يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أطلق شرارة العداء تجاه وسائل الإعلام الرئيسية، ليس داخل الولايات المتحدة فقط، وإنما تسرب الأمر إلى بعض من أقوى الديمقراطيات فى العالم التى باتت الصحافة فيها تحت نيران غضب حكوماتها.
فخلال الأسبوع الجارى، كشفت الصحافة البريطانية عن تعرض الصحفيين داخل اثنين من الدول الديمقراطية فى العالم لهجوم وتهديد من حكوماتها، وبينما إحداهما حكومة يمينية متطرفة فإن الأخرى تحكمها المصالح الاقتصادية، وهو ما يعد مؤشرا خطيرا على تعرض حرية الصحافة للتهديد بعد أن أطلق الرئيس الأمريكى العنان للهجوم على وسائل الإعلام الليبرالية وإصراره على معاداتها منذ وصوله للبيت الأبيض فى يناير 2017.
وذكرت صحيفة التايمز، البريطانية، إن حركة النجوم الخمس، الإيطالية المشاركة فى الحكومة والتى يمثلها وزير الداخلية ماتيو سالفينى، هددت بالانتقام من وسائل الإعلام المعادية، ولوحت بتفكيك نقابة الصحفيين.
وأوضحت الصحيفة أن الحزب الشعبوى قال فى بيان على الإنترنت بشأن تفكيك النقابة "إن الإجراء بالفعل على أجندة الحكومة"، فى إشارة إلى أحدث حلقة فى سلسلة من التهديدات التى تمثل تكرار لعداء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لوسائل الإعلام الرئيسية.
وحصلت الحكومة أمس على موافقة البرلمان لتعيين الصحفى مارسيلو فوا رئيسًا لمجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون التابعة للدولة، حيث من المتوقع أن يدعم سياسات الإدارة الشعبية، وهو معارض مناهض لليورو ومناهض للمثليين وقد واجه اتهامات سابقة فون بدعم أخبار مصطنعة.
وفى أستراليا، كشفت صحيفة الديلى تليجراف أن رئيس هيئة الإذاعة العامة الأسترالية ABC، استقال من منصبه بعد الكشف عن طلبه من المدير الإدارى "فصل" صحفى كبير متخصص فى الشأن السياسى، تسببت تقاريره فى إزعاج الحكومة السابقة.
وأوضحت أن جوستين ميلن وهو رجل أعمال ثرى يعمل فى مجال التكنولوجيا وشريك أعمال سابق فى شركة مالكوم تيرنبول، رئيس الوزراء السابق، استقال من منصبه فى ABC بعد أن كشفت وثائق أنه دفع فى وقت سابق من العام، نحو طرد صحفى بارز فى الإذاعة لأن ترنبول "يكره".
وقال ميلنى فى محادثة هاتفية استمرت نصف ساعة مع المديرة الإدارية للمؤسسة، ميشيل جوثرى، "يجب أن تفصليه"، وأضاف، وفقاً لروايات مكتوبة عن المحادثة التى تم تقديمها لمديرى هيئة إيه بى سى الأسترالية، أن الصحفى السياسى أندرو بروبن يضع تمويل الإذاعة، الذى تضخه الدولة، فى خطر.
وما زاد الأمر إثارة أنه تمت إقالة المديرة الإدارية الاثنين الماضى، حيث قرر مجلس الإدارة أنه ليس فى مصلحة المؤسسة أن تبقى فى منصبها، مشيرا إلى أن هذه الشواهد تسلط الضوء على أزمة كبرى تتجه نحوها الصحافة الغربية فى ظل حكومات شعبوية وعداء متزايد نحو وسائل الإعلام الحرة.
