رفضت الصين، اليوم الأربعاء، ما ورد فى خطاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول النزاع التجارى بين الجانبين، وتحميله بكين مسؤولية فقدان ملايين الوظائف فى الولايات المتحدة وحدوث عجز تجارى بلغ 13 تريليون دولار خلال العقدين الماضيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "جينج شوانج" خلال المؤتمر الصحفى اليومى بمقر الوزارة إن المكتب الإعلامى لمجلس الدولة الصينى (مجلس الوزراء) أصدر أمس الأول وثيقة حول الاحتكاك التجارى تناولت: التعاون المربح للطرفين بين الصين والولايات المتحدة فى المجالين التجارى والاقتصادى، وتوضيح الحقائق حول العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين، والممارسات الحمائية التجارية للإدارة الأمريكية، والتنمر التجارى للإدارة الأمريكية، والأضرار الناتجة عن الممارسات غير المناسبة للإدارة الأمريكية تجاه الاقتصاد العالمى، وأخيرا موقف الصين.
وأضاف شوانج أن إلقاء اللوم على الصين فى القضايا الاقتصادية والتجارية التى ذكرها الرئيس الأمريكى "غير منطقى"، قائلًا "التعاون فى المجالين التجارى والاقتصادى بين الجانبين قائم على الربحية للطرفين، والجانبان حققا مكاسب ملموسة بسبب هذا التعاون خلال السنوات الماضية".
وأكد المتحدث باسم الخارجية الصينية أن موقف بلاده ثابت حيال أى خلاف، وهو ضرورة أن يكون الحل عبر الحوار والتشاور بدلا من الأحادية، داعيا الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاستماع إلى الأصوات التى تنادى بأهمية الالتزام بالتعددية والتعاون من خلال المؤسسات الدولية.
وحول انتقادات الرئيس الأمريكى للاشتراكية، قال شوانج "أعتقد أن كل دولة لها الحق فى اختيار مسار تنميتها الخاص بها، وأن القول الفصل حيال مدى نجاح ذلك يكون لشعب هذه الدولة".
ودعا شوانج إلى ضرورة التخلى عن عقلية الحرب الباردة، قائلا يجب أن نتذكر أن 30 عاما مضت على الحرب الباردة، وغالبية دول العالم حاليا لا ترغب فى تكرار ذلك.
وقال عضو مجلس الدولة وزير خارجية الصين "وانج يى" إن الصين متمسكة بتطوير علاقات صحية ومستقرة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة.
وأضاف وانج خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الصين تهدف إلى تحقيق علاقات ثنائية تتميز "بعدم التصادم وعدم المواجهة، والاحترام المتبادل وتعاون المنفعة المزدوجة" بين البلدين.
وتابع وانج أنه قد تكون هناك منافسة بين الصين والولايات المتحدة، ولكن يتعين على كلا الجانبين ألا ينظرا لبعضهما البعض بعقلية الحرب الباردة، ويتعين أن يتفاديا الوقوع فى فخ لعبة المحصلة الصفرية.
وأشار وانج إلى أنه "فى الآونة الأخيرة، سعت بعض القوى بالولايات المتحدة إلى التشكيك بالصين، وخلق مشاعر عدائية تجاهها، وسببت ضررا بالغا للعلاقات الصينية-الأمريكية"، محذرا من أنه "إذا تركت (تلك القوى) بدون كابح، فستسبب انحرافا بالعلاقات الصينية-الأمريكية، حيث إنها مضادة للمصالح المشتركة لكلا البلدين، وللمجتمع الدولى أيضا".
وأعرب وانج عن أمله أن تخطو الصين والولايات المتحدة "تجاه بعضهما البعض" من خلال تحسين الفهم المتبادل وكبح انتشار المشاعر السلبية، من أجل ضمان تطور العلاقات الثنائية على المسار الصحيح.
وأشاد وانج بجهود وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر لتطوير العلاقات الصينية-الأمريكية، معربا عن أمله أن يواصل كيسنجر تأثيره الفريد وتقديم المزيد من الإسهامات للعلاقات الصينية-الأمريكية.
من جهته، قال كيسنجر إنه متفائل إزاء تطور العلاقات الأمريكية-الصينية على المدى الطويل، داعيا كلا الجانبين إلى النظر لعلاقاتهما من منظور أوسع وتعزيز التعاون فى القضايا الدولية والإقليمية، ومواجهة التحديات العالمية.
وأضاف أن بعض التعليقات المعادية (للصين) فى الولايات المتحدة لا تمثل الاتجاه العام، وأنه رغم بعض الاختلافات حول بعض القضايا، ولكن يتعين على الجانبين ألا ينازعا بعضهما البعض، لأن ذلك ليس فى صالحهما.
وأكد كيسنجر أن التعاون هو الخيار الصحيح الوحيد للولايات المتحدة والصين، معربا عن استعداده لمواصلة العمل لتحقيق هذا الهدف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة