صدر عن سلسلة الإبداع العربى، التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب، ويرأس تحريرها الشاعر سمير درويش، صدرت المجموعة القصصة الأولى "الديك الأعرج.. وقصص أخرى" للكاتب والتشكيلى العراقى خالد شاطى. وضمت 29 نصًا، تراوحت أطوالها بين بضع أسطر و13 صفحة.
تهيمن مواضيع الحرب والإرهاب والمعتقلات وتداعياتها النفسية والاجتماعية على مجمل نصوص "الديك الأعرج"، وتغطى فترة زمنية هى الأشد مرارة فى تاريخ العراق المعاصر، بدءًا من الحرب العراقية الإيرانية وحتى الوقت الحاضر.
لغة النصوص مقتضبة ومكثفة، تتسم بالمباشرة والبساطة والابتعاد عن التزويق اللفظى والبلاغى، لتنقل لنا الأثر الكابوسى لأجواء الحروب والإرهاب والمعتقلات والتى عاش الكاتب أحداث بعضها وكان شاهدًا مراقبًا لبعضها الآخر.
الشخصيات فى هذه النصوص ليست أبطالًا بالمعنى المألوف. إذ إنها عاجزة عن إتيان أى فعل، مقهورة ومستلبة الإرادة. إنها ضحية أحداث ووقائع لا ذنب لها فيها. وحيثما تتحرك لتنجز فعلًا ما فإنها لا تزيد عن أن تلف حولها مزيدًا من الخيوط اللزجة.
إنه إنسان واقعنا الحالى. تتناوشه أنياب الديكتاتورية من جهة وأنياب الإرهاب والعنف والقسوة من جهة أخرى. إنسان مندفع نحو الهاوية، وليس لوقف تهاويه من سبيل.
من أجواء المجموعة: "لا أخفيكم؛ لسبب ما شعرت بالفرح. حين اشترى من السوق بدلة عسكرية وبسطالًا، أو حين علمتُ أنه يقضى فترة ما بعد الظهر لا فى لعب الكرة، بل فى التدريب فى مركز للمتطوعين خارج المدينة. انتابنى الفرح أكثر حين قال إنه لا يفكر بأبعد من التدريب. حسنًا، فى هذا البلد يمكن أن نتفهم أن يكون التدريب على القتال هواية مثل القراءة أو الرسم".
