مشهد لن تتوقع نهايته وتتوق إلى إعادته مرة أخرى لمشاهدته مراراً وتكراراً وبنفس الحماس واللهفة والشغف كأول مرة تشاهده فيها، هكذا كانت الأفلام التى أحدثت فارق كبير فى عالم السينما العالمية وتحولت إلى أيقونة كبيرة بسبب عظمة تجسيدها وإخراجها وتصويرها.
تكوين الأيقونة وصناعتها لصناعة البصمة فى تاريخ السينما بدأت من أفلام بسيطة جسدها ممثلين فى غاية البساطة استطاعوا مواجهة الكثير من النقد للوصول بعمله السينمائى إلى عرض الأفضل فى التاريخ، هكذا صنع نفسه الممثل الكبير "مارلون براندون" فى فيلمه العظيمThe Godfather ، فى جزئه الأول الذى عرض عام 1972، ومن ثم استكمل مسيرته الممثل الكبير آل باتشينو، فى الجزء الثانى والثالث من الفيلم الأعظم فى تاريخ السينما، ونجاحهم فى تجسيد عمل يتوارثه الأجيال على مر الزمان.
وعلى نفس السياق الكثير من الأفلام التى استطاعت ترك بصمتها ومنها الفيلم الشهير The Shawshank Redemption، للمخرج الكبير فرانك دارابونت، والذى روي قصة الصبر والإصرار عندنا يجتمعان مع الذكاء وكيف يستطيع من يملك هذه الصفات الحصول على الحرية، والذى جسد دور البطولة فيه الممثل الكبير مورجان فيريمان، والذى حصل على تقييم عالى حتى الآن وصل إلى 9.3 على موقع imdb، والكثير من الأفلام الأخرى التى صنعت بصماتها فى التاريخ السينمائى.
كل هذه الأمثلة والتراث الذى خلفه لنا الكثير من صناع السينما العالمية فى الألفية الثانية، تتلاشي يوما تلو الآخر بسبب النمط الجديد الذى سلكه الكثير من شركات الإنتاج والتى على رأسها “marvel” ، و “warner bros”، اللذان حولا التمثيل إلى أبطال خارقين دائماً ينقذون الكوكب والحياة البشرية فى اللحظات الأخيرة.
ما بين بطل خارق يطير وبطل أخر يتضخم وأخر يخرج من الماء، صنعت شركات الانتاج تراثها الذى تواجه به الأيقونات التى طالما كانت ثوابت لدى المشاهدين، الأفلام الجديدة والنمط الجديد، وحولت صناعة السينما من مدة زمنية كان المشاهد دائماً ما يجهل نهايتها الى توقع صارم للنهاية المعتادة التى غيرتها مؤخراً فى فيلمها الجديد avengers: infinity war، بفوز قوى الشر لأول مرة، والتى بالتأكيد ستعيد نفس السيناريو المعتاد فى الجزء القادم.
الكثير من الأفلام الحديثة والجديدة التى عرضت على مدار السنوات الماضية دارت على نفس النمط بداية من The Incredible Hulk عام 2008، وسلسلة The Avengers الشهيرة التى طرح لها ثلاثة اجزاء ضمت الكثير من الأبطال الخارقين، كان هدفها من البداية هو حصد الأرباح الخيالية التى بالفعل نجحت فى احداث طفرة فى تحقيقها والتى تخطت لأول مرة حاجز المليار دولار كإيرادات لتلك الأفلام.
شركات الإنتاج نجحت فى تحويل المشاهد من شخص ملم بالتفاصيل والتمثيل الى شخص يهتم بالعنف والأكشن والسيناريو المعتاد فى أفلامها، فدفعت الكثير من عشاق حضور السينمات ودور العرض الى اللجوء الى المسلسلات والدراما الأوروبية الجديدة التى جمعت الكثير من التمثيل والتجسيد بها.
الحبكات المعتادة لأفلام الأبطال الخارقين دفعت الكثير من عشاق السينما الى هجرها واللجوء الى منصات الشبكات التلفزيونية الجديدة امثال "نتفليكس و HBO و FX و NBC، لمشاهدة ما يبحثون عنه دائماً فى المسلسلات التى تحتوى على دراما حقيقة لا يستطيع توقع نهايتها، عكس ما جسدته شركات الانتاج على مدار السنوات الأخيرة فى افلامها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة