بعد أن تحدثنا فى عدة مقالات سابقة عن ستة فضائل قد عاش وتمتع بها السيد المسيح أثناء فترة حياته على الأرض، نستكمل اليوم حديثنا عن تلك السلسلة ، أمِلاً أن تُغير فى نفوسنا وعائلاتنا وبلدنا إلى الأفضل، فالسيد المسيح ترك لنا مثالاً صالحاً حتى نتبع خطواته لكى نصل إلى حياة أفضل .
الفضيله السابعه: "الصمت والكلام" فى العديد من المواقف كثيراً ما نتحير ونتسائل أيهما أفضل الكلام أم الصمت ؟! بداية يجب أن نراعى أن هناك وصية عامه للحكيم وهى أن كثرة الكلام لا تخلو من الخطأ والمعصية ، ولكن من يستطيع أن يُلجِم فمه الذى يحب الثرثرة باستمرار فذاك رجل عاقل، ويخبرنا أيضاً فى سفر الجامعة إن قول الجهل يأتى من كثرة الكلام.
إن إستطعت أن تُجيب بإيجاز وبأبسط وأقل الكلمات فخيراً تجد ، فهناك كلمات بسيطة وقليلة ولكن تحمل بداخلها الكثير من المعانى والرسائل. يجبرنا الحكيم أيضاً فى نفس السفر قائلا: للسكوت وقت وللتكلم وقت ، فلا نتحدث حين يفَضَل أن نصمُت ، ولا نصُمت حين يجب أن نتكلم.
ذات يوم أراد السيد المسيح أن يسأل تلميذه بطرس الرسول عما يحمله بداخله من مشاعر تجاهه ، فهو قد أنكره سابقاً ثلاث مرات ، وقد كان ذلك وقت الغذاء ، فإنتظر السيد المسيح إلى أن انتهوا تماماً من تناول الطعام والشبع ثم بعدما تغدوا سأله يا سمعان بطرس أتُحبنى أكثر من هؤلاء؟ وهنا قد أجاد السيد المسيح التوقيت المناسب للصمت وللكلام حتى نتعلم ذلك الدرس ، فالإنسان الحكيم يسكت أولاً إلى أن يحين وقت الحديث، أما الثرثار الجاهل فلا يضع فى اعتباره التوقيت المناسب لذلك فيبغضه الآخرين.
الفضيله الثامنة : " الحزم والشجاعة " الحزم فى حياة القائد الناجح صفة أصيلة لا تتعارض أبداً مع لطفه ومحبته وهدوءه ، فالقائد الحكيم عندما يرى الخطأ أحياناً يتعامل معه بلطف لمعالجته ، وأحياناً اُخرى يتعامل معه بحزم وحسم حسبما يجد الأمر يتطلب ذلك .
هناك العديد من المواقف من حياة السيد المسيح والتى تُظهر لنا فضيلة الشجاعة والحزم فى التعامل مع الأمر ونذكُر منها إنه ذات يوم ذهب السيد المسيح إلى أورشليم "القدس" فى عيد الفصح اليهودى والمرتبط بذكرى خروج شعب إسرائيل من العبوديه فى أرض مصر، فذهب إلى الهيكل وهو المكان المخصص للعباده، ليجد التجار والباعة قد إستغلوا ساحة الهيكل كسوق للبيع والشراء، فقام السيد المسيح بكل حزم وقوة وشجاعة بطرد جميع التجار والباعة ورجال الدين المنافقين بعد أن وبخهم بشده قائلاً : هذا المكان مخصص للصلاه والعبادة وأنتم قد جعلتموه بيتا للتجارة ومغارة للصوص، فهرب الجميع من أمامه فى خوف ورعب ولم يستطع أو يجرؤ أحد منهم على الرد عليه، فالتف الجمع من حوله لكى يستمعوا إلى المزيد من تعاليمه الثمينة وبهذا قد علمَنَا السيد المسيح إنه لا تهاون من الخطأ .
إلى اللقاء فى الجزء الخامس من سلسلة فضائل من حياة السيد المسيح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة