مریم محمد سعید تکتب: لماذا أصبح عصر الحب فى طريقه للاندثار؟

الجمعة، 28 سبتمبر 2018 05:00 م
مریم محمد سعید تکتب: لماذا أصبح عصر الحب فى طريقه للاندثار؟ امرأة حزينة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نشتاق لأيام الزمن الجميل والموسيقى الكلاسیكیة الخافتة التی تریح الأعصاب وتفجر فی داخلنا ینابیع الحب وتشق فینا درباً من دروب الهوی، والحب ینشأ بداخلنا إذا تحلینا بالخصال الحمیدة إزاء الناس وتنبع تلك الخصال من تربیة سلیمة ونفس سویة، وتتلاشی تلك الخصال إذا قست القلوب وتضخمت النفس بالکبریاء وخضعت النفس لرٶیة ذاتها دون الإنصات لرأی الغیر.

 

ومن المٶکد أن بداخل کل إنسان تلك الصفات الحمیدة بالفطرة، لكن بنسب متفاوتة، فمنهم من ینشر حبه علی المجتمع کله، ومنهم من یكتفی أن یوجه حبه نحو عاٸلته فقط، ولكن هذه الأخیرة تحجم من مفهوم الحب، حیث إن الحب قد خلق لیشمل الناس جمیعاً۔۔ فقال الله تعالی:ٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ سورة الحجرات آیة 13،  فالله حثنا علی التعارف والمحبة، أما إذا نظرنا إلی الحب کحب ذاتی لا یشمل إلا حب النفس لشعرنا بالوحدة، فإذا لم نشعر بها فی الوقت الحالی سنشعر بها علی المدی البعید، حیث لا نجد من یساعدنا وقت الشدة ونجد أنفسنا منعزلین فكریاً وثقافیاً عن الآخرین ونتسم بالرجعیة وعدم التعایش مع المجتمع.

 

لكن من الممكن أن نلتمس العذر لبعض الشخصیات، فهناك شخصیات حسنة النوایا وتحب الخیر للناس، لكن بعض الناس تستغل طیبتها وتسخرها لخدمة ذاتها بلا هوادة أو رحمة، فتفضل تلك النفوس أن تبتعد عن النفوس المریضة، وأنصح تلك الشخصیات أن تحسن الاختیار مع التحفظ وتوخی الحذر.

 

ومن الواضح أن الرسم البیانی لمفهوم الحب قد تغیر عن الماضی فبدلاً من کونه خطاً صاعداً إلی أعلی أصبح خطاً هابطاً إلی أسفل وفی طریقه للاندثار، حُب الناس لا یصنعه المال لكنه یحتاج إلی كلمة طیبة نابعة من نفس سویة وجبر خاطر.... فمهما كنت تملك من المال فأنت تحتاج لغیرك.

 

نحتاج إلی اللمة الحلوة، نحتاج للضحك النابع من القلب، نحتاج إلی أن نأكل بعضاً من السمیط والذرة المشویة علی کوبری عباس زی زمان، نحتاج إلی أن نستمع لأغنیة لأم کلثوم تجمعنا، نحتاج إلی أن نحب بعضنا من جدید، المسألة لیست مسألة الزمن تغیر المسألة هی مسألة نفوس تغیرت، فحان الوقت أن نستعید نفوسنا الجمیلة ونحب بعضنا حباً نابعاً من القلب إلی القلب.

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة