موقف سخيف كان غرضه المزاح تحول لأزمة اقتصادية على مستوى دولى.. عبارة تصف أزمة "الدبابيس" داخل الفراولة فى أستراليا التى امتدت لتشمل دولا أخرى وتسببت فى أزمة فى المحاصيل الزراعية فى البلاد.
وبدأت الأزمة قبل أسبوعين كحادث فردى غريب عندما عثر مواطنون فى كوينزلاند الأسترالية على دبابيس وإبر داخل الفراولة، واتضح أن المتورط فى القصة كان طفل وضع الإبر فى محاصيل الفراولة على سبيل المزاح.
الابر فى الفاكهة
ولكن بحسب موقع ستاندارد، البريطانى لم تتوقف القصة هنا، بل زادت لتشمل العديد من المدن الأسترالية، وقال رئيس الوزراء الأسترالى سكوت موريسون بعدها "شخص أحمق قام بتخريب المحصول لأهداف لا نعلمها" ووجه كلامه لمن يفعل هذا قائلا: "أنت تخيف الأطفال، أنت مجرد جبان".. وأشار إلى أن العقوبة ستصل للسجن بين 10 سنوات و 15 عاما وهى عقوبات لا يحظى بها سوى من تورط فى أعمال إرهابية.
الأمر الذى يعنى أن العديد من الأشخاص قرروا فجأة أن يقلدوا الطفل الأول ويقومون بتخريب محاصيل الفراولة تحديدا والفاكهة عموما، وأعلنت الحكومة الأسترالية أنها تلقت بلاغات عن حوادث مشابهة فى الموز والتفاح كذلك، بعدها بدأت الكارثة الاقتصادية على المزارعين الذين خسروا أطنانا من الفراولة تم إعدامها فى كل حقل يتم العثور فيه على إبر داخل المحصول.
وتخطى عدد البلاغات فى أسبوع واحد الـ100 بلاغ.. وظهرت مقاطع فيديو لعملية إعدام الأطنان من المحاصيل بلا تمييز بمجرد العثور على الإبر فى بعض من الفراولة فيها.
من جهة أخرى انتشرت النصائح من الحكومة الأسترالية تدعو المواطنين بتقطيع الفراولة قبل تناولها وانتشرت دعوات لاستخدام أجهزة الكشف عن المعادن فى صناديق الفاكهة أملا فى إنقاذ المحاصيل الزراعية، هذا بالطبع لم يتسبب فى تهدئة مخاوف المواطنين بل زادت أكثر لتنتشر حالة من مقاطعة شراء الفاكهة لحين انتهاء الأزمة وتسبب هذا فى خسائر فادحة للمزارعين.
وبحسب صحيفة "سيدنى مورنينج هيرالد" فإن حملة دشنها نشطاء على تويتر كانت تدعو لتشجيع المواطنين على شراء الفراولة لمنع تدمير قطاع كامل من الاقتصاد.. وحتى سلسلة متاجر Woolworths قامت بسحب كل الإبر والدبابيس من الأرفف ومنعت بيعها بحسب صحيفة "الجارديان" كمساهمة فى جهود تقليل الأزمة والمخاوف المترتبة عليها.
الانتشار الدولى
صور العثور على الإبر داخل الفراولة
حتى ذلك الوقت كانت أزمة الفراولة فى أستراليا فقط، ثم انتشرت منها إلى نيوزيلندا حيث تم العثور على الإبر والدبابيس داخل الثمار بعدما اشتراها أحد المواطنين من سوبرماركت بمدينة أوكلاند، وكانت مغلفة فى صندوقها، الأمر الذى أثار مخاوف من أنه يصعب اكتشاف الإبر والدبابيس المعدنية قبل وضع الثمار فى علب التغليف.
وتلى ذلك بحسب موقع "بيزنس انسيدر" الفاكهة فى سنغافورة أيضا وأطلقت السلطات فى سنغافورة تحقيقا فى الواقعة وسط اعتقاد بأن من فعل هذا كان يحاول تقليد المخربين فى أستراليا.
وظهرت مخاوف أيضا من أن تكون هذه الإبر والدبابيس ملوثة، ما يعنى أنه حتى لو تم تقطيع الثمار قبل تناولها فإن هذا لن ينفى أن تكون تلوثت بسبب مرض ما.
المربى الجانب الإيجابى
ككل أزمة يوجد رابحون وخاسرون، الرابحون هنا كانوا صناع المربى الذين اعتبروا أنهم القادرون على تقليل الخسائر عبر تحويل المحاصيل لمربى بدلا من إعدامها كلها بحسب ما ذكر موقع "ستاف" النيوزيلندى.
وعلى نحو آخر ذكر موقع "نيوز ميل" الأسترالى، إن المفارقة فى هذه الأزمة كانت ارتفاع شعبية الفراولة، بفضل حملة دعم المزارعين لتقليل خسائرهم، خاصة مع استخدام بعض المتاجر أجهزة الكشف عن المعادن وتمرير صناديق الفراولة عليها للتأكد من سلامة المعروض منها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة