عن أسئلة وجودية مثل الحياة والموت، وعلى مدار التاريخ، لم تخلُ الفلسفة من الجدل والمشاكسات بين الفلاسفة حتى ولو كانوا من عصور مختلفة، فرأينا جدلية ابن رشد صاحب تهافت التهافت ردًا على دراسة سابقة لعصره أعدها أبو حامد الغزالى بعنوان تهافت الفلاسفة، لكننا اليوم، أمام أزمة جديدة بين أستاذ كبير للفلسفة وواحد من أبرز أساتذة الجامعات المصرية، ومجموعة من تلامذته وزملائه عبر مذكراته.
الدكتور حسن حنفى، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، أصدر مؤخرا كتابا يحمل أصداء من سيرته الذاتية، صدر عن الجمعية الفلسفية المصرية، والتى يرأسها أيضًا منذ سنوات، بعنوان "ذكريات 1935- 2018".
وتخرج من تحت يديه عدد من أبرز المفكرين فى العقود الأخيرة، منهم المفكر الراحل الدكتور نصر حامد أبو زيد، والدكتور على مبروك وغيرهما، إلا أن تلاميذه هؤلاء لم يسلموا من لدغات "حنفى" فى ذكرياته سالفة الذكر.
فى هذه الذكريات وتحت عنوان "رئاسة القسم ومحاولة تكوين مدارس فكرية 1987- 1995" أشار "حنفى" إلى عدد من الطلاب والزملاء أنه لم يذكرهم بالاسم لكن كتاباتهم دلت عليهم.
نصر حامد أبو زيد
وصفه حسن حنفى بـ"ابنى البكر"، وقال إنه بدأ حياته بنقده هو شخصيًا وذلك عندما قارن بين كتب حسن حنفى نفسه "العقيدة إلى الثورة"، و"اليسار الإسلامى" مؤكدًا أن المقارنة بين الاثنين خاطئة من الأساس، مشيرا إلى أن "أبو زيد" قدم مشروعه على أساس أن أستاذه ينتقد الغرب دون التأكد من نظرية المعرفة، مضيفا أنه لم يرفض هذا النقد وطلب منه أن يستمر فى ذلك، بحجة خلق تيار فلسفى جديد، كما سره تجول دراسة الأخير عنه كل أرجاء الوطن العربى، وكأنه حقق شهرته من أجل هذا.
وأشار حسن حنفى، إلى أنه وقف مع نصر حامد أبو زيد فى أزمة رسالته الشهيرة، والتى غادر على أساسها البلاد بعد اتهامه بالإلحاد، مشيرًا إلى أنه قدم له النصيحة بالهدوء وعدم المهاجمة فى الإعلام دون أن يسمع له "نصر"، لافتًا فى الوقت ذاته إلى أنه كان صاحب فكرة عودته إلى الجامعة بعد رجوعه إلى مصر، ولو ليوم قبل بلوغه سن الستين من أجل نيله درجة أستاذ متفرغ وهو ما حدث بالفعل.
الدكتور الراحل على مبروك
لم يذكر الدكتور حسن حنفى اسمه، لكنه وصفه بأنه نموذج الصداقة التى تنقلب إلى غيرة وعداوة، موضحًا أنه لم يجدد فكره العلمى، وهو ما تسبب له فى صعوبة الحصول على درجة الماجستير فى الفلسفة الإسلامية، وكرر نفس الشىء فى الدكتوراه، لأنه يقدم بحثًا علميًا غير موثق، لكن فكرته جيدة.
واستعرض حسن حنفى فى كتابه أنه رفض نصائحه بإعادة النظر إلى منهجه العلمى لأنه كان يريد الشهرة بأسرع وقت، وهو ما جعله يلتصق بنصر حامد أبو زيد.
وأضاف "حنفى" أنه كان يخرج ويهاجمه فى الإعلام وعلى "فيس بوك" ويتهمه بأنه "كاهن الفلسفة، ورجل النساء والشهرة والمال والأسفار، وأنه لا يعرف الموضوعية".
فؤاد زكريا
ولم يسلم المفكر الراحل الدكتور فؤاد زكريا، من حسن حنفى، بعدما اتهمه بأن هاجمه ووصفه بزعيم الحركة السلفية، بعدما وقف ضد تجديد إعارته للكويت، وأنه حاول التقرب والتودد من أجل مساندته فى موقفه، وإلا آخذ موقفًا معارضًا، وأخذ يهاجمنى إلى وفاته ولم يعتذر لى، رغم تدخل صديق مشترك من أجل الصلح، ولكن فؤاد زكريا، وأن لم يذكر اسمه رفض ذلك.
يعد الدكتور فؤاد زكريا واحدًا ممن فندوا آراء حسن حنفى التى كانت ترى أن موجة المستقبل فى بلادنا هى ما يسميه بالأصولية الإسلامية.
فؤاد زكريا فى مقال سابق له يتحدث عن أزمة عدم تجديد إعارته
مراد وهبة
أكد حسن حنفي أنه نموذج للغيرة التى تتحول إلى كراهية بدلاً من المنافسة الشريفة، واصفًا إياه بالمفكر الذى يكرر نفسه، ويعيش على قضيتين الأولى أن ابن رشد ليس له مثيل من قبل ولا من بعد، والثانية الهجوم على الأصولية، مدللاً عليه بأنه من رشحته دار النشر لمرجعة كتابه "تعالى الأنا موجود"، ويكتب مقالاً أسبوعيًا بالأهرام وتحول لمفكر الجامعة للهجوم على الإسلاميين.
يذكر أن الدكتور مراد وهبة هو الذى راجع كتاب "تعالى الأنا موجود"، وهو أبزر فلاسفة العصر الحديث، ومؤسس صالون بن رشد، وصاحب مقال أسبوعى تنشره جريدة الأهرام.