يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى رسالة منه للمجتمع الدولى على الدور الذى تلعبه مصر على المستوى الأقليمى والعالمى. وتأتى مشاركة "السيسى" الخامسة باجتماعات الأمم المتحدة والمنعقدة حاليا فى نيويورك، فى الوقت الذى تتجه فيه انظار المجتمع الدولى كافة لما يحدث على ارض مصر من تغيرات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وبنظرة سريعة على اجندة الرئيس خلال جولته سنلاحظ تصدر القضايا العربية لقائمة اولوياته لطرحها أمام العالم بالإضافة لحرصه على تفعيل التعاون العربى تجاه عدد من القضايا المشتركة ، وكذلك محاولاته للوقوف على اوجه الخلل فى الأوضاع الاقتصادية العالمية ومناقشة سبل انهاء مسببات الأزمات الدولية التى تهدد الإستقرار العالمى، هذا بخلاف التركيز على قضية مصر الأولى وهى مكافحة الإرهاب .
وقد بعث الرئيس بمجموعة من الرسائل الهامة أمام المجتمع الدولى ، أبرزها استعراضه للتحديات التى يواجهها العالم ، وعلى رأسها الإرهاب ، مؤكدا على ان ما تشهده المنطقة والعالم من أعمال إرهابية يعد دليلا على طبيعة الاهداف الحقيقية التى يسعى هذا الكيان لترسيخها والتى سبق وان حذر منها الرئيس كثيرا، ومطالبا بضرورة تجفيف منابع الدعم التى تساعد على تمويل تلك الكيانات الإرهابية ، بالإضافة إلى رسالة أخرى اشار فيها السيسي للدور الذى لعبه مشروع قناة السويس الجديد فى تحريك عجلة التنمية الاقتصادية ، بخلاف رسالة ثالثة تتعلق بالوضع السورى وملف الصراع العربى الاسرائيلى حيث طالب اولا بضرورة وقف كافة الأعمال العدائية التى تسهدها سوريا حاليا ، ووضع حل نهائى للصراع العربي الإسرائيلى والوصول إلى تسويه نهائية وسلام دائم وعادل فى المنطقة وأخيرا رسالة الرئيس المرتبطة بما تشهده مصر حاليا من تغيرات سياسية واقتصادية وما حققته من انجازات فى اطار حربها على الإرهاب .
وفى تقييمها للزيارة والمشاركة الخامسة ومدلول رسائل الرئيس السابق الإشارة اليها امام المجتمع الدولى ، تقول الدكتورة نهى بكر استاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، الدكتورة نهى بكر استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية ، ان حرص الرئيس على حضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوضح اهتمام مصر وثقتها فى المجتمع الدولى والشرعية الدولية ، ويعضض من دور الأمم المتحدة فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها الأخيرة ، وأضافت : كما ان لقاء الرئيس بعدد من رؤساء الدول والمنظمات الدولية دليل على استمرار التواصل على المستوى الثنائى والدولى ، وأشارت بكر إلى ان لقاء السيسى بمديرو صندوق النقد الدولى والبنك الدولى رسالة هامة لدعم قطار التنمية فى مصر والدليل على ذلك التصريح العالمى الذى خرج ليؤكد على تعافى الاقتصاد المصرى وهى شهادة هامة امام العالم .
وتابعت بكر: لقاءات الرئيس كانت ايضا بمثابة فرصة عظيمة للاستثمار وذلك بعد توقع زيارة ما يقرب من 50 مستثمر أمريكي وهى خطوة هامة لجذب الاستثمارات الاجنبية فى مصر .
واتفقت معها النائبة داليا يوسف عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب والتى قالت : الرئيس عبد الفتاح السيسى هو اول رئيس عربى يحرص على حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة الخامسة على التوالى يليه الملك عبد الله الثانى ملك الأردن ، وهذا الحرص يؤكد من وجهة نظرى على النمط المختلف الذى اتخذته الإدارة المصرية طيلة الأربع سنوات الماضية فى ادارتها للعلاقات الخارجية ويؤكد ايضا على دورها الريادى داخل المجتمع الدولى ويعلى من اسم مصر لتواجدها ومشاركتها لدول العالم كل عام .
وأضافت: جاءت زيارات الرئيس السيسى خلال الأربعة سنوات الماضية والتى قاربت على الــ80 زيارة كخطوة غير مسبوقة فى تاريخ العلاقات المصرية الخارجية والتى يقوم بها رئيس مصرى لأول وما يهمنا هنا نوعية الزيارات وفتح الابواب امام علاقات ودول لم تُفتح من قبل ، وهذا انجاز قوى جدا ويؤكد ان استراتيجية العلاقات الخارجية للإدارة الحالية مبنية على التنوع ولا تقع فى نفس الخطأ الذى وقعنا فيه طيلة العقود الماضية . ففكرة ان سياستنا الخارجية معتمدة على حليف واحد او اثنين او عدد محدود من الحلفاء قد تغيرت تماما فنحن هنا نفتح الأبواب مع دول جديدة ونؤكد ان مصر منفتحة على العالم كله ونطور من قدرتنا فى ملفات التعاون الدولى والتجارى والصناعى والسياسى والاقتصادى .ومن المعروف لدارسى العلاقات الدولية انها مبنية على المصالح المشتركة ومن المهم ان يكون لدينا رؤية لتلك المصالح المشتركة مع الدول الاخرى شريطة ألا تعتمد على عدد قليل من الدول غير الفعاله.
وتابعت : وقد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على زيارة عدد من الدول لأول مرة وحضور مؤتمرات لم يحضرها رؤساء مصريين من قبل بالإضافة لمحاولاته الدائمة لتعزيز علاقتنا بالقارة السمراء والدول الافريقية هناك اكثر من رسالة سيبعثها الرئيس فى اجتماعات الأمم المتحدة امام العالم اولها المسار الصعب الذى قررت مصر ان تسلكه فى طريقها لتحقيق الاصلاح الاقتصادى والسياسى ، ثانيا التعاون الدولى فى مجال مكافحة الارهاب فالرئيس هذه المرة عازما على ضرورة تناول هذا الملف بجدية تامة من قبل المجتمع الدولى ، من خلال وضع تعريف محدد وواضح للإرهاب لتتحد جميع القوى الدولية فى محاربته خاصة وان بعض الاعلام الغربى اساء لصورة تعامل مصر مع هذا الملف فى سيناء وتحيل كما لو ان الحكومة تقف امام المعارضة فى حين ان حربنا فى سيناء معروف انها ضد الجماعات المسلحة الارهابية التى تعترف صراحة بتبعيتها للتنظيمات الارهابية الدولية مثل داعش والقاعدة . واختتمت حديثها قائلة : وهناك رسائل اخرى سيبعث بها الرئيس امام المجتمع الدولى تتعلق بدور مصر وتعاملها مع قضايا اللاجئين وما حققته من نجاحات فى هذا الملف .
ومن جانبه، وصف السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق، زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى ومشاركته فى اجتماعات الجمعية العامة بالناجحة والتى تعدم وتعزز الموقف والدور المصرى فى الساحة الدولية والعربية والأفريقية ، مضيفا : وقد قام الرئيس بدور كبير خلال الفترة الماضية واتضح ذلك سواء فى الاجتماعات الثنائية مع دول بعينها او كبار قيادات المؤسسات المالية الدولية وهى اجتماعات ولقاءات تصب فى صالح مصر سياسيا واقتصاديا فى مجال الاستثمارات الاجنبية فى البلاد ، واعتقد انها من انجح المشاركات التى سنجنى ثمارها قريبا.