قام مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية بتحليل خطابات زعيم تنظيم القاعدة الإرهابى أيمن الظواهرى خلال نصف العام الأخير، بدايةً من شهر مارس من العام الجارى حتى نهاية شهر أغسطس فى ذات العام، وأوضح المرصد أن أبرز الملاحظات التى كشفها فريق التحليل التابع للمرصد هى أن خطابات الظواهرى خلال هذه الفترة تضمنت مواصلة زعيم التنظيم الإرهابى بث رسائله المتضمنة تحفيز أعضاء التنظيم وأنصاره على مهاجمة الأهداف الأمريكية فى مختلف دول العالم، واستهداف الأنظمة والحكومات العربية التى يرى التنظيم الإرهابى أنها حليفة للولايات المتحدة وإسرائيل.
ويستخدم الظواهرى فى تلك الخطابات لغة دغدغة المشاعر بالفتاوى الدينية الشاذة والباطلة، بتأكيده أن تلك الأنظمة والحكومات مرتدة عن دين الله تعالى، وأن دم أعضائها مستباح. ولم تتوقف فتواه على استباحة تلك الأنظمة والحكومات، بل أفتى بشرعية قتل من يخالطونهم ولو كانوا من المدنيين العاديين.
تابع المرصد تحليله مبينًا أنه منذ 5 مارس 2018 أصدر الظواهري 4 كلمات صوتية تضمنت مواجهة الولايات المتحدة والأنظمة العربية والقضاء على التنظيمات التى لا تعمل وفق أجندة القاعدة، مثل تنظيم داعش الإرهابى الذى ينافس القاعدة على الريادة الإرهابية.
وقد توقف خبراء التحليل بالمرصد عند رسالة الظواهري الأخيرة التي تحمل عنوان "كيف نواجه أمريكا" حيث تم استهلالها بإنشاد من قِبل أعضاء التنظيم للتباهي بقوة تنظيمهم وكثرة أفرعه، وأرسلوا التحية خلال إنشادهم إلى حركة طالبان، وأفرع التنظيم في الشام الذي عدوه "فخر الإسلام"، حسب زعمهم، وأشادوا بعناصر التنظيم في اليمن، ومُقاتلي الجزائر "الصامدين"، و"كتيبة الشباب" فى الصومال، و"إياد غالى" أمير جماعة نصرة الإسلام والمسلمين فى بلاد المغرب الإسلامى.
وأشار خبراء المرصد أن ذلك الخطاب يرتكز على أهداف وأجندات سياسية تعتبر المحرك الأساسي لرؤية الظواهري في التعامل مع الغرب وتحديدًا الولايات المتحدة، والأنظمة الحاكمة في الدول العربية والإسلامية، حيث يكشف ذلك الخطاب عن أن الظواهري لديه قواعد تابعة متشعبة ومتجذرة في تلك المناطق العربية المختلفة مما يساعده على الوصول للحكم وفرض الوصاية على المجتمعات بالقوة .
وقال خبراء المرصد إن إحدى السمات المركزية في خطاب الظواهري الأخير هي التأكيد على رِدَّة الحكام وعمالتهم، حيث يعمل على تصدير مفاهيم الردة والتكفير، بهدف تسويق وتزييف الخروج المسلح على الأنظمة الحاكمة بمؤسساتها المختلفة؛ إذ تضع قيادات تنظيم القاعدة أحكام الردة في غير موضعها لتبرير وتسويق أهداف وأجندات سياسية بغرض فرض الوصاية بالقوة الغاشمة على المجتمعات، وهو ما ليس من الإسلام فى شئ.
كما شدد خبراء المرصد على أن تنظيم القاعدة الإرهابى يرتبط -بما لا يدع مجالًا للشك - بتنفيذ أجندات سياسية دولية تسعى لخلق الفوضى في مناطق عدة؛ مما يستلزم ضرورة الإسراع من الجهات الفكرية والدينية والأمنية لتطويق ذلك التنظيم وأفراده بصورة كاملة بعد سعي هذا التنظيم الإرهابي لاستغلال حالة الخمود التى يعيشها تنظيم داعش الإرهابى بعدما نجح التحالف الدولى فى القضاء على رؤوسه، وإن كانت أذنابه لا تزال باقية.
وقد حذر خبراء المرصد من التحالف المحتمل بين أذناب داعش وقيادات القاعدة وفق تنسيق خارجي يهدف لتصدير كيان إرهابي مفترس يحقق له أهدافه في زعزعة الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.