أعلن نائب وزير الخارجية الروسى، ألكسندر جروشكو، أن نشر الولايات المتحدة قاعدة عسكرية فى بولندا سيعنى تدمير القانون التأسيسى للمعاهدة الموقعة عام 1997 بين روسيا وحلف " الناتو"، والتى تنص على عدم نشر قوات قتالية كبيرة على أساس دائم.
وقال جروشكو لوكالة أنباء (سبوتنيك) اليوم الأربعاء: "نحن ننظر بشكل سلبى لقرار نشر قاعدة عسكرية أمريكية فى بولندا لأسباب عديدة"، مشيرا إلى أن مثل هذا القرار سيعنى المزيد من التدهور فى الوضع الأمنى الأوروبي.
وأضاف: " أن هذا سيتطلب من جانبنا اتخاذ إجراءات عسكرية إضافية تضمن أمننا بشكل موثوق فى الظروف الجديدة"، مؤكدا أن لدى بلاده امكانات عديدة غير مكلفة لتعزيز أمنها.
وشدد جروشكو على أن نشر القاعدة العسكرية الأمريكية فى بولندا سيكون خطوة تتعارض مع مصالح الأمن الأوروبي.
وتابع قائلا: " أن هذا سيعنى تدمير للمعاهدة الأساسية بين حلف "الناتو" وروسيا، والتى تحظر بشكل مباشر نشر قوات قتالية مهمة على أساس دائم".
يُذكر أن بولندا اقترحت على الولايات المتحدة نشر فرقة مدرعة أمريكية بشكل دائم على أراضيها.
وكان المتحدث الصحفى للرئاسة الروسية (الكرملين)، دميترى بيسكوف، قد أعلن فى وقت سابق أن نشر قاعدة عسكرية أمريكية فى بولندا يعد قرارا سياديا، مؤكدا أن هذا القرار لا يدعم الاستقرار فى القارة الأوروبية وسيؤدى إلى رد فعل من موسكو فى حال اقتراب البنية التحتية لحلف "الناتو" إلى حدود روسيا.
وكان نائب وزير الدفاع الأمريكى مارك إسبر قد أكد فى تصريحات خلال الشهر الجارى أن مساحة الأرض التى اقترحتها الحكومة البولندية لإقامة قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها لن تكون واسعة بشكل يسمح للقوات الأمريكية بإقامة قاعدة دائمة فيها.
وأوضح إسبر أن الأرض التى اقترحها الرئيس البولندى أندريه دودا لن توفر مساحة كافية لإقامة المنشآت المخصصة لتدريب القوات الأمريكية.
وذكر المسؤول الأمريكى أن هذه الأراضى ليست كافية فيما يتعلق بالمساحة ومجالات المناورة وميادين الرماية، مضيفا "نحن بحاجة على سبيل المثال إلى ميدان رماية كبير من أجل رماية المدفعية، إلا أن الأرض التى اقترحتها بولندا ليست كبيرة بالقدر الذى يتيح لنا المحافظة على درجة الاستعداد التى نرغب بالمحافظة عليها".
وكان دودا قد أعلن- فى مؤتمر صحفى مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب- أن بلاده تعرض تقديم مليارى دولار للولايات المتحدة لإقامة قاعدة عسكرية أمريكية دائمة فيها بهدف تعزيز دفاعاتها ضد التهديدات الروسية المحتملة، واقترح تسمية القاعدة باسم "فورت ترامب" أو "قلعة ترامب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة