شاركت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري ممثلة في الدكتورة غادة لبيب، نائب الوزيرة للإصلاح الإداري، في فعاليات ورشة العمل التي نظمتها جامعة الأزهر بالتعاون مع اتحاد الجامعات الأفريقية بعنوان "بناء وإدارة المستودعات وقواعد البيانات الرقمية للرسائل والبحوث العلمية لمؤسسات التعليم العالي بالقارة الإفريقية" وذلك أمس الاثنين بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات.
وأكدت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى فى بيان لها اليوم الثلاثاء، أن مصر من خلال موقعها الجغرافي وعبر تاريخها الطويل تعتز دائماً وأبداً بانتمائها الأفريقي وتنشغل بقضايا القارة وتسعى دائماً للتعاون والتنسيق مع اشقاءها في الدول الافريقية خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية، بما يسهم في خلق الفرص التجارية والاستثمارية المشتركة لتوفير الاحتياجات التنموية المتزايدة للشعوب الإفريقية وهو ما سيحظى بأولوية لدى مصر في ظل رئاستها للاتحاد الأفريقي عام 2019 مؤكدة على أن ما تقوم به مصر من جهود لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الشاملة والمستدامة، تسعى من خلالها إلى صناعة مستقبل أفضل لشعبها ومنطقتها والعالم أجمع.
وخلال كلمتها التى ألقتها غادة لبيب خلال الورشة أشارت إلي أن استخدام قواعد البيانات الرقمية قد شكّل ضرورة مٌلحة للمؤسسات المختلفة، في ظل كم الاستفادة والنتائج التي تنعكس على المؤسسة فور اعتمادها على قواعد البيانات الرقمية، مضيفة أن أهمية قواعد البيانات الرقمية تنبع من كونها تمكن المؤسسة من عمل تخزين جميع البيانات بكافة الأنشطة لجهة ما بطرق متكاملة ودقيقه وتصنيف وتنظيم هذه البيانات بحيث يسهل استرجاعها في المستقبل، ومتابعة التغيرات التي تحدث في البيانات المخزنة وإدخال التعديلات اللازمة عليها حتى تكون دائماً في الصورة الملائمة لاستخدامها فور طلبها، هذا بالإضافة إلي تخزين كم هائل من البيانات التي تتجاوز الإمكانيات البشرية في تذكر تفاصيلها ومن ثم إجراء بعض العمليات والمعالجات التي يستحيل تنفيذها يدوياً، فضلا عن الربط بين النوعيات المختلفة للبيانات المعبرة عن كافة الأنشطة، والمساعدة على تحقيق السرية الكاملة للبيانات المخزنة بها بحيث لا تتاح أية معلومات لأي شخص ليس له الحق في الاطلاع عليها.
وأوضحت غادة لبيب أنه انطلاقاً من إدراك الحكومية لأهمية قواعد البيانات الرقمية، فقد ركزت خطة الحكومة المصرية على ذلك الجانب، وبدأت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري باتخاذ الخطوات التي تساهم في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتسهيل حصول المواطنين على الخدمات الحكومية، وتوفيرها بشكل إلكتروني وتسهيل الإجراءات، بهدف تيسير حصول المواطنين على الخدمات أينما كانوا، وبالوسيلة التي تناسبهم.
وأضافت نائب وزيرة التخطيط للإصلاح الإداري، أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات تتمثل في بناء عدد من المنصات لتقديم الخدمات الحكومية المختلفة على رأسها بوابة الحكومة المصرية وعليها 75 خدمة حالياً ومستهدف زيادتهم لـ 100 خدمة بنهاية العام المالي الحالي، مشيرة إلي أنه يتم تقديم خدمات عديدة من خلال بوابة الحكومة المصرية مثل إتاحة التحصيل الإلكتروني لبعض الخدمات مثل حجز تذاكر مصر للطيران، حجز تذاكر السكة الحديد، حجز تذاكر أتوبيسات النقل البري، وتحصيل فواتير التليفونات الأرضية، مضيفة أنه تم كذلك إطلاق تطبيق لتقديم الخدمات من خلال الهاتف المحمول وعليه 30 خدمة حتى الآن ومستهدف الوصول لعدد 50 خدمة بنهاية العام المالي الحالي مع إتاحة الدفع الإلكتروني على المنصتين.
وأوضحت غادة لبيب خلال كلمتها أن الوزارة تهتم بتطوير البنية المعلوماتية بهدف بناء مجتمع معلوماتي متكامل لتبادل البيانات بين الجهات الحكومية المختلفة وبهدف دعم منظومة اتخاذ القرار، وخفض الإنفاق الحكومي، ورفع مستوى الكفاءة وتحسين إدارة موارد الدولة باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تقوم الوزارة بتنفيذ مشروع المحول الرقمي الحكومي "G2G"، والذي تم إطلاقه في شهر يونيو 2018، وقد تم ربط وتكامل 21 جهة حكومية عليه بما حقق وفر مالي مثل إتاحة وتكامل بيانات الوفيات للتأمينات، والتموين، والبريد المصري، والتأمين الصحي، وغيرها بالإضافة إلى توفير في الوقت مثل تبادل وتكامل البيانات بين الضرائب، والسجل التجاري والموانئ البحرية، هذا بالإضافة إلى مشروع المواليد والوفيات حيث يتم تسجيل المواليد والوفيات بشكل لحظي حيث يتوافر لدينا ولأول مرة حصر لحظي للسكان "الساعة السكانية" وهو ما يفيد في التخطيط القومي.
وحول قواعد البيانات الرقمية في المجال العلمي أكدت غادة لبيب أنه تم بناء اتحاد المكتبات الجامعية المصرية في بداية عام 2006 وتشرف عليه وحدة المكتبات الرقمية، كأحد الوحدات التابعة لمركز الخدمات الإلكترونية والمعرفية بالمجلس الأعلى للجامعات، حيث تسعى الوحدة إلى رفع كفاءة خدمات المكتبات والمعلومات بالجامعات المصرية بما يساعد على تقديم معلومات تفاعلية، بالإضافة إلى دعم أواصر التعاون بين مؤسسات تقديم خدمات المعلومات بالتعليم العالي ومما يساعد أيضاً على ترشيد النفقات وتحقيق أفضل استغلال للموارد المتاحة وتعظيم معدلات الاستفادة من تلك الموارد، مضيفة أن هذا الاتحاد يعتبر أكبر برنامج تعاوني لمؤسسات المعلومات في مصر والوطن العربي حيث تشارك فيه أكثر من 43 مؤسسة تتضمن (24) جامعة حكومية، (6) جامعات خاصة، (13) مؤسسة بحثية وخدمية، وتتيح الوحدة استخدام المكتبات الرقمية، عن طريق الحاسبات المتصلة بشبكة الجامعات المصرية.
وفي نهاية كلمتها أعربت نائب وزيرة التخطيط للإصلاح الإداري، عن تطلعها لدمج المكتبات الرقمية في برنامج تعليمي أفريقي واحد، وتطويرها كمصدر تفاعلي للمعرفة عبر الإنترنت، حيث يمكن الاستفادة من ذلك في إحداث نقلة كبيرة في المكتبات من الوسائط المطبوعة إلى الرقمية، وتوفير فرص للتعاون بين المكتبات على صعيد القارة الأفريقية، وفرص لتجميع المصادر الرقمية من المكتبات والأرشيفات من جميع دول قارة أفريقيا، كذلك توفير فرص لعقد اتفاقيات للسماح بالدخول من جميع أنحاء العالم إلى شبكة قائمة على المصادر الرقمية، بالإضافة إلي الاتفاق على واجهة بحث ثابتة للشبكة يمكن من خلالها اكتشاف تلك المصادر والدخول إليها، مع توفير فرص للمشاركة والاستفادة من الخبرات الأفريقية المختلفة فيما يتعلق بإعادة صياغة شروط وحالات ترخيص المصادر الإلكترونية من وجهة نظر المكتبة من أجل استخدامها على المدى الطويل، مؤكدة على أنه لا يمكن للقارة الأفريقية أن تعيش في معزل عن ثورة وتكنولوجيا المعلومات التي اجتاحت العالم، علماً بأن التقدم التكنولوجي والعلمي في قارة أفريقيا لن يتحقق دفعة واحدة، ولكن يأتي بشكل تدريجي، حيث أن العلم هو العنصر الأساسي في سبيل تحقيق التقدم والنهضة بين الشعوب والأمم، لذا فمن الضروري أن يتم التركيز أولاً على عملية التحديث في المجال العلمي، وبناء قواعد البيانات الرقمية للرسائل والبحوث العلمية لمؤسسات التعليم العالي بالقارة الإفريقية، كمرحلة أولى لتحقيق التقدم في باقي المجالات.